شاكر محمد ابراهيم -أحد أبطال مدينة الإسماعيلية- ولد عام 1946 وشب على الوطنية والفداء منذ نعومة أظافره، عندما كان صبيا لا يتجاوز عمره 7سنوات كانت الإسماعيلية محتلة بالقوات البريطانية، عاش بين الفدائيين الذين كانوا يغيرون على المعسكرات والدوريات الإنجليزية على خط القنال، لا ينسى ما استقر فى ذاكرته من محاولة الإنجليز الاستيلاء على قسم البستان بشارع محمد على فى 25 يناير 1952، الذى أصبح الآن مديرية أمن الإسماعيلية، لكن جميع من كانوا بالقسم رفضوا التسليم واستشهدوا جميعا دفاعا عن المدينة ليصبح هذا اليوم عيداً للشرطة صنعه أبطال الإسماعيلية ضد الإنجليز. «فيتو» التقت شاكر فحكى ذكريات لا تنسى فى رحلة النضال بمدينة الاسماعيلية، حيث قال: إنه كان ضمن أبطال المجموعة 39 –قتال, والتي كان يقودها العقيد اركان حرب إبراهيم الرفاعى وبها الأبطال اللواء محسن طه، وأفراده الفدائيون الشهداء أحمد مطاوع، وعامر يحيى، ومصطفى إبراهيم، موضحاً أن البطل الذى كان يلتحق بهذه المجموعة ،كان لابد أن يكون متدربا على أعلى درجات القتال والفداء، طبقا لتعليمات قائد المجموعة الرفاعى، الذى كان يطلب من افرادها أن ينزع فتيل إحدى القنابل اليدوية ويقصف بها آلية، وعلى مقاتليه أن يسرعوا على التخلص منها وإلقائها الى مكان بعيد قبل مرور أربع ثوان وإلا تنفجر فيه, مشيرا الى أنهم تدربوا على كيفية الموت, وتعلموا مبدأ مهما وهو أن الفدائى لا يموت قبل أن يأخذ معه أكبر عدد من العدو لا يقل عن 10أرواح . وكشف شاكر أنه شارك فى 29عملية فدائية فى الإسماعيلية، وسيناء، والطور، ورأس العش، وفى شرم الشيخ بجنوبسيناء، ضمن منظمة سيناء العربية «الفدائية», ومنحه الرئيس السادات وسام الجمهورية من الطبقة الأولى, وكان منها مشاركته مع بعض أفراد المجموعة» 39قتال» فى نسف قطار للعدو عند الشيخ زويد, ثم نسف مخازن الذخيرة التى تركتها قواتنا عند انسحابها من معارك 1967. واكد شاكر انه من الفدائيين الذين اشتبكوا مع العدو الاسرائيلى وجها لوجه بعد النكسة, وأول من شارك فى زرع الالغام بشرق القناة وضرب قوات العدو داخل سيناء بصواريخ 130,80 مللى, لافتا الى ان المواجهة الفعلية مع العدو الإسرائيلي كانت فى «لسان التمساح «شرق التفريعة، ردا على استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس الأركان فى «المنطقة نمرة 6» على الضفة الغربية للقناة, حيث تم تدمير 4 دشم للعدو وقتل 40 ضابطا وجنديا بعد ان خرجوا عندما تم اطلاق قنابل الدخان عليهم ليلقوا حتفهم جميعا. وأوضح أنه شارك منذ عام 1966 وبعد نكسة 1967 فى عمليات ببورسعيد ومعركة رأس العش و قال: «كبدنا العدو خسائر فادحة باعتراف إسرائيل , وبعد 15 يوما من عملية لسان التمساح استشهد الشامى، وموسى وهما من الفدائيين وغيرهما , واصيب محيى نوح، وكان وقتها برتبة رائد, بجانب إصابتى ومعى الفدائى حسن البولاقى ،وتم نقلنا فى طائرة من