متابعة ما يكتبه الزميل عبد الناصر سلامة رئيس تحرير الأهرام -منذ جلوسه على عرش أقدم مؤسسة صحفية فى مصر والشرق الأوسط -تؤكد- بما لا يدع مجالًا للشك- المثل الشعبى الدارج الذى يقول: «من عاشر القوم أربعين يوم صار منهم»، ولأن «سلامة» وصل لمنصبه الحالى تحت رعاية «القوم الإخوانية»، فلم يكن غريبًا أن يخرج على قراء الصحيفة العريقة ليشدو بكلمات الأغنية الأكثر شهرة بعد ثورة 25 «فيها حاجة حلوة..حاجة حلوة خالص»، ولا يترك الفرصة دون أن يخرج لسانه لكل القوى المعارضة لقرارات الرئيس الإخوانى. ويبدو أن زميلنا العزيز فى « كار الصحافة» يؤمن بالأمثال الشعبية من نوعية «التكرار بيعلم الشطار» و»الزن على الودان أمر من السحر» وإلا ما خرج علينا صباح الجمعة الماضى ليقدم لقراء الأهرام «تفريغا» لخطاب الدكتور محمد مرسى الأخير، تحت عنوان «حديث الإفلاس». الخبرة الاقتصادية لم تكن الأمر الوحيد الذى أراد «سلامة» عرضه وكشفه لكل «أذن تسمع وعين ترى» لكنه أبى أن يترك الفرصة دون أن يشير من «بعيد لبعيد» إلى أنه والرئيس «مرسى» تربطهما علاقة حب -من كل الأطراف- سمحت له بأن يقترب من الرئيس ويعرف ما يدور فى نفسه حيث كتب قائلًا ومؤكدًا: كانت هذه الأرقام وغيرها هى ما جعل رئيس الدولة قد بدا مطمئنا فى خطابه وواثقا من المستقبل، مستشهدا بآيات من القرآن الكريم» وفى السماء. ويبدو أن دور «مفرغ خطابات الرئيس» و«العالم ببواطن أموره الرئاسية» لم يرضيا غرور «سلامة « الذى لم يترك الفرصة دون أن يزيل نهاية مقال «الإفلاس» بعدة جمل من النوعية ذاتها التى يستخدمها بصاصو أمن الدولة» حيث قال: كان يجب على الجهات الرقابية أن ترصد مرسلى رسائل الS.M.S سالفة الذكر، كما يجب أن تتوقف السلطة الرسمية كثيرا أمام تصريحات إشعال الفتنة، وإطلاق الشائعات، وإثارة الهلع بين المواطنين، ولتكن النخبة المصرية هى القدوة والنموذج الذى تقتدى به كل الأجيال، أما إذا استمرت ممارسات النخبة كما هى الآن فلن تستحق هذا اللقب بأى حال من الأحوال، وسوف يكون لقب «المفلسون» هو الأجدر. استخدام «سلامة» لتشبيهات الرئيس «مرسى» يضعنا أيضا أمام حقيقة ثالثة وهى أن علماء النفس عما قريب سيكشفون النقاب عن عقدة نفسية جديدة تلحق بعقدة «الكترا» ورفيقتها « أوديب» ومن الممكن أن يطلقوا عليها عقدة «مورسيكا» وسيقولون فى وصفها إنها تصيب الأفراد من راغبى البقاء والتعايش والتوحد مع المناصب مع الاستعداد التام لتقديم أى خدمات.