بصفتى زعيم درب الفشارين قررت التوكل على الله، وإجراء هذا الحوار اللطيف مع سيد البلد، والحاكم بأمره المشير حسين طنطاوى، ورزقى على المولى. اتصلت باللواء الفنجرى صديقى وحبيب قلبى، فرتب لى اللقاء.. فذهبت إلى مكتب المشير، وقبل مقابلته كان علىّ اجتياز عشرات النجوم ، والدبابير، والسيوف المتراصة على أكتاف السادة الأفاضل المنتشرين فى الطرقات، والمكاتب .. وها أنا أخيرا فى حضرة حاكم مصر الهمام: فى البداية قلت له : كنت أتمنى لقاءك منذ أن أدى الفنجرى تحيته العسكرية للشهداء، حيث كان الشعب والجيش «إيد واحدة»!!.. قال: وما زال الشعب والجيش «إيد واحدة» يا أبو طقة!! .. قلت: لكننى أرى يدا ثالثة أحدثت فجوة بيننا وبينكما، قال: ثقوا فى أنفسكم ، وفى مصر ، وفى القوات المسلحة التى لم ولن تفرط أبدا فى هذا الشعب، وهذا الوطن، وساعتها لن تجدوا يدا ثالثة، ولا رابعة يا أبو طقة! قلت: وهل هناك خائن بيننا ياسيادة المشير؟!.. فأجاب: أنا أربأ بنفسى أن أقول إن هناك مصريا خائنا.. فهم ليسوا خونة وإنما بعض ال«مش فاهمين» قلت: مش فاهمين.. جماعة محظورة دى يا باشا؟! قال: يا أخى هؤلاء الشباب غير الواعين ما يفعلون، والذين نحبهم ورب الكعبة. قلت: لكني منذ صغرى أسمع بأنك سطرت ملحمة خالدة فى المزرعة الصينية أثناء حرب اكتوبر3791 .. وكنت أفكر دائما وأتساءل :لماذا ذهب المشير طنطاوى إلى الصين ليحارب ويسطر ملحمته هناك، بينما الحرب مشتعلة هنا على الحدود مع إسرائيل!.. قال ضاحكا: «يابنى آدم» المزرعة الصينية هذه مشروع زراعى مصرى بتمويل يابانى ، وأطلق عليه المزرعة الصينية نظرا لوجود عبارات باللغة اليابانية على بعض المبانى فسرها الإسرائيليون الأغبياء على أنها كلمات صينية.. قلت: الحمد لله: فهمت يا باشا!!.. لكن لماذا أحلتم اللواء إسماعيل عتمان للمعاش رغم أنه أصغركم سنا؟! .. قال: وما الذى يهمك فى ذلك؟.. قلت: الشعب يتساءل ياسيادة المشير!!.. قال: عندما يسألنى الشعب فسوف أجيبه ولكن فى «ودنه» قلت: هو أنا مش من الشعب ولا إيه؟! فأجابنى: أنت من الفشارين يا أبو طقة. فسألته: ما رأيك فى الحملة التى يطلق عليها الحملة الشعبية لترشيح المشير رئيسا؟!!.. قال : أنا لا أنوى الترشح للرئاسة ولن ندعم أي مرشح قلت: أنتم والإخوان المسلمون تقولون «ليس لنا مرشح للرئاسة» افهم من ذلك أن الوضع سيبقى على ما هو عليه إلى ما شاء الله؟!.. قال: باق من وقتك ثلاث دقائق يا أبوطقة.. قلت: لماذا لا يرد المجلس العسكرى على المتظاهرين الذين يرددون شعار يسقط يسقط حكم العسكر؟! .. قال: باق دقيقتان يا أبو طقة!.. قلت: هناك أحد المواقع الالكترونية نشرت خبرا يشير إلى أن راتبك الشهرى 3 ملايين جنيه فهل هذا صحيح؟! أجابنى: باق من وقتك دقيقة واحدة يا أبو طقة!.. قلت: ومتى سيذهب مبارك إلى طرة؟!!.. هنا وقف المشير ونادى على الحرس وقال : خذوه!!.. فما كان منى إلا أن أخذت أردد كما الليمبى: الجيش والشعب إيد واحدة» الجيش والشعب إيد واحدة!