وجدتها.. هكذا هتف الدكتور نعمان جمعة, رئيس حزب الوفد الأسبق, مشيرا إلى تراجع الحزب الذى كان يترأسه قبل ستة أعوام, ليحل ثالثا بين الأحزاب التى حصدت مقاعد مجلس الشعب, ما بعد الثورة, ليعاود فتح ملف رئاسته للحزب ، و ما حدث داخله من مؤامرة يراها و قد أعدت له وقتئذ بتدبير من جهات عليا ، و نفذت بأيد صديقة, ذلك ما أكده جمعة ل«فيتو». عن تراجع الوفد فى الشارع المصرى, يرى الدكتور جمعة أن الأمر ليس وليد اللحظة, و أن حصول مرشحي الحزب فى انتخابات مجلس الشعب على 39 مقعدا فقط مرده لست سنوات مضت, تحديدا عام 2006 «عندما تطاول مجموعة من الهجامين, بما فيهم رئيس الحزب الحالي السيد البدوي, و اتفقوا على مؤامرة, أشركوا فيها مجموعة من الشباب الجامعي, و بعض البلطجية لإحراق الحزب و إقصائي عنه» . رئيس الوفد الأسبق, أكد أنه توقع حصاد الهشيم الذى حققه مرشحو الحزب فى انتخابات مجلس الشعب, مقابل النجاح الباهر لمرشحي التيار الإسلامي - الإخوان و السلفيين- مشيرا إلى أن « باقي الأحزاب التى أنشأها صفوت الشريف,رئيس مجلس الشورى المنحل, سقطت بنفس طريقة الوفد, لأنها سقطت فى اختبار الشعب قبل البرلمان». ومن وجهة نظر الدكتور جمعة «القيادات الحالية للحزب هى السبب فى هذا الفشل, و هى من قتل تاريخ الوفد العريق.. و بالمناسبة السيد البدوي شخص متخبط , و يتلون بألوان تناسب النظام الحاكم فإذا اختلف النظام اختلف لونه, بدليل ثروته التى تتجاوز 20 مليار جنيه جمعها فى عهد حسنى مبارك»، و مضيفايقول الدكتور جمعة «لهذا تحالف البدوي مع الإخوان, و لو كان الحزب الوطنى يحكم لتحالف معه, خاصة و أنه صديق لأحمد عز و صفوت الشريف, و لولا ستر الله و إجراء الانتخابات بالنظام الفردي فقط لكانت فضيحة الوفد أكبر»، و عائدا بذاكرته لست سنوات ماضية, يقول رئيس الحزب الأسبق: « ما حدث كان مؤامرة مدبرة, بدعم من النظام السابق, حيث غدر بى من وثقت بهم، و منهم محمود أباظة, و السيد البدوي, و محمد سرحان, و ياسين تاج الدين, و محمد علوان.. كلهم تآمروا ضدي طمعا فى 90 مليون جنيه ودائع الحزب بالبنوك وقتئذ , و جريدة مستقرة و لها قراؤها, فضلا عن القصر -مقر الحزب- الذى اشتريناه أنا و الراحل فؤاد سراج الدين.. و كان على رأس الطامعين أباظة, ثم كانت الطامة الكبرى بدخول السفارة الأمريكية اللعبة و جمال مبارك»، وباستفاضة يواصل الدكتور نعمان جمعة توضيح الأسباب «جمال مبارك غضب لأننى قلت إنه لا يصلح رئيسا لمصر, أما السفارة فأرادت التخلص منى لمعارضتي ما تقوم به إسرائيل, و كذا معارضتي لسياسات الولاياتالمتحدة تجاه العراق، و تمزيق السودان.. والغريب أننى فى مارس عام 2010 حصلت على حكم قضائى بتمكيني من رئاسة الوفد, لكن ساعتها قال لى صفوت الشريف ساخرا «روح نفذ الحكم ».. و بموجب 13 حكما قضائيا أنا الرئيس الشرعي لحزب الوفد «، و لم ينف الدكتور نعمان طموحه فى استعادة رئاسة الحزب مرة أخرى, لكنه قلل من إمكانية حدوث ذلك فى الوقت الراهن, مرجعا ذلك إلى «أن الأجواء و الظروف التى تمر بها البلد حاليا لا تسمح, فالسلاح أصبح فى يد الجميع و البلطجية أصبحوا منتشرين و يمكنهم إشعال مصر فى لحظات, لذلك أرى الأولى أن نعيد تشغيل المصانع و تحريك عجلة الاقتصاد, ثم نلتفت الى مشاكلنا الأخرى». و انطلاقا من إيمانه بحقه فى الحزب, أطلق الدكتور نعمان جمعة موقعا إليكترونيا بصفته رئيسا لحزب الوفد « يتضمن سيرتي الذاتية التى أرادوا تشويهها, و تظهر حقيقة الآخرين, و هو الأمر الذى اعتبروه هم تشويها لهم, و سيستمر الأمر لفترة مؤقتة فقد حصلت على ترخيص لإصدار جريدة, لكن ليس لدى التمويل الكافي». رئيس حزب الوفد الأسبق, أنهى حديثه بإشارة إلى وجود نية لديه للترشح على رئاسة الجمهورية, مشيرا إلى امتلاكه لإحدى وثائق جهاز مباحث امن الدولة المنحل, تثبت أن الإطاحة به من الحزب كانت بأوامر عليا لانتقاده جمال مبارك.