قصة مستمرة تتواصل فصولها وتتجدد بين حين وآخر، الحكاية عن أقلية تركمانية تعيش على أرض داخل الحدود الصينية، الأقلية التركمانية اسمها الإيجور، ويومًا ما كانوا هم الأغلبية، لكن الأكثرية الآن ل«الهان» وهم من أصول صينية أسهمت حكومة البلاد فى زيادة أعدادهم، ليتسيدوا الإقليم ويسيطروا على الوظائف العليا، ويضيقوا على الإيجور لا سيما فى ما يخص أمور دينهم، قصة اضطهاد مكررة لكن ما يهمنا فيها أكثر أن أبطالها من الإيجور، مسلمون ضاعت حقوقهم ولم يسمعوا صوتا عربيا واحدا يناصرهم، بالطبع فلغة «المصالح» مع الصين أعلى صوتا وأكثر أهمية. وحدة خاصة من قوات مكافحة الإرهاب الصينية توجهت مؤخرا إلى الإقليم الواقع بغرب البلاد لتسهم فى قمع الإيجور والسيطرة عليهم بعد تجدد احتجاجاتهم أواخر يوليو الماضى، والأهم أن المطلوب تأمين الإقليم مع اقتراب المنتدى التجارى «معرض الصين-أوراسيا» الذى سينظم مطلع سبتمبر فى أورومشى عاصمة المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتى، ونقلت صحيفة تشاينا ديلى الصينية عن ناطق باسم شرطة شنجيانج أن الوحدة الخاصة التى توجهت لأورومشى تسمى «فهود الثلوج» وستنفذ عمليات ضد «الإرهاب» فى مدينتى كاشجر وهوتان. آخر التوترات بين الإيجور والهان يوليو الماضى قتل فيها 30 شخصا فى هجمات بالسكاكين ومواجهات مع الشرطة، لكن فى يوليو 2009 قتل 200 شخص وأصيب الآلاف فى احتكاكات مماثلة واتهمت منظمات حقوقية دولية السلطات الصينية وقتها بقمع الأقلية المسلمة فى الإقليم تحت غطاء مكافحة «الإرهاب» أما بكين فتلقى باللائمة على من تسميهم ب«الجماعات الانفصالية» وتتهمهم بالعمل مع القاعدة ومتمردين من وسط آسيا لإقامة دولة مستقلة تحت اسم تركستان الشرقية. بعض الإيجور يطالبون بانفصال شنجيانج كليا عن الصين التى لا يتوقع أن تتخلى بسهولة عن الإقليم الغنى بالبترول والغاز.