من المؤكد أنه فور رؤيتك - عزيزي القارئ- لصورة الكاتب الصحفي القدير «فهمي هويدي « ستسأل : هل هناك «تار بايت» بين صفحتنا «الرأى وملعون أبو الرأى الآخر» و«هويدى»؟ احقاقاً للحق نقولها - دون أن نخشي لومة لائم :إننا نُكن لأستاذنا «هويدي» كل الاحترام والتقدير، لكن هذا لا يمنع الصغار أمثالنا من تنبيه الكبار أمثاله من الوقوع في فخ « تحولات السنوات الأخيرة »، فكاتبنا القدير ما عرفناه يوماً « إخوانيا صِرفاً «، وما عهدناه في ليلة ممسكاً بلافتات ثورية تهاجم أحدا اللهم إلا «القلة المندسة» - المعارضة- وفقاً لرؤيته التي لا يترك لها «شاردة أو واردة» دون أن يلهبها بسوط كلماته التي - للأسف ويبدو أنها عن دون قصد- تصب في صالح الجانب الإخواني، الذي لم يصدر عنه حتي وقتنا الحالي ما يؤكد « أخونة هويدي» أو «ينفيها» . ولأننا لا نعتمد في طريقة عملنا علي عملية «تقليب الدفاتر القديمة» ، بحكم أمور كثيرة أقلها أن «اللي فات مات» و«اللي جاي أكتر» ومع «هويدي..مش حاتقدر تغمض عينيك» ،فإن أستاذنا القدير سارع بأن وضع نفسه - غير الأمارة بالسوء- ومقالاته تحت أمر صفحتنا العزيزة ، ولعل مقاله المنشور في الزميلة «الشروق» -صباح السبت الماضي- كان بالنسبة لنا «طوق نجاة» فالصفحة لا تكتمل إلا بوجوده. «هويدي» خرج علينا في المقال الذي حمل عنوان «ضرورة لنقد الذات» ليكشف لنا أنه كان رافضاً من البداية فكرة «تكويش» جماعة الإخوان المسلمين علي كل المقاعد والمناصب في مصر «ما بعد الثورة» ،مؤكداً أن الأوضاع الحالية تفرض علي الدكتور محمد مرسي - رئيس أهله وعشيرته- أن يتجنب «الفخ الحكومي» ولا يترك أحلام الجماعة تقذفه إلي الهاوية. تحذير وصدق أستاذنا «هويدي» كان من الممكن أن نتعامل معهما معاملة أخري، ونعلن موافقتنا عليها لولا أسباب عدة ، وبالأدق مقالاته السابقة وتحديداً المقال الذى نشره «هويدي» في الزميلة «الشروق» في النصف الأول من ديسمبر الماضى تحت عنوان «الظلاميون الجدد» ،الذي انبري فيه أستاذنا القدير في وصلة غزل «غير عفيفة» للرئيس «مرسى» متحدثاً عن كرمه وحنكته وحكمته وسياسته «المانعة» للأزمات «الجامعة» للشتات، مؤكداً - فى المقال ذاته- أن رموز المعارضة المصرية - معاذ الله أن نكون منهم- أصبحوا هم «الظلاميون» الذين لا يريدون لمصر «مرسى» خيراً يذكر.