كان لي صديق فيلسوف.. بأحوال الحكماء شغوف.. دائمًا ألجأ إليه في كل الأحوال والظروف.. وكان لي معه لقاء يومي.. لأسمع منه بقلب لوذعي.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع.. فله رد على كل موضوع.. قلت له يومًا: ماذا يا فيلسوف عندما تتردد معلومات حول هدنة في غزة برعاية مصرية ؟! قال: ساعتها يابنيتى يجب أن ندرك أن غزة شأن مصرى بحكم الدور وليس بحكم الجماعة. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يطلب أهالي باكوس بالإسكندرية بمشاركة رجال الأمن في تفكيك قنبلة زرعها الإخوان؟! قال: ساعتها يا صغيرتى يجب أن ندرك أن هذه جرأة من الأهالي يحسدون عليها وأنا أطالب الأمن بإجبار الإخوان على تفكيكها. قلت: وماذا يافيلسوف عندما يقول وزير الكهرباء إن زيادة الشرائح دواء مر حتى لا نعيش في الظلام؟! قال: ساعتها يافتاتى يجب أن نظن أنه لا يعرف أن غول الأسعار هو الظلام الدامس. قلت: وماذا يافيلسوف عندما تعلن جماعة الإخوان أنها داعش مصر وتطالب بخطف أسر الضباط والقضاة ؟! قال: ساعته يابنيتى يجب أن نحمد الله على أن الصحفيين مش مطلوبين! ضاحكة قلت: لكن قل لي يا فيلسوف: ماذا لو............؟. وهنا اعتدل الأستاذ في جلسته وقال: أي بنيتي.. أنت أسئلتك تطول.. وأنا الليلة مشغول.. فأرجوك أن تدعيني اليوم.. وغدًا لنا في الأمور أمور.