يقدم مركز "حياة" الاستشاري في برلين، المساعدة للأسر في التعامل مع أبنائها الذين استقطبهم الفكر المتطرف وغادروا ألمانيا "للجهاد"، ونجح المركز في محو الفكر المتشدد عن الكثير من الشباب، الأمر الذي دفع دولا أخرى إلى استيراد الفكرة. شاب مسلم قرر مغادرة ألمانيا للمشاركة في "الجهاد"، وزار في مصر معسكرات مختلفة لتدريب الجهاديين، وكان بين الحين والآخر يكتب رسائل إلكترونية لعائلته في ألمانيا، التي قررت اللجوء إلى أحد المراكز الاستشارية في برلين، مركز "حياة"، بعد أن اختفى ابنها من ألمانيا فجأة. العاملون في هذا المركز جلسوا مع هذه العائلة وقاموا بقراءة جميع الرسائل الإلكترونية التي كان يرسلها ابنها المختفي، لمساعدتها على كتابة الرد المناسب. دانيل كولر، هو واحد من هؤلاء العاملين في مركز "حياة" البرليني، وهو يعرف الخدع التي تستخدم في معسكرات تدريب الجهاديين مثل خدعة أن "حتى أسرتك وأهلك لن يتقبلوا عقيدتك وسيحاولون إخراجك منها". وهي واحدة من الخدع المستخدمة مع الوافدين الجدد إلى معسكرات تدريب الجهاديين لإقناعهم بأن أهاليهم أصبحوا ضمن قائمة "الأعداء". الإستراتيجية التي اتبعها العاملون في هذا المركز الاستشاري هذه المرة مع هذه العائلة بالتحديد هي ألا يعطي الأهل الانطباع لابنهم بأنه يتبع عقيدة متشددة وأن يتنجنبوا المواجهة معه. وأبدت العائلة بالفعل صبرا كبيرا في التعامل مع ابنهم: فعندما بدأ الأخير يعبر عن شكوكه إزاء إيديولوجيته الجديدة المتشددة، اقترح عليه أبواه أخذ فسحة من الوقت للتفكير والانتقال إلى دولة أخرى، وبالفعل قام الابن بالانتقال إلى بلد آخر والاستقرار فيه وتكوين أسرة، وخلال تلك الفترة توطت علاقته بعائلته في ألمانيا. وهكذا ساهم مركز "حياة" في محو الفكر المتشدد من عقل هذا الشاب المسلم، كما نجح هذا المركز، الذي يعمل فيه عدد من المتطوعين، من خلال برامجه في لفت الأنظار إليه على الصعيد الدولي، ويشكل المتطوعون في مركز "حياة" حلقة وصل في جميع الاتجاهات بين الآباء والأبناء والمدارس والأئمة، بل -إن تتطلب الأمر- فهم يتواصلون مع الشرطة والجهات الحكومية أيضا. "أسلوب العمل في مركز حياة يعتمد على التواصل مع جميع أفراد الأسرة، مع جميع من لديه علاقة إيجابية مع الشخص (الذي يتبع الفكر الراديكالي)، فالأسرة يتم دعمها لتكون بديلا لهذا الفكر المتشدد"، ويستخدم العاملون حججا تستند على الفكر الإسلامي من بينها قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) الجنة تحت أقدام الأمهات، وللأم مكانة خاصة لدى المسلمين". وفي الأعوام الماضية نجح مركز "حياة" في مساعدة العشرات من الأشخاص والعديد منهم نجح كليا في الخروج من دائرة الفكر المتشدد. فكرة مركز "حياة" ناجحة إلى درجة أن عدة دول أخرى أرادت تطبيقها مثل النمسا وكندا أو السويد، والعديد من الأشخاص من خارج المانيا يأملون في أن يقدم لهم المركز البرليني يد المساعدة، خاصة أن المركز يقدّم خدماته ليس فقط باللغة الألمانية بل أيضا باللغة التركية والعربية والإنجليزية وبلغات أخرى إن اقتضى الأمر. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل