ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن عددًا متزايدًا من الجهاديين الألمان قد انتقل إلى سوريا مؤخرًا للانضمام للمقاتلين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد . وقالت المجلة - في تقرير بثته على موقعها على شبكة الإنترنت - إن تقارير استخباراتية ألمانية كشفت عن وجود عدد من الجهاديين القادمين من مختلف أنحاء ألمانيا في منطقة بشمال سوريا ، حيث يشكلون ما يسمى بالمعسكر الألماني . وأضافت المجلة أنها تمكنت من الإطلاع على تقرير المكتب الفيدرالي الألماني لحماية الدستور ، والذي أفاد بأن المخابرات الألمانية لاحظت مؤخرًا زيادة حادة في أعداد الإسلاميين الألمان المغادرين إلى سوريا بهدف الانضمام للمعسكر الألماني وتقديم المساعدة للمعارضة في الحرب الأهلية المندلعة في سوريا ، والتي وصفها التقرير بالموقع الأكثر جذبا للجهاديين حول العالم في الفترة الراهنة . وأوضح التقرير أن نسبة كبيرة من المسلمين الألمان يدعمون المعارضة السورية ، سواء عن طريق تقديم المساعدات الإنسانية التي تقدر بمئات الآلاف من اليورو أو المساهمة فيها ، كما رصدت وكالات الاستخبارات أن بعض الفعاليات يتم عقدها ليقوم خلالها بعض الأئمة بجمع التمويل اللازم لشراء الأسلحة ودعوة الشباب للانضمام إلى المجاهدين في سوريا . وأشارت المجلة إلى استجابة بعض الشباب المسلمين لهذه الدعوات ، غير أن وكالات الاستخبارات الألمانية رصدت سفر مجموعة من الألمان بشكل مستقل إلى سوريا وعدم الانخراط في القتال عن طريق الميليشيات المناهضة للأسد التي تسعى لتجنيد المتطوعين الألمان في مهام انتحارية ، نظرا لافتقارهم للخبرة القتالية وعدم تحدثهم للغة العربية ، ما ساهم في تشكيل المعسكر الألماني . وذكرت المجلة أن المعسكر الألماني يعمل الآن كنقطة تجمع ومركز لتدريب المقاتلين المتحدثين بالألمانية .. مشيرة إلى أن معظم هؤلاء الشباب أتوا إلى سوريا من ولاية نورد راين فستفاليا ، التي تضم نحو ثلث تعداد المسلمين في ألمانيا ، بينما يضم المعسكر أيضا مقاتلين من برلين وبافاريا وهامبورج ، ويسود الاعتقاد بأن أكثر من نصف عدد هؤلاء الشباب يحملون الجنسية الألمانية . ونوهت دير شبيجل إلى مخاوف ألمانيا من المؤشرات الدالة على اتجاه الإسلاميين الألمان لتدشين مراكز إعلامية في سوريا تستخدم شبكات الإنترنت والتواصل الإجتماعي لتنفيذ حملات التجنيد .. لافتة إلى موقع "شام سنتر" الألكتروني الذي أطلق في نهاية يوليو الماضي بخمس لغات منها الألمانية ، وهو موقع يعزز فكرة ما يطلق عليه "الجهاد الإجتماعي" . ووفقا للمخابرات الألمانية ، فإن مثل هذه المواقع قد تمثل محفزا نشطا للراديكالية والأصولية المتعصبة في ألمانيا ، وكذا أولئك الذين تلقوا التدريبات في مواقع القتال ثم عادوا إلى ألمانيا ، والذين يقدر عددهم بالعشرات ، ليتحدثوا عما قاموا به من تهديد للقوات التابعة لنظام الأسد . واختتمت المجلة تقريرها بسرد بعض البيانات التي رصدتها سلطات الأمن في أوروبا إجمالا ، حيث قدرت وجود نحو ألف جهادي متطوع من مختلف دول أوروبا في سوريا في الفترة الحالية ، مقارنة ب 250 جهاديا فقط كانوا بها في نهاية العام الماضي ، كما رصدت وكالات الاستخبارات الألمانية أن عددا من الجهاديين الألمان قد لقوا حتفهم بالفعل في المواجهات الدائرة في سوريا.