سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«فيتو والإخوان» الحق فوق الباطل.. اتخذت «فيتو» منذ صدورها مطلع 2012 خطًا عدائيا واضحا ضد الجماعة الإرهابية..مجلس تحرير «فيتو» يقررتوثيق جرائم حكم الإخوان في سلسلة «الكتاب الأسود»
"لا تترك الحق، لأنك متى تركت الحق، فإنك لا تتركه إلا إلى الباطل"، قالها "أرسطو"، ووافقه عليها الشيخ "محمد الغزالى" بقوله: "هناك ساعة حرجة، يبلغ الباطلُ فيها ذروة قوته، ويبلغ الحقُ فيها أقصى محنته، والثباتُ في هذه الساعة الشديدة هو نقطة التحول"، كما رأى ابن سينا أن "نصرةُ الحق شرف، ونصرةُ الباطل سرف"، و"حين سكت أهلُ الحق عن الباطل، توهم أهلُ الباطل أنهم على حق"، باعتقاد الإمام "على بن أبي طالب"، رضى الله عنه، قبل أن يروى "مصطفى السباعى" قائلا: "تمشّى الباطلُ يومًا مع الحق، فقال الباطل: أنا أعلى منك رأسًا، وقال الحقُ: أنا أثبت منك قدمًا، فقال الباطل: أنا أقوى منك، قال الحق: أنا أبقى منك، قال الباطل: أنا معي الأقوياء والمترفون، وقال الحق: وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون، قال الباطل: أستطيع أن أقتلك الآن، قال الحق: ولكن أولادي سيقتلونك ولو بعد حين"، من أجل ذلك.. اتخذت "فيتو" منذ أن أبصرت النور في شهر يناير 2012 الحق، كما تراه وتفهمه وتستوعبه، طريقا لها ومنهاجا وأسلوب حياة، واختارت أن تُظهر العداوة والبغضاء لجماعة الإخوان الإرهابية التي أرادت بالوطن قبحا وسوءا، وبالبلاد خرابا وتدميرا، قبل أن يقضى الله أمرا كان مفعولا، ويعيد الأمور إلى نصابها الصحيح. لم تشأ "فيتو" أن تداهن أو تحايد أو تراوغ، مثل غيرها، من الذين يأكلون على جميع الموائد، أو يتقافزون على كل الحبال، بحثا عن مغنم أو منصب زائلين، فالمغانم زائلة، والجماعات ذاهبة، والوطن باق بقاء الدهر، ف" المحايد هو شخص لم ينصر الباطل، لكنه خذل الحق"، في رأى الراحل "أنيس منصور". تصدرت "فيتو" المشهد الصحفى، بلا مواراة، في مواجهة الإخوان الإرهابيين، حذرت من وجودهم في المشهد السياسي، وعندما خُدع الرأى العام في لحظة غادرة من الزمن، ودخل مندوب الجماعة محمد مرسي، القصر الرئاسى، لم تخش "فيتو" لومة لائم، ولا مكر ماكر، وما أكثرهم في كل مكان وزمان، فقاومت، وحاربت، كشفت مواطن الخلل والزلل، انشغلت بالوطن وهمومه والأخطار المحدقة به، أطلقت صيحات التحذير، استبقت الجميع، ووصفت المعزول ب "الطرطور"، لأنه هكذا كان، لا يملك من أمره شيئا، يتلقى الأوامر من سادته ورؤسائه في مكتب الإرشاد، وينفذها فورا دون نقاش، فمثلُه لا يناقش، كانت الجماعة عند المعزول أهم من الوطن، كما كانت مصالح الأشخاص أهم من الأمن القومى للبلاد. تجسدت "فيتو" حكمة عمر بن المختار البليغة: "لئن كسر المدفعُ سيفي، فلن يكسر الباطلُ حقي"، لم تهن "فيتو" ولم تضعف ولم تخف بطش أكابر الجماعة وصبيانها وأذنابها، الذين راحوا يعيثون في ربوع الوطن فسادا وتخريبا وتدميرا، خصصت كل كلمة فيها، لكشف الزيف