قال الكاتب التركي، قدري جورسيل، إنه بعد سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» على مدينة الموصل في شمال العراق، داهمت القنصلية التركية، والبعثة الدبلوماسية الوحيدة في المدينة، وأخذت 49 شخصا رهائن، بينهم القنصل العام، بالإضافة إلى 28 من سائقي الشاحنات التركية. وأضاف الكاتب في مقال لصحيفة «المونيتور»، أنه ليس هناك ما يدل على كيفية إنهاء أزمة الرهائن، مؤكدًا أنه طالما استمرت هذا الأزمة فإن على تركيا التفكير مرتين قبل وضع تدابير مع حلفائها الغربيين ضد الجهاديين الدوليين، الذين يتحركون ذهابا وإيابا بين أوربا وسوريا. وأشار الكاتب إلى أنه عقب أخذ الرهائن أعطت أنقرة إشارات متأخرة للعودة إلى سياسات واقعية لضمان أمن تركيا والحلفاء الغربيين بعد أن دفعت ثمنا باهظًا في المنطقة. وقال الكاتب، إن وسائل الإعلام التركية ذكرت أن أنقرة تلقت تقييما من تقارير مخابراتية غربية حول الجهاديين الأوربين، الذين يمرون وعبروا تركيا إلى سوريا، لاتخاذ تدابير من الآن فصاعدا على حدودها. وأكد الكاتب أن فريدون سينيرليوجلو، الرجل رقم اثنين في وزارة الخارجية، ذهب إلى واشنطن لعقد لقاءات مع مسئولين أمريكيين يومي 9 و10 يونيو حول الجهاديين الأجانب في سوريا. وكشفت هذه التقارير أن تركيا تحاول السيطرة على الأضرار الجسيمة الناجمة عن سياساتها المفلسة التي لعب دورا رئيسيا في تأجيج الأوضاع في سوريا، بعد أن أجبروا من قبل ضغوط شديدة من الحلفاء الغربيين لاتخاذ مثل هذه الخطوات. ولفت الكاتب إلى أن سقوط الموصل كشف الأضرار الناجمة عن سياسة تركيا التي توسعت في سوريا وامتدت إلى العراق بعد فتح الحدود مع سوريا وتحويلها لطريق سريع في الاتجاهين للجهاديين، ويستخدمه الآلاف من المقاتلين.