ويستمر مسلسل الجرحى مع جثمان الشهداء، وتستمر أخبار الصحف والمجلات تبشر برسائل ال«إس إم إس» على الهواتف المحمولة تخبرنا كل ساعة بزيادة عدد الشهداء، ومن ضد من؟! للأسف مصرى أمام مصرى، أخ أمام أخيه، مجند أمام شباب، كل هذا وتتساقط الأعداد من أبناء مصر فداء لحريتها وتضحياتها. لا أعلم ماذا يحدث؟ صدقنى لا أجد تفسيرا لما يحدث أمام مجلس الوزراء، كالعادة، أنباء متضاربة من أغلب وسائل الإعلام. تصريحات نارية وغير مسؤولة من هواة ركوب الموجة، والضحايا للأسف هم أبناء مصر من شبابها وأقباطها ورجالها، بل وعساكرها ومجنديها. لماذا كل هذا؟! لماذا لم يمر أسبوع واحد فقط ننعم فيه بالهدوء والاستقرار، لمصلحة من ما يحدث فى الوقت الحالى؟ ولمصلحة من تصبح مصر ساحة للعراك والمجازر بين شعبها؟ اجتازت مصر مرحلة هامة من الديمقراطية بإعلان الانتخابات وإجرائها فى المرحلتين الأولى والثانية، وكلنا رسمت على شفاهنا الابتسامة العريضة التى كانت تبشر بعودة الأمن والاستقرار إلى البلاد من جديد، ولكن دارت الدائرة، وعادت ريما إلى عادتها القديمة، مسلسل سقوط الشهداء يتكرر وبزيادة وبعنف. وتعالوا نسترجع سويا بعض الأحداث التى انتهينا منها فى الأيام الماضية، فمع إشراقة الثورة، حوادث الاختطاف والقتل على الطرق كانت تزداد، وبعون الله تم الحد منها. الكنائس ودور العبادة تهدم ويستباح حقها، ولله الحمد تم وأد فتنتها وإنهاء تطرفها فى وقت وجيز بفضل العقلاء. ثم بعد ذلك حدث اقتحام للوزارات، وحرائق بلا أى أسباب، وثم اضطرابات أمام الداخلية، وبفضل الله انتهى المسلسل العجيب الدامى على خير. والتساؤل حقيقة هنا لا يجد وجدانى وعقلى تفسيرا واحدا له، وهو هل ما يحدث فى وقتنا هذا هو شىء مقصود؟! أم أنها أضغاث أحلام لثورة نجحت ويحاول البعض القضاء عليها؟! أم أنه بالفعل هناك فلول ما زالت تعيش وتمارس حياتها الطبيعية القائمة على التدمير والخراب والفساد؟! الصراحة.. لم أعد قادرا على التفسير لما يحدث على الساحة المصرية. فالمنظر أمام مجلس الوزراء مريب وغريب، 3 شهداء، و222 جريحا، وماذا تبقى بعد عندما نسمع ذلك؟! أرجوكم يا أبناء مصر كفاية لحد كده، أرجوكم فعلا اتقوا الله فى بعض، وبطلوا فتنة وتهور، أرجوكم ارحمونا من المشهد الدامى ورجعوا لنا الابتسامة، وبالرغم من كل ده، باغنى مع نفسى وأنا متفائل أغنية من زماننا الجميل كانت بتقول: «مصر وردة وفتحت جناين وبساتين... صامدة قدام العدو وأنشودة موجودة ليوم الدين. وربنا يحميكى لنا يا مصر».