والضلال المستترين بالتدين الزائف، أثبتت للجميع أن رجال الإخوان، صدقوا ما عاهدوا الشيطان عليه، أبرموا معه العهود والمواثيق والاتفاقيات، على بيع مصر، ولم يكن غريبا في عقيدتهم أن تذهب "حلايب وشلاتين"، أو يستوطن الغزاويون سيناء، أو تمنع إثيوبيا عنا مياه نهر النيل، أو يهان الأزهر والقضاء، أما "فيتو" فقد صدقت ما عاهدت الله والوطن والقارئ عليه، وظلت على الحق المستبين. في لحظات الارتباك والريبة.. لا ينشغل المرءُ منا إلا بنفسه، بمصلحته، ولكن "فيتو" لم تستسلم للحظات الارتباك والريبة تلك، بل استبقت غيرها في فضح المثالب، وكشف الفضائح، وهتك ما حاولت الجماعة ستره، بمن اشترتهم بسيفها وعزها المؤقتين، دخلت "فيتو" الحرب بمفردها، لم تنتظر تحالفا مع أحد، أو عونا من أحد، كما لم تتكئ على أحد في حربها ضد الشيطان الإخوانى، فاستبقت في مرات كثيرة، من يعتقدون أنهم أهل العقد والحل في المشهد الصحفى، لأن معظمهم كان يرتب أوراقه مع النظام الجديد، يضبط قلمه وفق مؤشر رضا سادته الجدد، كان بعضهم يصل الليل بالنهار، ليدخل جنات الإخوان التي تجرى من تحتها الأنهار، أنهار الجبن والخيانة والنذالة، لأن معنى الوطن كان قد ضاع من قواميس ضمائرهم، التي تعشش فيها كل الدنايا. "أليس من المدهشات أن مظاهر الباطل أقدر في الإقناع أحيانا من مظاهر الحق؟ هكذا تساءلت "مي زيادة"، غير أن "فيتو" لم تنطل عليها تلك المظاهر الجديدة، في حكم الإخوان الجائر، لأن التاريخ إن حكى لا يكذب، وإن كذب المؤرخون، والتاريخ يثبت أن الإخوان جماعة مسلحة دموية، نشأت على القتل والتخريب والتدمير، علاقتها بالدين مقطوعة، ولا تستدعيه إلا في لحظات ضعفها وانكسارها، مثلُها في ذلك كمتسول محترف، يسأل الناس أن يعطوه، نظير أدعيته المجانية، التي لا تلتفت السماء إليها، ظلت فيتو أكثر من عام، تبحث وتنقب، في ماض كريه، وواقع قبيح، توهمت الجماعة يوما بأموالها وجبروتها وسلطانها قدرتها على تزييفهما. "حقُ لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا، وحقُ لميزان يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا"، برأى أبى بكر الصديق، رضى الله عنه، من أجل ذلك كانت "فيتو" تدرك أنها ماضية في الطريق الصائب، حتى وإن دخل غيرُها في "بيات شتوى"، أو في تربيطات خاصة، ف" الحق لا يقاوم سلطانُه، والباطل يقذف بشهاب النظر شيطانه، والناقل إنما هو يملي وينقل، والبصيرة تنقد الصحيح إذا تمقل، والعلم يجلو لها صفحات القلوب ويصقل"، كما قال "ابن خلدون"، كذلك فإن "الحق لا يشبه الباطل، وإنما يموه بالباطل عند من لا فهم له" بنظر "ابن الجوزي"،لذا أصرت "فيتو" على رهانها، ولم تستسلم لنصائح وتحذيرات من توهموا أنهم أرجح عقلا، وأبعد نظرا، ف"صوت الحق، لا يُسمع أحيانًا بالأذن، ولا بالرأس، ولكن بالقلب"، برأى "توفيق الحكيم"، كما أن " الحق حليم والباطل سفيه" في رأى الإمام "محمد عبده". وإن كان البعض تجسد قول الإمام "محمد متولى