الإسماعيلية الى مستشفى المعادى بالقاهرة ، ومنحنا الفريق محمد فوزى وسام الشجاعة. وعن مشاركته فى عملية «الكارنتينة» بقيادة الرفاعى، قال شاكر: الكارنتينة كانت موقعا حصينا للعدو الإسرائيلي، عند رأس خليج السويس بجوار الضفة الشرقيةجنوب قناة السويس, وكان بها مرسى لاستقبال السفن الصغيرة المحملة بالإمدادات, وكانت نقطة انطلاق للعدو للإغارة على المواقع القريبة بخليج السويس وبخاصة الجزيرة الخضراء. ويكمل: فجأة جاءنا أمر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بشن غارة على هذا الموقع وتدميره، لحرمان العدو من استخدامه وانطلقنا فى 8 قوارب مع الرفاعى من قاعدة الانطلاق من الضفة الغربية، وعند نقطة محددة توقفت جميع القوارب، واعتمدت على المجاديف بعد اغلاق محركاتها, وتم تقسيمها الى مجموعتين بقيادة المقدم رجائى عطية، والأخرى يقودها المقدم عصام الدالى, فى حين أن الرفاعى سبقهم الى الشاطئ ليرشدهم الى نقطة الإنزال المؤمنة, وظلت المناورات والتكتيكات فى هذه العملية فترة طويلة, وأسفرت فى النهاية عن استشهاد المقدم عصام الدالى ومقاتل يدعى عامر , وبسرعة اخلى الرفاعى مكان المعركة، وغطت قواتنا انسحابه بقصف الموقع بالمدفعية الثقيلة. وعن دوره فى مجموعة الرفاعى فى مواجهة القوات الإسرائيلية التى دخلت من ثغرة الدفرسوار بالإسماعيلية, قال شاكر: حينما حاول الإسرائيليون دخول مكان القرية الأوليمبية الآن وموقع الجندى المجهول تصدت لهم قوات الصاعقة والفدائيون والجيش مع دعم المقاومة الشعبية من داخل المدينة التى حالت دون دخول القوات الإسرائيلية الى المدينة بعد تدمير 3دبابات. وأضاف: الرفاعى كان له الدور الأكبر في تلك المعركة، مؤكدا انه حضرها وشارك فيها وكان احد ابطالها , وانه حارب خلالها الى جانب البطل ابراهيم محمد الصادق عويس من فاقوس بالشرقية, وقد نال عويس الشهادة بإحدى الشظايا فى يوم 19 اكتوبر 1973. وعن البطل الشهيد ابراهيم الرفاعى قال: إنه يعد أمير الشهداء, واسمه محفور بحروف من نور فى وجدان مدينة الإسماعيلية, وتوجد مدرسة تحمل اسمه, وكذلك شارع ومبنى تذكارى فى معرض الدبابات بأبوعطوة بالإسماعيلية، موضحا: أن الرفاعى كان يستعين به باعتباره احد ابناء مدينة الإسماعيلية كأحد جنود الاستطلاع لتعريفه بجغرافيا المدينة لمواجهة آرييل شارون الذى كان يقود الإسرائيليين فى معركة الثغرة، والذى اصبح رئيس وزراء فيما بعد . شاكر اختتم حديثه ل «فيتو» بقوله: إنه والرفاعى وكل المقاومين كانوا شجعانا فى تقدم الصفوف للدفاع عن المدينة الباسلة , مؤكدا ان اهلها رفضوا تركها للعدو اثناء التهجير، واصروا على البقاء فيها، ومقاومة العدو الاسرائيلى وإلحاق الهزيمة به خاصة أن دور المقاومة الشعبية هو خط الدفاع الثانى للقوات المسلحة, مشيرا الى أن هناك شخصيات لعبت دورا كبيرا فى مدينة الإسماعيلية منهم المرحوم المهندس عثمان أحمد عثمان وسوسن الكيلانى.