البداية لم تكن اعتذارا كما كان ينبغى، البداية جاءت مشابهة لبدايات سابقيه، نفى وإنكار وتملص من المسؤولية، حينما قال «أنا لست فى موقف إدانة»، كما جاء فى المؤتمر الصحفى للدكتور كمال الجنزورى أمس، تعليقا على أحداث التحرير الدامية، مغفلا مسؤوليته عن استشهاد 8 مواطنين وإصابة 277 آخرين، معترفا قرب نهاية الحديث بأن السلطات التى منحه إياها المجلس العسكرى، ليست وهمية قائلا «السلطة ليست وهما». رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب التجمع الدكتور فرج عبد الفتاح، قال ل«التحرير» إن بيان الجنزورى اتسم ببعض التناقض فى ما يخص إنكاره مسؤولية استخدام العنف مع معتصمى مجلس الوزراء وإقراره كامل صلاحياته، مشيرا إلى أن التظاهرات السلمية لا ضرر ولا ضرار منها على عجلة الإنتاج التى برر الجنزورى تعطيلها بمظاهرات الثوار واعتصاماتهم، مشيرا إلى أن إعلان الجنزورى عن حد أقصى للأجور خطوة جيدة ومحاولة منه لاستيعاب المظاهرات الفئوية والاعتصامات العمالية. عبد الفتاح وصف قرار معادلة الحد الأقصى ب35 ضعف الحد الأدنى بأنه خطوة على طريق الإصلاح، مؤكدا أن هذا القرار فى حال صدوره سيعد خطوة فى إطار تحقيق العدالة الاجتماعية وكمرحلة أولية لحين إصلاح هيكل الأجور برمته عقب انتهاء المرحلة الانتقالية، لأننا فى حاجة إلى إصلاح جذرى فى هيكل الأجور وإزالة التشوهات التى به وإصدار جدول جديد للأجور خصوصا فى القطاع الحكومى تحديدا، لأن المسألة تحتاج إلى إصلاح شامل. الدكتور عبد المطلب عبد الحميد أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات انتقد التصريحات المتكررة للحكومة بتوقف عجلة الإنتاج، نافيا توقف عجلة الإنتاج بشكل مطلق، مؤكدا أن التشغيل الكلى لعجلة الإنتاج يتطلب تحقيق الأمن والأمان فى الشارع المصرى، الذى أسهم فى ضرب السياحة الداخلية والخارجية وحل كل مشكلات المستثمرين والمنتجين والمصدرين، وبالتالى سوف نستطيع النهوض بعجلة الإنتاج مرة أخرى. أمين إسكندر وكيل مؤسسى حزب الكرامة، اعتبر أن تصريحات الجنزورى جاءت وفقا لما هو متوقع من الرجل الذى خرج من رئاسة الوزارة فى عهد مبارك دون أن يفتح فمه بكلمة إدانة واحدة لنظامه الفاسد، والذى ظل يعد بعدم إطلاق رصاصة واحدة لفض الاعتصام، مضيفا: فليس غريبا على المجلس العسكرى والجنزورى الأكاذيب ومن عوّل على الجنزورى عليه أن يتحمل مسؤولية تعويله.. إسكندر أضاف أن الحديث المكرر عن أن المتظاهرين ليسوا من الثوار وهناك من يحركهم أصبح بلا قيمة، متسائلا: هل يعرف الجنزورى وجوه الثوار؟ وهل غبر وجهه بالنزول إلى الشارع كى يفرق بين البلطجى والثائر؟! قيادى حزب الكرامة توقع مزيدا من أعمال العنف الغاشم الذى لا تستطيع السلطة أن تتبرأ منه وتثبته الفيديوهات والصور، مشددا على ضرورة وجود قيادة واضحة للثورة تتحدث باسم الثوار وتتفاوض مع السلطة وتصعد وتناور لاستعادة الحقوق المهدرة ودفع ثمن الدماء التى سالت. عبد الغفار شكر القيادى بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، أكد أن الجنزورى بهذا البيان أكد شكوك الشعب حول حكومته التى جاءت دون مساندة شعبية، خصوصا بعد أن بدأ عمله بإدانة المتظاهرين والتعتيم حول الأحداث، والسير على نفس نهج سابقيه فى تبرير تصرفات السلطة التى يعمل فى ظلها مع تكرر نفس سيناريوهات الأحداث وعجز المجلس العسكرى عن تلافى الانفلات الأمنى.