الشعراوى": " إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل"، في تلك المعركة الضروس، فإن "فيتو" رأت في قول الدكتور مصطفى محمود: " لا تنم على غلّ، ولا تصبحَ على شهوة، ولا تسع إلى طمع، ولا تسابق إلى سلطة، وإنما اجعل همك واهتمامك في الخير والبر والحق والصدق، والمروءة والمعونة، قاصدا وجه ربك على الدوام"، نبراسا وأسلوبا لها وراهنت عليه، حتى ربحت الرهان، وسقطت دولة الإخوان، التي كانت أشبه بمسجد "ضرار" الذي أسسه منافقو المدينة في عهد الرسول الكريم، فخرج الصامتون عن الحق والمرتابون والمرتجفون والمغرضون والمنافقون من خنادقهم، يومئذ، لينسبوا إلى أنفسهم ما لم يصنعوه، فصاروا كمن ذكرهم القرآن الكريم فيمن يحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا، لأن "فيتو" ادركت منذ الوهلة الأولى أن " أول الحكمة أن تعرف الحق، وآخر الحكمة ألا تعرف الخوف"، كما نصح "المهاتما غاندي". وحتى لا ننسى ظلم الجماعة وجبروتها وغباءها، وحتى لا تطوى الأيام والشهور والسنون خطايا الإخوان وجرائمهم، لم تكتف "فيتو" بذلك الدور الوطنى الذي لا تنتظر عليه جزاء ولا شكورا من أحد، بل اتخذ رئيس مجلس إدارتها حسام صبرى، ورئيس التحرير عصام كامل، خطوة أخرى بضرورة بتوثيق صنيع الجماعة بحق الوطن والشعب خلال أكثر من عام، تحت عنوان كبير هو "الكتاب الأسود"، فندت فيه بالكلمة والصورة، جرائم الجماعة وخطاياها، في 8 أجزاء هي: الإرهاب والأخونة والأزهر والقضاء ورابعة والخطايا وسيناء والأكاذيب، اعتكف على إعدادها نخبة من صحفيى "فيتو"، ونعرضها عبر الصفحات التالية. وتبدو الفكرة واضحة جلية في الكلمات التي خطها الناشر، على الغلاف الخلفى للأجزاء الثمانية والتي جاء نصها:"لأننا أمام جماعة تمتلك من الإمكانيات الدعائية ما لا تمتلكه دول، ولأننا امام تنظيم يمتلك قدرات تضليلية، لم يكن يمتلك مثلها إلا نظام هتلر، ولأننا أمام حقائق تاريخية تثبت كل يوم أن جماعة الإخوان الإرهابية هي جزء من المخطط الاستعمارى المتجدد، ولأننا أمام قادة اشتروا الضلالة بالهدى، وآثروا التجارة بالدين، فقد كان لزاما علينا أن نرصد وقائع ما جرى عقب ثورة المصريين ضد حكم الكهنوت في 30 يونيو التي أعادت إلى مصر استقلالها المهدد، وقد آثرنا أن نتابع الأحداث كما تناولتها صحافة مصر "قومية ومعارضة وخاصة" لنضع وثيقة تسجل بدقة للأجيال القادمة ما جرى من وقائع استقواء بالخارج وعمليات إرهابية ضد الشعب الذي ثار، إضافة إلى رصد أضاليل وأكاذيب قادة وأتباع وداعمى جماعة الإخوان عربا كانوا أو عجما، وسلسلة الكتاب الأسود التي تضم ثمانية أجزاء ليست إلا محاولة متواضعة لإنعاش الذاكرة الوطنية، حتى لا تكون فتنة وحتى يكون الدين لله خالصا من عبث العابثين". وهكذا فعلت "فيتو"، وهكذا تفعل وسوف تفعل، إدراكا منها لدورها نحو وطنها وقارئها، ف "دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة"، كما قال "على بن ابي طالب"، ولكن أكثر الناس، ومنهم الإخوان، لا يعلمون.