كان لى صديق فيلسوف بأحوال الوطن شغوف، دائما ما ألجأ إليه فى كل الأحوال والظروف، وكان لى معه لقاء يومى؛ لأسمع منه بقلب لوذعى.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع، فله رد على كل موضوع.. قلت له يوما: ماذا يا فيلسوف عندما يدعو حزب الحرية والعدالة إلى الانتخابات؟.. قال: ساعتها يجب أن نسألهم: بالله عليكم هل يستطيع مرشح منكم الظهور العلنى أمام الجماهير؟.. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يقول حزب الوفد: إن المشاركة فى انتخابات الشعب إجهاض للثورة؟.. قال: ساعتها يا بنيتى اعلمى أن لسان حال الحرية والعدالة يقول: بركة يا جامع.. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يصل عدد مرضى السكر فى مصر إلى 7 ونصف مليون مريض؟.. قال: ساعتها يا بنيتى يجب أن تعلمى أنه فى حال بقاء الإخوان فى السلطه سيصل السكر إلى السودان وليبيا.. ضاحكةً قلتُ: لكن قل لى يا فيلسوف.. هل...؟ وهنا اعتدل الأستاذ فى جلسته، وقال: أى بنيتى، أنتِ أسئلتك تطول، وأنا الليلة مشغول، فأرجوكى أن تدعينى اليوم، وغدًا لنا فى الأمور أمور.