هل تصلح السياسة ما أفسده الدهر، سؤال منطقى بعد قيام ثورة 52 يناير التى أطاحت بكل رموز النظام الفاسد، خاصة وأننا عشنا فترة طويلة من التخبط ولا نكاد نستقر على سياسة واحدة.. ولعل مدرسة الموهوبين رياضياً أبرز مثال على الزمن الردىء الذى كنا نعيش فيه ، فكل وزير يأتى فى الوزارة يسير «بأستيكة» على كل قرارات الوزير الذى سبقه حتى يقول للناس «نحن هنا» مع بداية السبعينيات ظهرت المدرسة الثانوية الرياضية وكان باكورة إنتاجها نجوم بحجم محمود الخطيب وفاروق جعفر وإكرامى ومصطفى عبده وإبراهيم يوسف.. وبقرار من عبد المنعم عمارة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة آنذاك ظهرت إلى الوجود مدرسة الموهوبين رياضياً فى نفس المكان القديم فى المساحة ما بين النصب التذكارى للجندى المجهول ومدرجات الدرجة الثالثة باستاد القاهرة.. وتخرج منها أيضاً العديد من نجوم الرياضة فى مختلف الألعاب حيث خصصت لها الدولة ميزانيات ضخمة وما أن بدأت تظهر بشائرها بنجوم من عينة ميدو وشيتوس، وحسنى عبد ربه، وأحمد سمير فرج وشيكابالا وعبد الله السعيد وأحمد غانم سلطان وأحمد الجمل حتى أصبحت ذكرى ،وكل من يمر عليها يقرأ الفاتحة ويترحم عليها وعلى أيامها بعد أن تم إلغاء نشاط كرة القدم وعقب ترك الدكتور عبد المنعم عمارة منصبه كرئيس للمجلس الأعلى للشباب والرياضة لم يعد الاهتمام بالمدرسة كما كان فى السابق خاصة وأن تكاليف العمل فيها مرتفعة للغاية ولا يوجد أى تمويل إلا من خلال المنحة المقدمة من الحكومة.. وجاء اعتماد المجلس القومى للرياضة لبعض المشاريع الخاصة بإعداد الأبطال الأوليمبيين ليجعل مدرسة الموهوبين فى ذيل قائمة الاهتمامات وباتت الملايين تصرف على مشاريع مثل «البطل الأوليمبي» دون نظر إلى المدرسة التى طالما اخرجت الأبطال فى مختلف اللعبات. وكان ذلك لعدة أسباب أوضحها لنا إبراهيم عطايا - رئيس قطاع البطولة بالمجلس القومى للرياضة سابقا والمشرف العام على المدرسة - حيث أكد لنا أن هناك عدة أسباب أدت لذلك فى مقدمتها: اتجاه المجلس القومى للرياضة للألعاب الفردية لتخريج لاعبين يحققون ميداليات لمصر فى البطولات العالمية خاصة الأوليمبياد مضيفا أن إلغاء فريق الكرة جاء لتوفير الأموال وصرفها على اللعبات الفردية لافتا إلى أن الإلغاء أفسح المجال لضم لاعبين جدد بدلا من لاعبى فريق كرة القدم. وكان نادر السيد كابتن المنتخب الوطني السابق قد تقدم ببلاغ للنائب العام ضد المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى السابق والدكتور مصطفى عزام رئيس الادارة المركزية للاستثمار والرياضة يتهمهمابإهدار المال العام فى مشروع تطوير مدرسة الموهوبين رياضيا بمدينة نصر حيث قال نادر فى بلاغه للنائب العام الذى حمل رقم 10321إنهما قدرامشروع تطوير مدرسة الموهوبين بخمسة ملايين جنيه وثلاثمائة وثمانين الف جنيه وسبعمائة وخمسة جنيهات و قام جهاز الخدمة الوطنية بتقديرالاعمال بقيمة سبعة ملايين وأربعمائة ألف ومئتى وخمسة وعشرين جنيها ورغم التفاوت الهائل فى حجم المقايسة الا أن الأخير قام باسناد الأعمال إلى جهاز الخدمة الوطنية بهذة القيمة بدون الاستعلام عن سبب اختلاف السعر الذى درسه مركز بحوث الهندسة المدنية وأيضا لم يكتف المقاول بهذا ولكن استحدث بنوداً جديدة لتجاوز العملية فى ا لنهاية مبلغ ثلاثة عشر مليوناً.