الانتخابات والنجاح الكبير الذى حققه حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين ويلحقه بالمرتبة الثانية حزب النور السلفى فى انتخابات المرحلة الأولى هو الشغل الشاغل لكل المراقبين والمهتمين بالشأن العام فى تلك اللحظة، خصوصا أننا على أبواب المرحلة الثانية التى أصبح السؤال الأبرز بشأنها: هل سيحقق الإسلاميون نجاحا مماثلا للمرحلة الأولى، أم من المحتمل أن تكون هناك مفاجآت كما كانت الإعادة؟ سؤال مهم، خصوصا بالنسبة إلى المدافعين عن الدولة المدنية، إلا أنه فى الحقيقة تصريحات اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية السابق أمس فى حواره مع الإعلامى معتز الدمرداش يستحق بجدارة أن يكون شغلنا الشاغل، لا لأهمية العيسوى، لكن لخطورة الطرح الذى قدمه بشأن تعامل الداخلية مع ثوار «محمد محمود». كذب الداخلية اعتدنا عليه تقريبا من ساعة ما اخترعوا حاجة اسمها وزارة الداخلية، لكن أن يصل الأمر إلى نفى وجود شهداء سقطوا فى موقعة محمد محمود فهو أمر يثير الدهشة! كان من الممكن أن نفهم تبريره بما حدث أن الشهداء أو حتى القتلى الذين سقطوا -لو مش حابب يسميهم شهداء- فى محمد محمود هم ضحايا اشتباكات، أى اشتباكات، حتى لو كان سيادة العيسوى قال «خناقة بلطجية ومتظاهرين والداخلية مالهاش دعوة»، هذا التبرير كان يمكن فهمه فى إطار أن سلوك الداخلية لم ولن يتغير، تلك المؤسسة التى أصبحت تجيد فن القتل والنفى فى نفس الوقت. لكن أن يقول العيسوى مافيش أصلا ضحايا أو مصابين فقدوا أعينهم، وإن الداخلية لم تطلق رصاصة واحدة على المتظاهرين بل تعرضت لهجوم غاشم من قبل المتظاهرين بإلقاء قنابل على مبنى الوزراة.. فهذا الكلام يؤكد دون أدنى شك أن العادلى ليس موجودا فى طرة لكنه ما زال على كرسى الوزراة فى لاظوغلى يقتل ثم ينفى ثم يقتل ثم يخرج ببجاحة ويقول «أنا ماقتلتش حد». ألغاز الداخلية لا تنتهى وكما كان السؤال من قبل على خلفية مذبحة ماسبيرو «مين اللى سرق المدرعة ودهس المتظاهرين؟» أصبح الآن السؤال «مين اللى سرق الطبنجة وقتل المتظاهرين؟». الإجابة: اللهو الخفى، ذلك الشخص وربما الشخوص التى تقنص العيون وتقتل المتظاهرين وتدهسهم بالمدرعات ثم تختفى مثلهم مثل البلطجية بالظبط اللذين يختفون فجأة من الانتخابات ثم يعاودون الظهور فجأة فى ميدان التحرير، لكن اللى «يفقع المرارة» إن حتى هذا اللهو الخفى الذى صدّعنا به المجلس العسكرى والداخلية من قبل بحديثهم عن الأصابع والرجلين الخارجية التى تقتل وتدهس المتظاهرين -وتطلع تجرى- لم يعد موجودا وأصبح النفى التام هو الحل. حتى الضابط القناص محمد الشناوى الذى ضُبط متلبسا وهو يقنص عين أحد المتظاهرين ومسجلا صوتا وصورة هناك محاولة لإثبات أن هذا الضابط الذى شاهده ضحاياه -بأم عينهم- ماكانش موجود أصلا فى محمد محمود، نفس الأمر بالنسبة للقناص الأخير الذى نُشرت صورته اهتمت الداخلية فقط بنفى أن هذا الشخص اسمه أحمد فرج ولم تهتم ب«لماذا كان هذا الضابط سواء كان اسمه فرج أو غيره يشهر سلاحه؟ وفى وجه من؟». النتيجة النهائية التى نخلص إليها.. أولا مافيش حاجة اسمها وزراة داخلية ولا لاظوغلى ولا حبيب العادلى ولا العيسوى ولا أخيرا محمد إبراهيم بطل موقعة قتل اللاجئين السودانيين فى مصطفى محمود، شخصيات حقيقية، ولا فيه شارع اسمه محمد محمود، ده كان بس وزير داخلية قاتل ومات.. والمدرعات التى دهست المتظاهرين فوتوشوب زى الثورة بالظبط، وخطاب تنحى مبارك وخطاب تحية الشهداء كان برضه فوتوشوب، والحقيقة الوحيدة فى كل الفيلم ده إن فيه 51 شهيد ضحايا محمد محمود.. ومشرحة زينهم وصناديق الموتى تشهد.. والحقيقة الأهم إن هتاف «يا نجيب حقهم يا نموت زيهم» بجد مش تهريج...