تستعد إسرائيل لاستقبال بابا الفاتيكان "فرانسيس" الذي يصل الأراضي المقدسة ببيت لحم الأحد المقبل، وذلك وسط تهديدات باغتياله أو على الأقل إفساد الزيارة. لقاء تاريخي وتأتي الزيارة بمناسبة مرور 50 عاما على اللقاء التاريخي الأول الذي جمع بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، التي جرت في القدس عام 1964 وجمعت ما بين قداسة البابا الراحل بولس السادس والبطريرك المسكوني اثينا غورس. تأمين الزيارة وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية نقلت عن قائد الشرطة الإسرائيلية "يوحنان دانينو" أن عشرة آلاف شرطي سيتولون تأمين زيارة البابا التي ستستمر يومين لإسرائيل،وأضافت الصحيفة أن "دانينو"التقي سفير الفاتيكان في إسرائيل، وبحثا الإجراءات الأمنية للزيارة المرتقبة. برنامج الزيارة وتشكل الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها البابا فرانسيس إلى الأراضي المقدسة هاجسا أمنيا لقوات الأمن المحلية المكلفة بتأمين زيارته، ومن المقرر أن تكون الأردن المحطة الأولى لزيارة "البابا" السبت القادم ،ثم يتوجه في صباح الأحد إلى مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربيةالمحتلة، ثم يستقل مروحية إلى إسرائيل، وسيغادر مساء 26 من مايو الجارى. مخاوف إسرائيلية وتأتى المخاوف الإسرائيلية من إفساد الزيارة بعد أن أعلن مستوطنون من مجموعة "تاج محير" الدينية المتطرفة بأنها مناهضة للزيارة، كما كتبت على سيارة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال شعار"قتل البابا الفاتيكان" في إشارة إلى استهداف البابا أثناء زيارته لتل أبيب، مما أدى إلى سرعة فتح تحقيق في الواقعة من قبل الشرطة العسكرية الإسرائيلية وأجهزة الأمن. العباءة البيضاء وسادت بين صفوف ضباط جهاز الشاباك "الأمن الداخلي" والشرطة الإسرائيلية، التي أطلقت لقب "العباءة البيضاء" لحماية بابا الفاتيكان، موجة من القلق خوفا من إقدام المستوطنين الذين يطلقون على أنفسهم " تدفيع الفلسطينيين الثمن" (تاج محير) بارتكاب عملية كبيرة خلال زيارة البابا فرانسيس إلى الأراضي المسيحية أواخر الشهر الحالي، وقد اجتمع الضباط لبلورة منظومة حماية مشددة للأماكن المسيحية في إسرائيل. الأماكن المقدسة وبحسب توقعات الشرطة الإسرائيلية فإن المدن المرشحة لجرائم خلال زيارة البابا هي: الناصرة، اللد، الرملة، يافا والقدس، مشيرة إلى أن هذه العناصر تعرف أن الأماكن المقدسة في القدس تحظى بحراسة دائمة ولذلك ستحاول تنفيذ جرائمها في أماكن أخرى بحيث تفاجئ قوات الشرطة. تدفيع الثمن وقرر الشاباك جمع أكبر معلومات عن مستوطني "تدفيع الثمن" لمنع وقوع أي عملية تضر بالمسيحيين خلال زيارة البابا وتشديد الحراسة حول حاشية ومرافقي البابا. ومن جهتها طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بوضع مجموعات "شبيبة التلال" و"تدفيع الثمن" اليمينية الإسرائيلية المتطرفة على لوائح الإرهاب، مشيرةً إلى أنها بعثت رسائل إلى الجهات الدولية والعربية تطالبها بذلك. جرائم الكراهية وطالبت الكنيسة الأرثوذكسية في إسرائيل الحكومة الإسرائيلية بالعمل ضد جرائم الكراهية في أعقاب كتابة شعارات ضد المسيحيين على جدران كنيسة "نوتردام" في القدس، وقال البطريرك اللاتيني في بيان له: "إن الكنيسة تابعة للمقدسات ،وخط الشعارات حدث قبل أسبوعين من وصول البابا للأراضي المقدسة، وسنعمل لإيقاظ الرأي العام في إسرائيل وتحميل السلطات المسئولية". رسالة محبة وسلام وبدوره قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، إن "الشعب الفلسطيني سيستقبل البابا فرانسيس بابا الفاتيكان في بيت لحم والقدس، بكل ما يليق بمقامه السامي ورسالته من أجل المحبة والسلام". دعم وتأييد وأضاف أبومازن، في كلمته الترحيبية بزيارة بابا الفاتيكان بحسب وسائل الإعلام الفلسطينية، أن "الشعب الفلسطينى لن ينسى بمسلميه ومسيحييه مواقف الفاتيكان منذ حلت النكبة عام 1948، من تأييد ودعم لحقوقه". مهد الرسالات وتابع:"نتطلع إلى اليوم الذي يحل فيه السلام في بلادنا وينتهي الاحتلال وتقوم دولتنا الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدسالشرقية، فأهلا وسهلا بالضيف الكبير في بلادنا الأرض المقدسة، مهد الرسالات والأديان وأرض المحبة والسلام". معاناة الشعب الفلسطيني وسيكون البابا فرنسيس ضيف الرئيس الرئيس الفلسطيني في قصر الرئاسة في بيت لحم، حيث سيستمع الضيف من الرئيس لشرح حول آخر التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية والصعوبات والإشكاليات الإنسانية التي يعانيها الشعب الفلسطينى من الاحتلال وممارساته من الحصار والحواجز التي تمنع المواطنين من الوصول إلى الأماكن المقدسة في مدينة القدس وبيت لحم، وغيرها. بث وقائع الزيارة يشار إلى أن زيارة البابا ستزيد نسبة السياحة الدينية ب 10%، ولهذا الغرض تستثمر وزارة السياحة الإسرائيلية 2.5 مليون شيكل في التسويق، حيث سيتم بث وقائع الزيارة ببث مباشر من خلال موقع أقامه مكتب الصحافة الحكومي ومن خلال الموقع الكاثوليكي في وزارة السياحة.