الفتاة التى تعرت، ونشرت «التحرير» صورتها فى عدد أمس، ليست وحدها، التى تكشف بشاعة الاعتداءات الوحشية التى تعرض لها المتظاهرون فى شارع مجلس الوزراء وميدان التحرير. فتيات أخريات وشباب كثيرون رووا، ما تعرضوا له على يد أفراد القوات المسلحة، وكيف مسح الجنود الميدان بشعر الفتيات، وداسوا بالبيادات على رقابهن، وأجسادهن حتى تعرين. الناشط والصحفى فى جريدة البديل، حسن محمود، روى تفاصيل الصورة التى ألتقطت للناشطة التى تعرت على يد جندى القوات المسلحة، حيث كان شاهدا على الواقعة، وحاول تخليصها من أيديهم، فناله ما نالها من اعتداء وسحل. حسن يقول «الناشطة رفضت نشر اسمها أو ظهورها على أى من وسائل الإعلام، وقالت يكفى أن تعريتهم لى كشفتهم»، ويروى «عند بدء الهجوم على الميدان، كنت أقف معها وسط الميدان تقريبا، وأسألها عن بعض التفاصيل قبل إرسالها سريعا إلى الجريدة، ففوجئنا باقتراب الجنود السريع منا، فجذبتها حتى نجرى، لكنها ارتبكت جدا، فتعثرت ووقعت على الأرض، حاولت مساعدتها على الوقوف، لكن الجنود كانوا قد وصلوا إلينا، سحلوها هى أولا وعند محاولتى الإمساك بها، انهالوا على، كما ظهر فى الفيديو، لم أر شيئا بعد ذلك، وشعرت أنهم يستهدفوننا، وما نجانا من أيديهم هو أن عددا من الشباب بالميدان تشجع وتوجه نحو المجندين، وألقى الحجارة فى اتجاههم، ففلتنا معا، ثم انتقلنا فى تاكسى إلى أقرب مكان لعلاج جروحنا، ومنه إلى المنزل». الفتاة الآن كما يقول حسن لا تستطيع أن تفارق منزلها، لأنها تعانى من حالة صحية ونفسية شديدة السوء. الناشطة والصيدلانية غادة كمال المعتصمة أمام مجلس الوزراء من يوم 18 نوفمبر الماضى، روت فى شهادتها، التى وثقها أحد المراكز الحقوقية: «زمايلى فى الاعتصام صحونى من النوم يوم الجمعة الساعة 11 مساء فجأة، علشان الوضع كان خطير جدا. صحيت لأشاهد مجموعة من العساكر يمسكون بدكتورة اسمها سناء، من شعرها وبيجروها. كل اللى فكرت فيه هو إنى أرمى نفسى عليها، عشان أحوش عنها الضرب لكنها كانت متبهدلة خالص، وقبل ما أوصل لها كانت العصيان جت على دماغى، ودماغى اتفتحت. انهالوا على بالضرب فى كل أنحاء جسمى وسبونى. وأنا باعترف إنى شتمت، ولكن السبب اللى ورا شتيمتى، هو إن عسكرى بدأ يعمل إشارات بذيئة بأصابعه، وكان العساكر ورا الضابط اللى بيصور، فكان باين فى الفيديو الناس اللى بتشتم بس ومش باين الاستفزاز اللى وراه». تضيف غادة: «العسكرى مسكنى من شعرى، جرنى على الأرض واتنين من العساكر كانوا بالبيادة بيرفصوا فى صدرى. دخلت جوا مجلس الشعب، لكن من كتر الضرب مبقتش عارفة الضرب جاى من فين. ده كان لمدة 10 دقايق متواصلين، تلقانى ضابط لابس قناع، قال لى إن هو الذى كان يرتدى القناع برة وكان بيصور. قاللى أنا هاعملك حفلة. وضربنى بالقلم على وشى وهاعلمك النهاردة أنا راجل ولا لأ. وكلامه كان بإيحاءات جنسية، مش بس حد عايز يضرب حد.. دخل لواء، وقال اللى مش محتاج خياطات يخرج. أنا كانت دماغى مفتوحة، ولكن قلت له أنا عايزة أخرج، أنت خرجنى. الشخص المقنع اتحمق وقاللى انت بتتحامى فيه؟ ارجعى ورا. طبعا كان بيقول ألفاظ قذرة جدا. بعدها أخد اللواء بعيدا واتفق معاه إن اللواء ملوش دعوة بى. وبعدها دخل دكتور فى المستشفى الميدانى وأصر على خروج كل المصابين، فقال لى الجندى المقنع هتخرجى بس أنا هضربك بالرصاص برة ومش هسيبك. بعدها خرجت مع البنات. رحت المستشفى القبطى. وأنا فى حالة صعبة جدا. جسمى مفيهوش حتة سليمة. والمستشفى مارضيش يطلعلى تقرير». وفاء.م، إحدى المعتصمات روت أيضا ما تعرضت له هى واثنين من الفتيات، فى أثناء دخولهن الميدان، من ناحية دار الأوبرا. تقول: «كنا نهتف (إحنا الشعب الخط الأحمر)، ويبدو أنه أثار غضب الضباط والجنود، فاقترب منا ضابط جيش من الملثمين بعد أن تسلل إلينا من الرصيف الموازى لدار الأوبرا، وأطلق الرصاص باتجاهنا، فأسرعنا للهرب. بعدها حضر إلينا لواء جيش اسمه سعيد، وتحدث معنا لدقائق محاولا إثناءنا عن دخول الميدان، لكننا رفضنا كلامه ودخلنا وفجأة وجدنا مجندا يقفز فوق أحد المتظاهرين وتبعه عشرات المجندين، انهالوا عليه ضربا، منسق حركة شباب 25 يناير، مصطفى الفقير، قال إن مصير الناشطة فى حركة شباب 25 يناير، هدير فاروق غير معروف إلى الآن، وروى جانبا مما تعرضت له قبل اختطافها «فى حوالى الساعة الخامسة مساء السبت.