منصور: عندما كنت في السجن الحربي المصور قاللي متخافش دي مش كاميرا تليفزيون دي هيشوفها بس المشير وناس كبيرة في البلد رأيت طالب بكلية التجارة عندما قال ماخدتش فلوس أوقف الضابط وجنوده التصوير وانهالوا عليه بالضرب وخلوه يصور ويقول إنه واخد فلوس دخلونا غرفة صغيرة والريحة كانت زفرة من كتر الدم الذى كان بالطرقة ولقيت مطرح الدم في الحيطان كأن واحد دابح ناس جوه زملاء منصور فى الحبس قالوا له: "كانوا مقلعنا هدومنا وبيخلونا ناكل النجيلة واللي ميكالهاش، كان بيلحس الجزمة" اللي كان بيغمى عليه منهم يروحوا يفوقوه بالكهرباء ولما يفوق يضربوه، كل ما عسكري معدي يضربه
كشف الطفل منصور أمين منصور، أحد من ظهروا فى تسجيل المؤتمر الصحفي للواء عادل عمارة الذي قال إن الناشر محمد هاشم صاحب دار ميريت كان أحد المحرضين على أعمال التخريب بمجلس الوزراء، وحرق المجمع العلمي، عن طريق توزيع الكمامات والخوذ والنقود على المتظاهرين عن تعرضه للتعذيب لاجباره على قول ذلك مثلما جرى ما بقية من جرى التسجيل معهم.
وبمجرد خروجه من حبسه ذهبت به والدته إلى هاشم كي يبرر له ما قاله في الفيديو، حفاظا على الجيرة، حيث تعيش عائلته بالمنطقة التي يقع فيها مقر دار "ميريت" للنشر.
وأجرى الزميل هشام أصلان الصحفى بصحيفة " الشروق " حوارا معه كشف فيه عن تفاصيل ما حدث له ومشاهداته لما تعرض له من تم القاء القبض عليهم خلال أحداث مجلس الوزراء على يد قوات الجيش أثناء احتجازهم بمجلس الشعب. وإلى نص الحوار كما نشر ب " الشروق "..
يحكي منصور: "كانت الساعة 10 الصبح، يوم السبت 19 نوفمبر، كنت نازل أشتري حاجات من مول البستان، لقيت الناس بتجري في شارع طلعت حرب، مرضيتش أجري لأني مضربتش ومعملتش حاجة، لقيت الظابط جه ورايا، وقالي تعالى إنت تبعهم؟ وازاي ماشي بالراحة، إنت مش هاعملك حاجة؟".
يكمل منصور: "أنا مضربتش ولا عملت حاجة، أنا ساكن هنا وطالب في ثانوي عام، مصدقنيش، وخدني في مجلس الشعب، أول ما دخلت انضربت بمواسير حديد، على دماغي". منصور سأل احد العساكر"مش قلتولي إنكوا هتحققوا معايا؟"
أجابه عسكري، بدا أنه متعاطف معه، بأنه: "معلش، جايلنا أوامر إننا ناخد أي حد، عشان معندناش عدد كبير فعايزين العدد يزيد، وعايزين نكترهم عشان مش هينفع يروحوا المحكمة وهم قليلين كده".
فسلم الولد أمره إلى الله، وقال إن دعوة المظلوم مستجابة"، لكن للحق يشهد منصور إن هذا العسكري الذي أجابه كان غير الذين ضربوه، بل إنه حاول الدفاع عنه مرارا دون فائدة.
يكمل: "دخلونا غرفة صغيرة، عن طريق طرقة، وكانت الريحة فظيعة، ريحة زفرة من كتر الدم اللي كان في الطرقة، ولقيت مطرح الدم في الحيطان، كأن واحد دابح ناس جوه"بعض زملاء منصور في الحبس، حسدوه لأنه كان على وشك الوصول، قالوا له إنهم أتوا قبله بعشر دقائق فقط: "كانوا مقلعنا هدومنا وبيخلونا ناكل النجيلة، واللي ميكالهاش، كان بيلحس الجزمة" قالها منصور وهو محرج، من لفظ "الجزمة"، فهو كما ذكرنا طالب من أسرة محترمة وليس أحد أطفال الشوارع.
منصور لم ينس أن يكتب على الحائط عبارة "الله أكبر " بدمه الذي سال .. ويكمل: "واللي كان بيغم عليه منهم يروحوا يفوقوه بالكهرباء، ولما يفوق يضربوه، كل ما عسكري معدي يضربه".
كانت معاكو بنات يا منصور؟. أسأله فيجيب: " آه ومن كتر الضرب مبقتش فيهم حتة سليمة". دخلونا وجه التليفزيون يصور معانا، وكان الظباط بيقولوا لللي هيتصور، قول أنا واخد فلوس، أنا في الأول قلتله إني ساكن هنا ومليش دعوة، والمصور قاللي متقلقش انا هعمل نفسي بصورك لكن مش هصورك عشان هما مديني اوامر إني أصور أي حد".
سألته إن كان هناك شعار أو اسم للقناة التي كانت تصوره، فقال إنها "أخبار مصر". أحد الذين تم تصويرهم بحسب منصور قال إنه "طالب بكلية التجارة، وكان نازل التحرير يتفرج وماخدش فلوس"، فأوقف الضاط وجنوده التصوير وانهالوا على هذا الطالب ضربا، وخلوه يصور ويقول إنه واخد فلوس". بعد ذلك أخذوه على السجن الحربي. سألته كيف عرف أنه في السجن الحربي؟. قال: "دخلونا مكان تحت الأرض وكله أبواب حديد، كان مكتوب عليه: السجن الحربي، وفي حتة تانية مكتوب: ش ع 28". فهمت بعد ذلك أن هذا هو شعار الشرطة العسكرية. يكمل: "عاملونا معاملة أحسن من بتوع مجلس الشعب، وقالوا إن الجيش مش من حقه يعمل الكلام ده، وعالجونا لمدة حوالي 3 ساعات". ماذا حدث بعد التحقيق؟. طالما لم يتم تصويرك في مجلس الشعب، متى تم التصوير؟. قال: "في السجن الحربي، والمصور قاللي متخافش دي مش كاميرا تليفزيون، دي هيشوفها بس المشير وناس كبيرة في البلد".
قاللي مشفتش حد كان بيساعد الثوار راجل كويس كده؟، قلتله اه فيه راجل كويس بيدي الناس خوذه عشان متتعورش، ومكنش في دماغي حاجة غير كده، بعدها قالولنا لازم تقولوا إن الناس بتدي فلوس حتى لو مخدتش عشان تروح، واضطريت أقول كده من خوفي".، وبطبيعة الحال كان منصور يحكي هذه النقطة بحرج بالغ، لن اللقاء كان في مكتب محمد هاشم، الذي قدر موقف الصبي، وقال لأمه "دا واحد من عيالي".
والحديث مع منصور كان طويلا، تطرق فيه لتنقله من مكان إلى مكان، من مجلس الشعب إلى السجن الحربي ومن النيابة إلى سجن طره إلى الإصلاحية، وكيف أنه في النيابة عاملوه بلطف، وكان هذا اللطف عباره عن الضرب "على القفا فقط، بهزار" حسبما قال، فيما كان الضرب في طره بالحزام فقط، بينما في الإصلاحية كان حديثه عن "مسح الأرضية" والتذنيب واقفا".