كان لى صديق فيلسوف بأحوال الوطن شغوف دائما ما ألجأ إليه فى كل الأحوال والظروف، وكان لى معه لقاء يومى؛ لأسمع منه بقلب لوذعى.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع، فله رد على كل موضوع.. قلت له يوما: ماذا يا فيلسوف عندما يسافر رئيس الوزراء لأداء العمرة ومصر تشتعل؟! .. قال: ساعتها يا بنيتى لا تتصورى أن الرجل مغيب.. قنديل لديه محاضرة عن "أمومة حنونة بعيدا عن ولاد المجنونة"!!.. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يسحل عشرة مواطنين أمام منزل الرئيس قبل اعتقالهم؟!.. قال: ساعتها لابد أن نسأل: هل السحل شرط من شروط الاعتقال؟!.. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يقول مرسى فى فترة الانتخابات الرئاسية "إذا خرج الناس وطالبونى بالرحيل سأرحل فورا"؟!.. قال: ساعتها يجب أن نفرض عليه لبس نظارة!!.. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يناقش الأقباط فى مؤتمر بالعاصمة الهولندية "امستردام" وضعهم فى دولة الإخوان؟!.. قال: ساعتها يجب أن نوصيهم بمناقشة وضع المسلمين أيضا فى دولة الإخوان!!.. ضاحكة قلت: لكن قل لى يا فيلسوف.. هل...؟ وهنا اعتدل الأستاذ فى جلسته، وقال: أى بنيتى، أنت أسئلتك تطول، وأنا الليلة مشغول، فأرجوكى أن تدعينى اليوم، وغدا لنا فى الأمور أمور.