سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قيادات الأحزاب تغتال أحلام الشباب بالبرلمان.. القيادات ترفض إدراجهم ضمن التحالفات الانتخابية وتشترط الآلاف للإنفاق على دعايتهم.. الشباب يصفونهم بالخيانة وأنهم أصحاب الفضل في قيام أحزابهم بعد الثورتين
ضربة قاسمة وجهها قيادات الأحزاب والحركات والائتلافات السياسية التي ستخوض انتخابات البرلمان المقبلة إلى شباب تلك الكيانات الراغبين في خوض انتخابات البرلمان بعدم إدراجهم على أولويات قوائهما الانتخابية. وأصبحت حالة من الإحباط والشعور بخيبة الأمل واليأس تسطير على شباب تلك الأحزاب والائتلافات السياسية، بل إن الأمر لديهم وصل لحد أن وصفوا ما حدث من تلك القيادات بالخيانة. فيرى الشباب أنهم من صنعوا ثورة 25 يناير، وأن تلك الثورة نتج عنها مساحة للشخصيات العامة ورجال الأعمال لإقامة أحزاب كبيرة بعكس ما كان الأمر شبه محرم عليهم بسبب التضييق السياسي في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، إذ أن الشباب يرى أنه لولا القيام بتلك الثورة لما استطاعت تلك الشخصيات إنشاء الأحزاب وممارسة العمل السياسية على النحو الموجود الآن، ومع ذلك لم تنظر تلك الشخصيات إلى هؤلاء الشباب في إدراجهم على قوائم البرلمان المقبلة كنوع من رد الجميل لهم. كذلك الحال يرى الشباب أنهم أصحاب الفضل في الإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية في الوقت الذي كان قد استسلم فيه قيادات أحزابهم لهذا الحكم، مما أعطى لهم مساحة أكبر في حرية التوسع في أحزابهم وائتلافاتهم والمنافسة على البرلمان المقبل، ورغم ذلك أيضا لم يتم إدراجهم على القوائم الانتخابية. عدم إدراج الشباب على القوائم كان الضربة القاتلة لهؤلاء الشباب لأن الأحزاب والائتلافات هم المسئولين عن تمويل الدعاية الانتخابية للمرشحين المدرجين على قوائمهم، وهذا ما كان يحلم به الشباب لعدم امتلاكهم المال كي يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم من خلاله في تمويل دعايتهم الخاصة، ولهذا كانوا يستندون على أحزابهم ويطمعون في قياداتهم التي تملك المال برد الجميل لهم بالإنفاق على دعايتهم البرلمانية، إلا أن أحزاب التحالفات البرلمانية طلبت منهم آلاف كثيرة كشرط لدخولها. ولم يتغير الحال حتى بعد اندماج الأحزاب والائتلافات الكبيرة في عدة تحالفات برلمانية، الأمر كما هو، القيادات فقط هم الموضوعين على رءوس قوائم تلك التحالفات، والدفع بالشباب ومشاركتهم في الحياة السياسية ما زال مجرد شعارات ترددها تلك التحالفات. باتت الرؤية واضحة لدى الشباب بعد كل ما واجهوه خلال الفترة الماضية أنه لا تمويل لهم من أحزابهم وائتلافاتهم في انتخابات البرلمان المقبل، وأنهم ليس أمامهم إلا خوضها على النظام الفردي بالبحث عن ممول، أو المجهود الذاتي. أول من تم معهم هذا الأمر هو حركة تمرد بعد فشل تشكيل تحالف عمرو موسى وعدم وجودها في التحالفات الكبيرة التي تم تشكيلها بعد ذلك، مما جعلهم يتجهون في النهاية لتشكيل تحالف مع حزب مستقبل وطن لخوض الانتخابات على مقاعد الفردي، وسيتم تقسيم المنافسة على تلك المقاعد بين مرشحي تمرد ومستقبل وطن. على جانب آخر بعدما كان شباب تكتل القوى الثورية يعمل على الدخول لتحالف برلماني يضم كل أعضائه، أصبح الآن أغلب أعضائه يبحثون المنافسة على المقاعد الفردي، وهناك منهم من قرر عدم خوض الانتخابات من الأساس بعد الذي واجهوه من التحالفات البرلمانية خلال الفترة الماضية، فاتخذ طارق الخولي وعمرو عز ومحمد عليوة جانبا من التكتل تحت مسمى جبهة شباب الجمهورية الثالثة ويبحث من خلالها هؤلاء الأعضاء المنافسة على المقاعد الفردية، فيما يعتزم تامر القاضي خوض الانتخابات مستقلا في دائرته بالفيوم، وبسبب استيائهم من الوضع العام لم يحدد عمرو على وأعضاء آخرين من التكتل موقفهم من الانتخابات في اتجاه منهم لعدم خوضها، أما محمد عطية فعقد عدة لقاءات الفترة الماضية مع عدد من قيادات التحالفات للدخول في واحد منها. واتجه شباب من حزب المؤتمر إلى العمل بالمجهود الذاتي في الدوائر الانتخابية وبحث مشاكل أهالي دوائرهم الانتخابية بعد عدم التوفيق في إقناعهم لقيادات الحزب خوض البرلمان على قوائمه ضمن تحالفه الانتخابي، أبرزهم في هذا الأمر محمد بدر الذي سيترشح على دائرة الشرابية. فيما يعلق تيار الشراكة آماله على تحالف الوفد المصري بإدراج أعضاء منه على قائمة التحالف، أبرزهم محمود عفيفي وشادي الغزالي حرب وأحمد عبد النبي، الأمر الذي سيجعلهم يتجهون لعدم خوض انتخابات البرلمان حال عدم توفيقهم في خوض الانتخابات على قوة التحالف. نفس الأمر لم يختلف كثيرا لدى عدد من شباب أحزاب المصريين الأحرار الذين لم يحققوا حلمهم في دخول البرلمان على قوة الحزب، وكذلك أحزاب التجمع والوفد والجبهات التي تم تدشينها لتأييد السيسي وغيرها، مما جعل تلك الكيانات السياسية باتت مهددة بانسحاب الشباب منها لو وجدوا في النهاية أن قياداتهم فقط صاحبة الأعمار الكبيرة هي من حصلت على مقاعد البرلمان.