* خطة التعامل مع "الباعة الجائلين" تؤكد عودة "قبضة" الدولة * الشعب لن يتحمل قرارات الرئيس "الصادمة" * الشارع يحتاج ل "استراحة بين الشوطين" * "السيسي" يريد أن يكون "السيسي" وليس "عبد الناصر" أو "السادات" * بعض الإعلاميين عادوا لسياسة "التفكيك" و"الشظايا" والأزمات الفرعية * البيت الأبيض يخشى على مصالح إسرائيل * عودة مصر ل"حضن العرب" قلبت موازين "لعبة التوازنات" * الرئيس يتقن فن التحدث مع "الجمهور".. ولا يتبع سياسة "المكايدة" مع الأمريكان * عودة "الإخوان" للمشهد السياسي "مستحيلة" * تحركات الجماعة الحالية هدفها "تأجيل الخروج" * الشعب بدأ يعلن تحفظاته على من يرتدي "عباءة الإسلام" * شعبية السلفيين في الشارع "مش رقم كبير" * قيادات العمل السياسي في مصر "تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى" * "النخبة" لا تستطيع "تحريك حارة" * التحالفات البرلمانية والسياسية "فاشلة بالتلاتة" * محلب "محشور" بين التعامل مع الأزمات والنظر إلى الطموحات * "السيسي" لن يكرر سيناريو "حزب الرئيس" * "الظهير الشعبي" يمنح الرئيس الفوز في كل معاركه * تجنب "مبارك" وصف 25 يناير ب"المؤامرة" يؤكد ذكاءه * مرافعات "قيادات الداخلية" في محاكمة القرن واقعية * التاريخ سيذكر "البرادعي" بكل ما هو سلبي * رسالتي ل"هيكل": "نسألك الرحيلا" محاولة للفهم.. الوقوف على قراءة حقيقية - غير متحيزة - للواقع الذي تعيشه مصر.. وكذلك تقديم رؤية صادقة ل"مستقبل المحروسة".. وفقًا للنقاط السابقة تحدثنا مع الدكتور سامي عبد العزيز، عميد كلية الإعلام السابق وخبير الدعاية والإعلان. "عبد العزيز" من كلماته الأولى التزم ب"سيناريو التفاؤل".. تحدث عن الأيام المقبلة، الأحلام المنتظر تحقيقها.. لكنه في الوقت ذاته، طالب الجميع بأن يستفيدوا من "خطايا الماضي"، لم يكن غريبًا عليه أن يكشف رفضه "الإقصاء السياسي" لكنه أرفق بهذا الرفض شرط "الملف الأبيض" ليعود من يرغب في العمل السياسي ب "ما لا يخالف شرع الوطن". عميد الإعلام السابق، قدم أيضًا ما يمكن أن نطلق عليه "تحليلا إعلاميا" لخطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحدث عن "ظهيره الشعبي"، وكشف أهمية أن يسانده "ظهير سياسي" ولكن بشروط.. وعن موقفه من خطوات "السيسي".. ورؤيته لأداء حكومة المهندس إبراهيم محلب، وموقفه من رموز الحركات السياسية والوسط الإعلامي وأمور أخرى.. كان الحوار التالي: من منطلق متابعتك لخطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي.. وتحديدا خطابات ما بعد وصوله للرئاسة.. هل ترى أنه يتقن "تسويق أفكاره"؟ - إلى حد كبير.. وذلك لعدة أسباب، منها أنه يعتمد على مجموعة مقومات، أبرزها التلقائية، بدليل أنه حتى الآن، لو تجاوزنا خطابه أمام قضاة المحكمة الدستورية في حفل التنصيب الذي استخدم فيه خطابا "مكتوبا"، نجد أنه في كل لقاءاته وكل المناسبات وكل الاجتماعات التي تحدث فيها لم يستخدم خطابات "مسبقة الإعداد"، وهذه النوعية من الخطابات تخلق نوعًا من أنواع التفاعل التلقائي مع الناس، تظهر أنه صادق فيما يقول. هذا بجانب أن "السيسي" يستخدم