لم تكد وكالة الأهرام للإعلان تعلن عن تعاقدها مع شركة «الهلال والنجمة الذهبية» المنتجة لأدوات النظافة البلاستيكية لوضع إعلانها على صدر فانلة نادى الزمالك حتى انطلقت حملات السخرية والتهكم والاستهزاء من فريق الزمالك ولاعبيه وجهازه الفنى وإدارته، حتى شعار النادى لم يسلم من التعديات التعديلات والرتوش التى وضعها مشجعو الأهلى ليناسب المرحلة الجديدة ويتماشى مع الأدوات التى تنتجها الشركة الراعية للزمالك. وبقدر ما حملت هذه التعليقات الساخرة على صفحات «فيسبوك» و«تويتر» (التى أتحرج من ذكرها تعاطفا مع جماهير النادى) من لطف وظرف وخفة دم وخيال واسع للفكاهة والمرح بقدر ما حملت قدرا كبيرا من الأسى والحزن والضيق على حال هذا النادى الذى كان عظيما ومهابا ومحترما فى أيام عزه السابقة وصار الآن مبكى للمحبين القدامى وذكرى لأطلال كانت صرحا فهوى على يد هذا الجيل المستهتر والمفكك والمتناحر من الإدارات واللاعبين والمسؤولين. المهم أن إدارة الزمالك تحركت سريعا وأرسلت خطابا إلى وكالة الأهرام تعلن رفضها وضع إعلان شركة النظافة على صدر الفانلة، معتبرة أن الإعلان فيه إهانة وتحقير من شأن النادى لتضع نفسها فى مأزق كبير، فالعقد واضح وصريح ويعطى لوكالة الأهرام التى حصلت على الحقوق مقابل 25 مليون جنيه سنويا، الحق فى وضع أى إعلان إلا الخمور والسجائر والإعلانات المنافية للأخلاق والآداب العامة ولا يدخل إعلان «الهلال والنجمة» ضمن هذه المحظورات ومن ثَم لا يملك نادى الزمالك رفضه إلا إذا قام بإسقاط مبلغ أربعة ملايين و800 ألف جنيه من مستحقاته وهو المبلغ الذى تعاقدت به وكالة الأهرام مع شركة أدوات النظافة. وبعيدا عن الحقوق والقانون أريد أن نضع فى الاعتبار ونحن نناقش هذه القضية أمرين حتى يعلم كل طرف ما له وما عليه: الأول- أغلب الشركات الكبيرة مثل «اتصالات» و«فودافون» وشركات المشروبات الغازية المهتمة بالإعلان فى المجالات الرياضية تهرب من أن يقترن اسمها باسم الزمالك لأسباب كثيرة، أولها الصورة الذهنية السيئة لدى الرأى العام عن هذه المؤسسة، فمنذ سبع سنوات وأغلب أخبار الزمالك أقرب إلى صفحات الحوادث منها إلى الصفحات الرياضية، وعودوا بالذاكرة إلى أيام الخناقات والمعارك والضرب واقتحام النادى من البلطجية والضرب بالكراسى والصواعق الكهربائية ومحاضر الشرطة والمحاكم التى لم يخرج منها الزمالك حتى الآن وما زال. وإذا ذهبنا إلى فريق الكرة فحدِّث ولا حرج. وحتى لا أرهق ذاكرتكم بالماضى فالحاضر فيه ما يغطى ويفيض. ففى بداية الموسم هرب حسين ياسر المحمدى، وبعد 7 أسابيع من انطلاق المسابقة تقدم حازم إمام وعمرو زكى بشكوى ضد النادى فى اتحاد الكرة، والاثنان يرفضان الانتظام فى التدريبات، واللى مش عاجبه يضرب دماغه فى الحيط، بل إن حازم تجاوز حدود الشكوى وفسخ العقد من طرف واحد وسافر إلى السعودية للتفاوض مع نادى الفيصلى. هذا عن السلوك الأخلاقى للنادى، أما الفنى فالزمالك حصل على بطولة كأس يتيمة فى 7 سنوات، فبأى منطق أو عقل تجازف شركة كبيرة أو حتى صغيرة وتضع إعلانها على فانلة الزمالك؟ الثانى- أن هذه الظروف السيئة التى يمر بها الزمالك ليست مبررا لوكالة الأهرام التى يشرف عليها حسن حمدى رئيس النادى الأهلى (إلى الأبد) لطرح بيع الفانلة لشركات الأدوات المنزلية والملابس الداخلية، لسببين، الأول تجارى بحت لأن التعاقد مع هذا النوع يقلل من قيمة الفانلة ويضعف فرص الوكالة فى بيع الظهر والأكتاف والشورت لشركات كبيرة، وهذا ما حدث بالفعل، حيث كانت الوكالة فى طريقها للتعاقد مع «موبينيل» ولكنها رفضت حرصا على سمعتها، وخوفا من ارتباط علامتها التجارية بفانلة تحمل إعلان شركة أدوات نظافة. والسبب الثانى هو قدر وقيمة نادى الزمالك وتاريخه الكبير. وهنا أسأل الكابتن حمدى: هل كان سيقبل أن تعلن نفس الشركة على صدر فانلة الأهلى حتى ولو ب100 مليون جنيه؟ بالطبع لا.. فلماذا قَبِلها على نادى الزمالك وأعطى لجماهير ناديه الفرصة للسخرية والاستهزاء من الزملكاوية؟!