[email protected] كل مصرى شريف وسيئ السمعة.. بخيل جلدة وكريم لدرجة الإسراف.. جاهل ودماغه توزن بلد.. فهلوي يلعب بالبيضة والحجر, وتنطلي عليه أبسط الحيل ويلدغ من ذات الجحر ألف مرة.. جبان ويدفع حياته ثمنا لشهامة يمارسها مع أناس قد لا يعرفهم.. صابر وعجول متسرع.. متسامح ومتعصب.. بليد ويغزل برجل حمارة.. قاهر للغزاة وخانع لظالمه لا يغضب.. سلبي وإيجابي.. يصنع الثقافة وحظه منها قشور.. يبدع ولا يتذوق.. متحضر وهمجي.. فيلسوف تنقصه الحكمة.. شفاف وغامض.. متدين وعربيد.. طاهر اليد ومرتش..ابن ناس وعديم الأصل.. عاقل ومجنون.. سى السيد وجوز الست.. ثورجى وفلول! قبل أن تغضب, لحظة من فضلك.. عد بذاكرتك لشهر مضى أو أسبوع و ربما يوم أو بعض يوم.. أتذكر؟.. وأنت جالس على ذاك المقهى بوسط البلد أو بين أصدقائك فى مسقط رأسك, حين رأيت عجوزاً يحاول عبور الطريق فهم من الشبان خمس يساعدونه, فقلت نصا: والله المصريون كلهم شهامة. وحين أراد صبى المقهى مغافلتك واقتناص جنيهين فوق الحساب ألم ترفع صوتك صائحا: شعب كله لصوص! ألم تقل إن «المصري سلبي بطبعه» حين قرر سائق «الميكروباص» إنزال الركاب فى «الطوابق» بدلا من «أخر فيصل» ولم يعترض منهم أحدا, ثم هتفت مثمنا إيجابية أمة, مشيرا للطفل الذى ضبطه ينظف شارع لا يسكنه! ولا تنكر قولك «الجمال المصرى لا يعلى عليه» و أنت ترقب تلك الحسناء البضة تصعد سلم منزلكم, أو حين أخرجت رأسك من نافذة السيارة متغزلا فى تلك الحسناء الروسية لاعنا جسد المرأة المصرية. تذكر لحظة وصمت المصريين- كلهم- بالجبن وأنت تسجل بكاميرا هاتفك بلطجيا يذبح بال»سنجة» بائع الفل الذى رفض دفع «المعلوم», ثم مضيت لميدان التحرير تلتقط صورا لصبية تحتضن رصاص الغدر لتسقط من كان عصى, وكتبت أسفل صورتها: لا تتعجب.. شجاعة ككل المصريين! يوما, دفعتك أكواما من «كروت الشحن» المستعملة للقول بأننا «شعب غنى ومُرزق», ولما شاهدت طفلا يرتشف جرعة «بيبسى» من علبة تعفنت بصندوق القمامة تمتمت بدمعة عين: يا حسرة على أمة شيمتها الفقر. تخلت عنك فتاتك, فنعت كل أنثى بالفجر والخيانة.. واستعصت عليك إحداهن, فصار الشرف والعفة عنوانا لكل بنات النيل. عزيزي, لست وحدك فأنا مثلك, تعمي أعيننا فورة الغضب, ويخدعنا موقف عابر, وأصاب كلانا «فيروس التعميم», فصرنا نثبت التهمة وننفيها عن المتهم الواحد فى الحادث ذاته, فاعتقدنا أننا شعب من عبوات ال»شامبو», من تلك التى يطلقون عليها « اثنين فى واحد».. نتحدث عن شعب ثالث يعيش بيننا وداخلنا.. تحتنا.. فوقنا.. ومن بين أيدينا ومن خلفنا! بتنا نكره أنفسنا وذاتنا نجلد, لكننا كالأم الحنون, يغضبها ضناها فتدعو عليه أن يخسف الله به الأرض غير أنها قطعا تكره من يقول أمين!