«كلها قلمين فى القسم ونرجع تانى». بلا مبالاة رددهها أربعة تلاميذ فى المدرسة الثانوية الزراعية بمسطرد، عندما ألقت الشرطة القبض عليهم أمس، لأنهم حضروا إلى المدرسة وبحوزتهم المطاوى بدلا من الأقلام، واعتدوا على المدرس بالأسلحة البيضاء لمحاولته الفصل بينهم وأحد زملائهم الذين أبرحوه ضربا وسط فناء المدرسة وأمام الجميع، وعندما حاول الناظر التدخل لحسم الموقف أخذ هو الآخر نصيبه من الإهانة، ولم يجد بيده حيلة إلا اللجوء إلى قسم ثانى شبرا الخيمة ببلاغ ضد المتهمين. محمد على مصطفى، مدرس اللغة العربية، وقف مذهولا مما يحدث داخل فناء المدرسة، عندما شاهد أربعة طلاب يقومون بالتعدى على زميلهم، فحاول فض الاشتباك، على الرغم من تحذيرات زملائه، فإنه أصر على التدخل للفصل بين الطلاب، وذهب المدرس ليوبخ الطلاب دون أن يعى أنه سيكون الضحية التالية لبلطجية المدرسة الأربعة، عمرو.م، وخالد.ف، وعبد الرحمن.أ، ومحمد.أ، طلاب فى المرحلة الثانوية، الذين أخرجوا المطاوى والأمواس وانهالوا بها ضربا على المدرس، فأصابوه فى أماكن متفرقة من جسده وسط ذهول الجميع، وعندما كان ناظر المدرسة يشاهد الحادثة من داخل شرفة مكتبه هبط على الفور وبيده عصا توجه بها إلى فناء المدرسة ليفاجأ بالمدرس وقد فقد وعيه وتغطيه الدماء من كل مكان، فأخذ الناظر يتوعد الطلبة وهددهم بأنه سيقوم بالاتصال بالقسم، لكنهم لم يستجيبوا له وأوسعوا المدرس ضربا، مما اضطر الناظر إلى الاستعانة بالعميد بلال لبيب مأمور قسم شرطة ثانى شبرا الخيمة، الذى قام بتوجيه حملة إلى المدرسة، حيث تمكن المقدم عبد المنعم وهدان رئيس المباحث، من القبض على الطلاب الأربعة الذين صرخوا فى الناظر «كلها قلمين فى القسم ونرجع تانى ي.. »، ووصف الناظر السباب والشتائم الموجه إليه. ناظر المدرسة رأفت محمد السيد، قال إنه يفضل تسمية هؤلاء الطلبة ببلطجية بدلا من طلاب، لأنهم فعلا مشروعات لمسجلى خطر، وأضاف أن ما حدث يعكس ما وصلنا إليه من تردٍ وسوء فى الحالة الأخلاقية والأمنية للمجتمع، بعد أن أصبح مثل هؤلاء المنفلتين لا يخافون من العقاب الذى بات غير رادع، وليس أدل على هذا -الكلام للناظر- من قول الطلاب الأربعة فى تحدٍ للمدرسة والشرطة التى ألقت القبض عليهم: «كلها قلمين فى القسم ونرجع تانى». فيما يباشر محمد أبو زيد وكيل نيابة قسم ثان التحقيقات بإشراف رامى رمضان مدير النيابة.