ولقد كتبت الأستاذة نجلاء بدير -ست العاقلين- تقول إنها «زعلانة»! أتعلم أن نجلاء بدير لا «تزعل»؟ أو بالأحرى، تزعل وتعمل نفسها مش زعلانة، قال يعنى متماسكة. فإن كانت نجلاء بدير زعلانة فلك أن تتخيل حال شخصى الضعيف... باقطّع فى شعرى. وبناء عليه، فقد قررت أن أقتص من كل الذين تسببوا فى زعل نجلاء بدير وتقطيعى فى شعرى، وأسكب جامّ غلى فوق رؤوسهم. فكرت فى الترتيب، هل أبدأ بالأكثر نذالة؟ أم بالأقوى صدمة؟ أم بالأعمق بلها فى توقيت يكلف البله فيه الدماء والأعين؟ ثم استقريت على البدء بالترتيب الزمنى للأحداث، حتى يتسم السواد الذى فى قلبى تجاه كل الأطراف بالموضوعية والحيادية. استهلالا: يسقط يسقط حكم العسكر، وحنمشيكم يعنى حنمشيكم يا قتالين القتلا يا اللى لولا التحرير اللى بتشتموه دلوقت ما كنتوش بقيتو فى الأملة اللى انتو فيها. ثم: تبدأ الأحداث من يوم 28 أكتوبر حيث كان بميدان التحرير عدد لا بأس به من المتظاهرين الذين عزموا على الاعتصام، وكان من بينهم مصابو الثورة الذين أتى بعضهم من محافظات مختلفة. حضر الشيخ حازم أبو إسماعيل، وقال خطابا حماسيا ألهب مشاعر الجميع، لكن الشيخ أبو إسماعيل أخبرنا بأن نمهله ساعة. ثم عاد بعد أكثر من ساعة ليؤكد لنا أننا سنعتصم.. بس بعدين. وطلب منا تأجيل التظاهر والاعتصام ليوم 18 نوفمبر، ليتمكن من الاتفاق مع القوى السياسية التى تخلفت عن الركب الثورى، وليتم الحشد وتحقيق التوافق. قرر مصابو الثورة الاستمرار فى الاعتصام حتى يوم 18 نوفمبر، خصوصا أن بعضهم لا يقيم فى القاهرة كما ذكرنا. عدنا يوم 18 نوفمبر، وبالطبع قام الإخوان المسلمون بتطبيق شعارهم الجديد: «ثورة ثورة حتى العصر»، وما إن أُذّن لصلاة المغرب حتى جمعت سندريلا منصاتها وهُرعت خارج الميدان لا تلوى على شىء. أين الشيخ حازم؟ زمانه جاى.. يا خبر! الشيخ حازم هاتفه مغلق.. يا نهار أسود! قُتل.. الرجل قُتل.. قتلوه؟ قبضوا عليه؟ ربنا يستر... وأخيرا.. ظهر الشيخ حازم أبو إسماعيل بمفاجأة فظيعة جدا: لن نتمكن من الاعتصام حتى لا يُتخذ اعتصامنا ذريعة لتأجيل الانتخابات. يا رااااااجل! وهل كان خبر الانتخابات مفاجئا بالنسبة إليك يا شيخ؟ لا، لم يكن مفاجأة، لكننى استشرت، ولا خاب من استشار! طب وحضرتك جاى تستشير دلوقت؟ موبايلك كان فاصل شحن طول الثلاثة أسابيع المنصرمة ولم تجد شاحن نوكيا سن رفيع إلا فى اليوم الذى أتى فيه الناس بخيامهم للاعتصام؟ وما الذى جعلك تؤجل اعتصام 28 أكتوبر ثلاثة أسابيع ما دمت استشارة توديك واستشارة تجيبك؟ طيب لماذا لم تدعُ إلى مليونية بعد أسبوع لا ثلاثة أسابيع؟ بررت تأجيل التظاهر والاعتصام لمدة ثلاثة أسابيع كاملة -ونحن فى وقت حيث الفيمتو ثانية يقدَّر بالدم- بأن ذلك فى صالح الحشد، فإذا بالذين تعول عليهم يخذلونك ويتعللون بالانتخابات، تقوم تخذلنا إحنا؟ أما أنصار حازم أبو إسماعيل فهم من الذاكرين المسبحين... أى حاجة: الله أكبر، سوف نعتصم.. الله أكبر، لن نعتصم.. الله أكبر، سنتظاهر.. الله أكبر، لن نتظاهر.. الله أكبر، العسكر وحش.. الله أكبر، سنوفر للعسكر خروجا آمنا.. الله أكبر... اللهم قوى إيمانكم. ما إن انتهى الشيخ حازم من كلمته، حتى هاج الشباب وماج وهتف: قول لى يا حازم يا صلاح، ليه بتخرب الكفاح؟ فقال الشيخ حازم بذات النبرة الحماسية: لن نعتصم لكن من قرروا الاعتصام هم إخوتنا وعلينا حمايتهم. حمايتهم من البيت.. سيصلون ركعتين فى جوف الليل ويدعون لنا. ثم أكد، بنفسها هى هى نبرة الحماسية: سوف نأتى كل جمعة.. وهناك مفاجأة لن تتوقعوها فى الجمعة المقبلة... اللااااااااااااااااااهوووووو أكبااااااااااااااااااار. وفجأة، خلا الميدان إلا من قلة قليلة جدا من المعتصمين المتضامنين مع المصابين. وبالطبع قام الشيخ حازم وأنصاره بحمايتنا فى صباح السبت 19 نوفمبر الدامى حماية غير مسبوقة، دعوا لنا دعا من البيت.. بركاته كلها حلت علينا، وأصبت شخصيا فى عين مالك مصطفى، أخى الشقيق، الذى هُرع إلى الميدان حين علم بضرب قوات الأمن للمصابين. وقال لك الشيخ حازم يمهل المشير 24 ساعة.. هذه المهلة مر عليها أكثر من أسبوع، وروحى يا جمعة وتعالى يا جمعة.. فين المفاجأة؟ شيخ حازم.. أعلم أنك طيب وحسن النية وغلبان، ولو كنا فى زمن غير الزمن لأعطيناك الفرصة، إلا أن أى فرصة زمنية الآن تكلفنا دماءً وأعيُنًا، أبوس إيدك... اهدا على نفسك. انتهى أول فُمّ.. انتظرونا إن كتب الله لنا عمرا، وهو احتمال ضعيف.