اللغة "عامية"؛ لأنه يدرك جيدا أن مفردات تلك اللغة هي الأقرب لقلوب المصريين، ويبتعد في الوقت ذاته عن الأحاديث الرسمية و"الأكليشيهات" المعتادة التي يمكن أن يستخدمها الرئيس عندما يتحدث للمواطنين. كما أنه يجيد استخدام المفردات الدينية المستنيرة، كما أن استخدامه المفردات الدينية يجد صدى عند المصريين باعتبار أن روحانياتهم عالية، ويميلون إلى مثل هذا النوع من "الحوارات"، هذا كله يضاف أيضا إلى أنه منذ اليوم الأول لم يتناقض مع نفسه. ويجب علينا أيضًا ألا نغفل أن الحدث والموقف التاريخي الذي اتخذه خلال الأسابيع القليلة من حكم الرئيس "المعزول" محمد مرسي منحه 50% للمستقبل، بمعنى أنه حصل على شعبية قبل أن يصبح رئيسا، وهذا أمر لم يحدث لكثيرين، وهذا لأنه كان يترجم لإرادة شعب، ووضع رقبته على المقصلة، وإحساس المواطنين بحجم وخطورة التضحية رفع معدلات شعبيته قبل أن يصبح رئيسا. لكن أنصار الرئيس "المعزول" يتهمونه بأنه "انقلب على شرعية مرسي".. إلى أي مدى توافق على هذا الأمر؟ - "السيسي" لم ينقلب على الإخوان، ولم يكن "إخوانيا" في يوم من الأيام، لكنه رجل متدين، وهذه طبيعة الشعب المصري ككل، والأمر خلاصته أن الرئيس عندما شعر بأن الشعب المصري بدأ يرفض تشويه هويته، واللعب في شخصيته المتنوعة والمتحضرة، استجاب لإرادة الشعب.. وبالتالي فإن قناعات "السيسي" بعد أن أصبح رئيسا للجمهورية لم تختلف عما كانت عليه عندما كان وزيرا للدفاع أيام "مرسي"، خاصة أنه في اجتماعاته الأخيرة قبل أيام من 26 يونيو، اكتشف وتأكد - هو ورفاقه - أن الإخوان بالفعل تنظيم، ويقرب للتنظيم "العصابي" أكثر منه لدولة، واكتشف أيضا أنهم لا يؤمنون بالدولة، ولا يؤمنون بكيان اسمه مصر، وهذا ما أسهم بكشل كبير في رفع درجة "غضبه" ومعه المؤسسة العسكرية. الطريقة التي يقدم بها "السيسي" نفسه دفعت البعض للمقارنة بينه والزعيم الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الراحل أنور السادات.. أين يقف الرئيس الحالي من الاثنين؟ - لا.. السيسي شخص متفرد.. له رؤيته الخاصة وشخصيته الخاصة، ومن الممكن أن يكون قد جمع بين بعض شخصيات وعدد من الزعماء، مثلا شجاعة اتخاذ القرار متمثلة في الرئيس أنور السادات في قصة العبور، وأيضا عبد الناصر في تأميم قناة السويس، وهنا أريد أن أشير إلى أن 30 يونيو هي عبور، عبور بمصر من الظلمة والإظلام إلى النور والتقدم، ومن الممكن أيضا أن تكون قراراته هي التي اتخذت درجة من درجات التشابه مع قرارات كبرى اتخذها "ناصر" و"السادات". خلال الشهور القليلة الماضية ظهرت نظريات في العلوم السياسية تشير إلى أن العالم يحتاج الآن للرئيس "المدير".. وليس القائد الذي يتمتع ب"كاريزما الزعماء".. هل توافق على هذا الطرح؟ - دعنا نكون أمناء.. مصر تحتاج إلى "كرباج"، تحتاج إلى قائد أو مدرب ماهر يجيد إعداد فريقه.. "تسخين فريقه" ويجيد حشد الناس حوله، وأريد أن أؤكد أنني أرفض فكرة "التأليه"، لأن الكاريزما تصنعها القرارات، ولا تصنعها السمات أو الألفاظ. بالحديث عن "الكاريزما" والزعامة.. البعض يشير إلى أن الرئيس "السيسي" يستخدم سياسة "المكايدة الدبلوماسية" مع الإدارة الأمريكية.. تعقيبك؟ - عبد الفتاح السيسي لا يستخدم سياسة "المكايدة" مع الأمريكان، لكنه يعلي مصلحة مصر الوطنية، وإرادتها تقتضي أن تكون لديها علاقات دولية متوازنة، وليست علاقات بديلة، وربما التوقيت الذي تمت فيه زيارته ل"موسكو"، كان به التهاب نسبي، أو عدم اقتراب بين القاهرة وواشنطن، لكنني لا أرى ولا ينبغي، ولا أتصور أن "السيسي" يخطط لجعلها لعبة بدائل. بماذا تفسر رفضه حضور القمة "الأمريكية - الأفريقية" ثم بعدها بأيام يتوجه ل"موسكو"؟ - من الممكن أن زيارة روسيا تم الاتفاق عليها "بروتوكوليا" قبل تحديد ميعاد القمة "الأمريكية –الأفريقية"، وربما أيضًا إن وجد - وفقا لحسابات القيادة- أن توقيت الزيارة لا يتناسب مع الأوضاع الحالية؛ لأن الرأي العام المصري ليس في صالح أمريكا، وربما أيضا أنه يعطي أمريكا فرصة لإعادة حساباتها في أسلوب وطريقة التعامل مع القاهرة. وهل تتوقع أن تستغل إدارة "أوباما" هذه الفرصة؟ - متأكد من هذا.. لأن الأمريكان حتى إن كانوا مغرضين، لن يستطيعوا المكابرة عندما يجدون شعبًا ملتفًا حول دولته وإدارته السياسية، لأن في النهاية الأنظمة السياسية تراهن وتراعي قوة ووزن الشعب، ولا تراهن على فرد، كما كان يحدث في السابق، وذلك مرجعه أنهم استوعبوا الدرس التاريخي جيدًا، عندما يراهنون على الحاكم الفرد. لكن بعض المحللين السياسيين يتهمون إدارة "أوباما" بأنها "أغبى إدارة" دخلت "البيت الأبيض"؟ - بالفعل.. وهذا النوع من الغباء ناتج عن الحرص والانحياز الكامل من جانبها للمصلحة الإسرائيلية. وهل تهدد مصر المصلحة الإسرائيلية؟ - من المؤكد أن مصر بوزنها وقدرتها وريادتها، ثم جاءت رئاستها، تجعل أمريكا تعيد الحسابات، ويجب ألا ننسى أن القاهرة نجحت في استعادة تحالفها الإستراتيجي مع الدول العربية القوية، ولم تعد بمفردها، وهذا ما أسهم بشكل كبير في تعديل قوانين "لعبة الحسابات". بالحديث عن عودة "قوة القاهرة".. في أول تعقيب له على زيادة الأسعار قال "السيسي" لرؤساء تحرير الصحف في لقاء جمعهم مؤخرا.. "الشعب بلعها عشان خاطري".. إلى متى سيظل الشارع يتعامل مع قرارات الرئيس بهذه السياسة؟ - الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما قرر رفع "الأسعار" فإنه راهن على شعبيته، وأريد أن أوضح هنا أنني في آخر دراسة أجريتها على الرأي العام فيما يتعلق بهذا الأمر، وجدت تفهمًا للقرارات محدودًا، كما أنني وجدت أن الشعب لن يتحمل كل القرارات متتابعة، بمعنى أنه يجب أن يشعر الشعب بتغيير في الأوضاع وأن يحقق كل قرار نتائجه الإيجابية، أو ما يمكن أن نطلق عليه "استراحة بين الشوطين"، ويمكن وقتها للرئيس أن يصدر قرارات أخرى، ولا يجب أن ننسى أن قرارات الرئيس ومشروعاته القومية الكبرى - حتى وقتنا الحالي- أحيت الأمل لدى المصريين، فمثلا مشروع حفر قناة السويس، ولا أقول "تنمية محور القناة" خلق ملايين فرص العمل، ويمكن أن نقول بالبلدي "فض القهاوي" من زبائنها الدائمين، ولهذا أقول إن التوازن بين القرارات الصعبة والمشروعات الكبرى التي تحارب شبح البطالة، سيخلق حالة من الارتياح والاسترخاء لدى الرأي العام. في الوقت الذي تتحدث فيه عن خطوات الرئيس ورهاناته الجيدة.. على الطرف الآخر لا يزال اتهام مصر ب"فشلها في تسويق أزماتها العالمية" يطاردها.. من يتحمل هذا الفشل؟ - أرى أن نقصا في المواد، ونقصا في الكفاءات البشرية المدربة على إدارة الأزمات، وعدم الاستيعاب الحقيقي لثقافة ومتغيرات الأنظمة السياسية والإعلامية في العالم الخارجية هو السبب، هذا بجانب أن وزارة الخارجية تم تقليص ميزانيتها 30%، في الوقت الذي كان يجب فيه أن تزيد الميزانية 300%. ورغم هذا أريد تأكيد أن وزير الخارجية الحالي السفير سامح شكري "راجل محترم"، ولك أن تعرف أنه لم تتم دعوة مصر لحضور مؤتمر باريس، لمناقشة أزمة غزة، لأن الخارجية المصرية رفضت أن تضع الولاياتالمتحدةالأمريكية أجندة جديدة للتفاوض تجعل فيها كلا من تركيا وقطر طرفين رئيسيين في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو أمر رفضته مصر بشدة، ولهذا أقول إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، يعتبر أول وزير خارجية أراه يعمل بسياسة "كيد النسا". عودة للحديث عن "التسويق السياسي".. هل ترى أن جماعة الإخوان المسلمين "المصنفة إرهابية" نجحت في تسويق أزمتها داخليا وخارجيا؟ - لا.. لكنهم نجحوا في أن يؤخروا أو يؤجلوا خروجهم من الملعب السياسي لبعض الوقت، لكن هذا التأخير والتأجيل لم يمنع خسارتهم السياسية على أرض الواقع، وبشكل يومي. لكن البعض يشير إلى أن خروج الإخوان من المربع السياسي سيكون له تأثير سلبي في الحياة السياسية في مصر.. تعقيبك؟ - بالعكس.. أرى أن هذا الخروج يصب في مصلحة الشارع المصري، لأن الإخوان لم يتفهموا طبيعة الشارع المصري، ومهما بلغ عددهم لن تكون لديهم المقدرة على إعادة الشعب للوراء، أما الحديث ومحاولة وصف ما يحدث لهم الآن ب"المحنة" فإنني أطلق عليه مصطلح "وهم إقناع الذات"، وعودتهم مرة أخرى كما كانوا سابقا أمر لا يمكن حدوثه، وإرادة الله سبحانه وتعالى أرادت أن تخرج أناسًا من تحت الأرض لفوق الأرض ليعودا إلى مكانهم الطبيعي "تحت الأرض". غياب الإخوان عن المشهد السياسي.. هل توجد قوى سياسية داخل التيار الإسلامي يمكن أن تملأه؟ - أولا.. أرفض مصطلح "البديل الإسلامي"، وأقول هناك بديل شعبي، بديل وطني، لأن كلمة "بديل إسلامي" كما لو كنت تقوم بتصنيف الشعب المصري. لكن الأشهر القليلة الماضية خرجت دراسات تشير إلى أن قوى التيار السلفي تطمح لملء "الفراغ" الذي تركه "الإخوان".. هل تتوقع نجاحهم في هذا الأمر؟ -لا.. السلفيون لن ينجحوا ولن ينخدع فيهم الرأي العام، كما أن الشعب المصري بدأ يضع ويظهر تحفظاته على كل من يرتدي "عباءة الإسلام"، والسلفيون لديهم طموحات، وربما يكونوا أكثر ذكاء بالمعني التقليدي، من الإخوان، لكن مصداقيتهم في الشارع المصري لا أتصور أنها تسجل رقما عاليا، كما أنه لم يكونوا لاعبا رئيسيا في 30 يونيو، ودعني أكون أمينًا معك، ولا أريد أن أكون قاسيًا في حكمي عندما أقول إنه لا توجد قوى سياسية في مصر أو نخبة سياسية تحرك "حارة"، الشارع تحرك تلقائيا، ولنفترض خروج رئيس حزب أو قوى سياسية، دعا لمؤتمر، لنرى ما العدد الذي سيحضر، دون النظر لأعداد من سيتم استئجارهم، كما أنهم لا يجيدون لعبة الحشد، ونصيحتي لهم "عودوا للمربع واحد.. وابدأوا بداية جديدة بالنزول إلى الشارع ومحاولة الالتحام معه، وفهم متطلباته". وكيف ترى التحالفات "سياسية أو انتخابية" التي تطغى حاليًا على المشهد السياسي المصري.. وهل تتوقع نجاحها في خلق كيان جديد قوي؟ - فاشلة..فاشلة.. فاشلة.. "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى"، والبديل الآمن لهم قطاعات المجتمع المدني الحقيقية، وليس الحزبيين، المصريون الطبيعيون هم البديل، وهم موجودون لكنهم يحتاجون لدعم طالما أن أجندتهم إصلاح الأوضاع الحالية، والعمل تحت مظلة "الوطن". الحديث عن التحالفات يقودنا لما يشاع بأن "برلمان 2014" بما منحه الدستور من الصلاحيات سيكون "صداعًا في رأس الرئيس".. فهل تتوقع صدور قرار بتأجيل انتخاب أعضائه؟ - لا أعتقد أن الرئيس سيلجأ لتأجيل الانتخابات، وليس هناك أدنى شك أن البرلمان المنتظر "نقطة حرجة" في التاريخ المصري، ونحن نحتاج برلمانًا يتبنى أجندة وطنية، وليس برلمان صراع "أيديولوجيات". حديثك عن "التحالفات الفاشلة" هل من الممكن أن يقودنا لبرلمان "إخوان" أم "حزب وطني"؟ - هذا الخطر قائم، ما لم تخرج القوى البديلة ذات الطبيعة المدنية العامة، كما أننا نحتاج لتغيير الثقافة البرلمانية التشريعية لنا، وبالمناسبة أقول هنا "نائب الخدمات.. أبوك السقا مات"، فمن غير المعقول أن يأتي نائب "بيفك الخط" ليقوم بصناعة التشريع، وهذا أمر يحتاج إلى بناء من الآن، وكنت أتمنى أن يضع الدستور معايير فترة انتقالية لإمكانية وضع معايير جيدة لاختيار "نواب الشعب" تتناسب ومهمة "صناعة التشريعات". وماذا عن "فوبيا عودة الفلول" التي بدأت تصيب عددا من القوى السياسية وتنتقل عدواها بالتدريج لرجل الشارع العادي؟ - أرفض الإقصاء والإبعاد، كما أن مصطلح "الفلول" اختراع إخواني وعدد من الفئات الثورية غير الواعية، لأن الحزب الوطني انسحب في هدوء، ولن يقوى على الظهور مرة أخرى واحد من رجاله إلا من هو متأكد أن "ملفه أبيض"، وأقول هنا إن الحزب الوطني كان "فيلا ولم يكن أسدا"، لأنه لم تكن هناك عقيدة سياسية في الحزب الوطني. وإلى من يستند الرئيس في معركته مع برلمان بهذه الصلاحيات؟ - "السيسي" استناده سيكون للشعب، لأن أجندته وطنية ومصرية بحتة، وورقة "الاستفتاء" إذا استخدمت في وقت معين، ستكون الغلبة للرئيس، وهذا لا يمنع من الإشارة إلى أنني أقف مع الرأي الذي يطالب بأن يكون للرئيس "ظهير سياسي" ولكن شرط أن يكون ظهيرًا مساندًا للأجندة الوطنية، وأريد أن أقول لمن يحاول الترويج بأن وجود "ظهير سياسي" للرئيس سيكون عبارة عن حلقة جديدة لما حدث أيام الرئيس: إن الظرف التاريخي والأشخاص لن يكرروا هذا الأمر، والرئيس السيسي أوعى من أن يقع في خطأ تبني حزب. وأين مكان "المصالحة مع الإخوان" في أجندة الرئيس؟ - يجب التأكيد هنا أن الطرف الإخواني لا يزال غارقا في سياسة الإنكار، وعدم الاعتراف بالأخطاء، وهذه أزمة فكر ومفاهيم، سواء على مستوى القيادات أو الأفراد. بعيدا عن "وجع السياسة وأزماتها".. ما الخطة التسويقية المثالية التي تحتاجها حكومة المهندس إبراهيم محلب لإحداث تغيير ملموس في المجتمع؟ - حكومة محلب أعتقد تحركت بذكاء في هذه الفترة، وظهر هذا واضحا في خطة التعامل مع "الباعة الجائلين" في رأيي أنها واحدة من الخطوات الكبرى التي تؤكد عودة "قبضة وسيطرة الدولة"، وأقول هنا إن "محلب" يقود حكومة "إدارة الأزمات"، وهو محاصر ما بين التعامل مع هذه الأزمات والنظر إلى الطموحات المتمثلة في المشروعات الكبرى التي بدأ يتعامل معها أيضا. لكن يؤخذ على المهندس "محلب" جولاته العديدة التي من المفترض أن يقوم بها وزير أو محافظ وليس رئيس الوزراء...؟ - أوافقك على هذا الكلام، ولكن ربما أن طبيعة شخصية "محلب" وضغط الموقف يجبره على ذلك، ولكنه يعمل 24 ساعة، والمفترض أن قيادة العمل ليس مكانها الشارع، ومن الممكن أن نقول إنه يدرك أن القيادات التنفيذية في مصر إما "مرتعشة الأيدي" أو غير مؤهلة، أو لا تقدر على تحمل مسئولياتها. ما الخطة التسويقية التي تحتاجها وزارة السياحة نظرا لأهميتها كرافد قوي لدعم الاقتصاد المصري الذي يعاني من أعراض ما بعد الثورات؟ - من المؤكد أننا نحتاج لإعادة الأمن، ونحتاج إعادة الحسابات مرة أخرى، وأرى أن سياسية "زعزوع" في اتباع سياسة "إطفاء الحرائق" أمر جيد، وأريد أن أؤكد هنا أن صناعة السياحة ليس مسئولية وزارة السياحة فقط، لكنها مسئولية شعب.. صناعة متكاملة. خلال الأشهر القليلة الماضية بدأت تظهر مصطلحات من نوعية "تصحيح المسار الإعلامي".. "البحث عن وجوه بديلة".. هل تتفق مع من يطرحون هذه الأمور.. وهل ترى بالفعل أن الإعلام المصري يحتاج لما يمكن أن نطلق عليه "إعادة تأهيل"؟ - الإعلام يمر بموجات مد وجزر، وليس هناك شك أنه نجح قبل 30 يونيو في الحشد الجماهيري، لأنه استشعر الخطر على مصر، ولكن بعد الثورة عاد مرة أخرى ل"التفكيك" وسياسة "الإيمان بالشظايا" والأزمات الفرعية ولا يركز على القضايا الكبرى، الإعلام المصري الآن مطالب بأن يكون شريكا في تبني وتسويق أجندة الوطن، وليس أجندة "السيسي"، وأقول دائما إن الإعلام يساند الرئيس ويوجه له اللوم والانتقاد إذا انحرف عن مسار "الأجندة الوطنية". إلى أي مدى ترى أن "رأس المال" هو الذي يحرك "الآلة الإعلامية" في مصر؟ - جزء كبير من القنوات المملوكة لرجال الأعمال يحركها الدافع التجاري، لكنني متأكد أن الإعلام المصري بدأ يستشعر الفجوة التي أصبحت بينه والرأي العام، وأتمنى أن يسارع لسد أو تقليل مساحة هذه الفجوة. الأيام الأخيرة بدأت تظهر ما يمكن أن يوصف ب "كشوف الحسابات" لعدد من الرموز الإعلامية التي انقلبت على آرائها وأفكارها وتحولت بعد 30 يونيو؟ - ليس جميعهم، ومن اتخذوا من الإعلام سبيلا للاسترزاق هم من فعلوا ذلك، وربما أن عددًا منهم تحدث عما حدث بعد 28 يناير، وتحدث عن المؤامرة و"خصخصة الثورة" لصالح الإخوان وعدد من الفئات. كيف ترى 25 يناير الآن بعد مرور 3 سنوات عليها وتعرضها لمحاولات متتالية من "التشويه"؟ - 25 يناير قصة تحول حقيقية في تاريخ مصر، لكنها فشلت في أن يكون لها رأس ولم يكن بها عقلاء يوفرون البديل، فاختلط "الحابل بالنابل"، فتبقى من النظام القديم بقايا، ودخلت عليها بعد النتوءات الأخرى غير الناضجة، فأعطوا فرصة للناهبين، و30 يونيو استفادت من تلك الخطايا. "يسقط..يسقط حكم العسكر"... هل ترى لهذا الهتاف أي جدوى أو مكان الآن؟ - لم يكن له مبرر.. ولن يكون له مبرر، العسكر لا يتمنون أن يحكموا، ولم يكونوا يحكمون، ولا يريدون أن يحكموا، القوات المسلحة تعرف حدودها ودورها في "الخندق" وهو أهم وأصعب من أي مهمة أخرى، خاصة مع الخطر الذي تعيشه مصر. هل ترى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بحاجة لعقد جلسة مصالحة مع شباب ثورة 25 يناير؟ - لا يوجد داعٍ لهذا، والحديث عن خلافه مع الشباب أرى أنه من ضمن "البدع الإعلامية"، رغم أن الأرقام تؤكد عكس ذلك. ماذا عن المحبوسين منهم تحت طائلة قانون التظاهر؟ - لا أستطيع أن أجعل حكم عدد محدود يعامل على الجميع. كيف رأيت خطاب الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الأخير؟ - مبارك رجل يريد أن يبرئ ساحته، ويريد أن يقول إنه مستحيل أن يكون قاتلًا ولكنه مقاتل، كما أنه أراد أن يكون متوازنا، بدليل أنه تجنب وصف ثورة 25 يناير ب"المؤامرة"، وهذا في رأيي الشخصي من ضمن نقاط ذكائه. ماذا عن خطاب اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق؟ - مرافعة الداخلية سواء وزيرها أو مساعديه، اعتمدت على الوقائع مما أعطاه قوة، أكثر مما اعتمدوا على المشاعر أو التشويه أو التنظير السياسي، وبالمناسبة أرفع القبعة للمستشار "الرشيدي" لأن أداءه القضائي كان رفيع المستوى، جمع بين الحسم والإنسانية، بين الاحتضان والاحتكام للقانون، هذا الرجل وفر مناخا قضائيا للعدالة سيجعل أي حكم يصدر لن يجد مقاومة إلا من المجانين والمعتوهين، لأنه أعطى فرصة حقيقية لكل الأطراف بصبر يحسد عليه، وفي رأيي أن إدارة الرشيدي للمحاكمة تدرس. "مبارك" و"مرسي".. رئيسان في قفص الاتهام.. ما الفارق في أداء كل منهما؟ - الفارق كبير.. الفرق بين رجل لا يعرف مقتضيات الرئاسة، لا يعرف قدر مصر، وحجم مصر، يتصرف وفق مقتضيات اللحظة، وهناك فرق بين شعب تحمل واحدًا لمدة 30 عامًا، ولم يتحمله عامًا واحدًا، كما أن المؤسسات رفضت التعامل معه لأنهم استشعروا أنه لا يضع مصر نصب عينيه، وهناك بعض القيادات رفضت أن تقدم له التحية قبل أن يتم عزله. "دردشة" على هامش الحوار: حمدين صباحي - أرفع له القبعة على جهاده وكفاحه وعناده، وتحمله لموجات المقاومة. الدكتور محمد البرادعي - سيذكره التاريخ بأمانة شديدة بكل ما هو سلبي، فلم يكن فض رابعة فض اعتصام ولكنه كان "إعادة سيطرة" أو "فض احتلال" واسترداد أرض محتلة. عمرو موسى - أعتقد يكفيه ما وصل إليه. كمال الجنزوري - يكفيه ما أداه في مراحل صعبة ولم يعد رجل المرحلة. الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل قامة إعلامية صحفية كبرى وأتمنى أن يستعيد الاستئذان بالرحيل، وأن يكون استئذانا بلا عودة. الكاتب الصحفي القدير ياسر رزق لا يريد أن يكون هيكل "السيسي"، ولكنه يحلم بإعادة مجد أخبار اليوم مثلما كانت أيام مصطفى وعلي أمين.