أفتي الدكتور يسري هاني استاذ الدعوة الاسلامية بجامعة الازهر الشريف والقيادي الاخواني المعروف الي وجوب التبرع لشعب الصومالي, واصفا الصومال بانها البلد العربي الوحيد الذي ينتمي ابنائه بالكامل الي العقيدة الاسلامية, وان مذهبهم الديني هو مذهب اهل االسنة والجماعة, لذا وجب علي كل المصريين مساعداتهم في محنتهم والمجاعة التي يتعرضون لها, مؤكدا ان هناك ستة يموتون من بين كل عشرة أطفال نتيجة نقص الادوية والاغذية في الصومال . فتوي هانئ جاءت في سياق المحاضرة الدينية التي القاها مساء اليوم – الثلاثاء – بمسجد الكفر البحري بأويش الحجر التابعة لمحافظة الدقهلية . وقد أكد هانئ أن الأمة الإسلامية لم تصل إلى الوضع الراهن من التخلف وتردى أوضاعها، إلا بسبب تركها للحركة والسعي خلافاً لما كان عليه سلف الأمة الصالح رضوان الله عليهم, و شرح هانئ حديث النبى صلى الله عليه وسلم » إن لربكم فى أيام دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لها ، فعسى أن تصيب أحدكم نفحة فلا يشقى بعدها أبداً« . واضاف هانئ ان أن هذا الحديث فى غاية الروعة والجمال، ونحن الآن في أشد الحاجة لفقه هذا الحديث، فالله سبحانه وتعالى يمنح عباده العطاءات والكرامات، ويجود عليهم بفضله وجوده العظيم، وهو سبحانه صاحب الخزائن التى لا تنفد ولا تبيد » مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ «، فمنح الله تتجلى على قلوب عباده الصالحون منهم والفساق ، فإذا استقبل العبد هذه النفحات نجى وفاز ، وإلا فالخسران في الدنيا والآخرة. وواصل هانئ ان علماء السلوك يقولون »إن الله يلقى شباك رحمته على عباده ليصطادهم له ، فعبد موفق سعيد يفرح لصيد الله ويستجيب ، وعبد شقيى طريد يمزق شباك الله «، وقالوا أيضاً ” المحروم من حرم الثواب « فمن مواطن النفحات صلاة الجماعة ، وصلاة الجمعة ، ورمضان ، وليلة القدر، وزيارة المريض، والعطف على المسكين، وإتقان العمل، والتفوق الدراسي، وإجادة الصنعة والحرفة ومن سمات الدين الإسلامي أن يربى فى أتباعه الحركة والعمل والسعي الدءوب، ويبغض الكسل والعجز والقعود فالنبى صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ من العجز والكسل، ولهذا نجد أن آيات القرآن تقرن الإيمان بالعمل دائماً كقوله تعالى » إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ « ، وقوله » فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً «. ولهذا استطاع أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وتلاميذهم أن يفتحوا ثلاثة أرباع الدنيا فى ثمانين عاماً ويرفعوا عليها راية التوحيد، وذلك لأنهم كانوا فى حركة دؤوبة وسعى مستمر, وحضارة الإسلام هى أعظم حضارة شهدتها الإنسانية، حيث انتفى الظلم وارتفع العدل، وانتفت العنصرية وجاءت الأخوة والمساواة، وانتفى أكل مال الناس بالباطل وجاء الحق فى الكسب الحلال، فلما تحركت الأمة رزقت البركة من الله سبحانه وتعالى . وعن دور الدعاة والعلماء فى النهوض بالأمة، وإخراجها من كبوتها، أشار هانئ الي أن الداعية لا يجب أن يكون غليظاً بل عليه بالرفق واللين » فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ « فالعنف والشدة ميدانها الجهاد مع الأعداء وليس الدعوة إلى الله ؛ لكن الخلط فى المواقف الذى حدث هو الذى أدى إلى تردى مستوى الدعوة وحدوث الخلل القائم . وشدد هانئ على أن العالم لابد أن يكون عاملاً بما يعلم ، فيكون قدوة وأسوة للآخرين ، فالعلماء العاملون المتحركون يورثون الحرمة والسعى والعمل لتلاميذهم، بنما العلماء الكسالى الذين ليس فى عملهم حظ من علمهم إنما يورثون لتلاميذهم الكسل والسكون .