«تعليق الدراسة لأ، فداء أرواح الطلاب أه».. هكذا تسير وزارة التربية والتعليم ومديرياتها التعليمية على هذا النهج مع الأحداث الراهنة التى تمر بها البلاد من إشتعال ثورة ثانية، ورغم غلق مدارس وسط البلد بالجنازير وغياب معظم طلاب المدارس الواقعة بالمناطق الأخرى بهدف المشاركة فى ميدان التحرير، تضاربت أراء المسئولين حول إتخاذهم لقرار تعليق الدراسة حتى إستقرار الاوضاع الأمنية حفاظا على ارواح الطلاب، وفى موقف يشبه رمى المسئولية فى ملعب الاخر، أعلن مسئولو وزارة التربية والتعليم أنهم لم يملكون قرار تعطيل الدراسة بالمدارس الواقعة حول منطقة الاحداث، وإنما هذا القرار مفوض بإتخاذه المحافظ ومدير المديرية التعليمية، مؤكدين على ان مبدأ الوزارة الذى تسير عليه عدم إيقاف أو تعطيل الدراسة مهما كانت الظروف، فى حين اكد سعيد عمارة مدير المديرية التعليمية بالقاهرة «خلال تصريحه ل«التحرير» ان هذا القرار فى يد السلطة المختصة وهما «وزيرالتربية و التعليم والمحافظ»، مشيرا إلى ان المديرية قررت تأجيل إمتحانات الميدتيرم فى المدارس الواقعة بالاحداث، وكأن المسئولون لايهمهم أرواح الطلاب الذين يستغلون حجة سيرالدراسة فى الذهاب إلى الميدان للمشاركة دون المدارس. وعلى الرغم من إشتعال الأحداث الراهنة فى التحرير، وإصدار مديرية التعليم بالقاهرة قرارا بتأجيل امتحانات «الميدتيرم» حتى تستقر الأوضاع الأمنية، إلا أن بعض المدارس أصرت على إجراء إمتحانات الميدتيرم المقررة على طلاب مراحل النقل، كمدرسة الاتحاد القومى الإعدادية بشارع معروف القريبة من منطقة الأحداث والتى حرصت على عدم تعطيل الدراسة وامتحانات الميدتيرم، حيث اجرت اليوم الخميس الامتحانات التجريبية المقررة على الطلاب، مما أدى ذلك إلى تجمع اولياء الامور امام باب المدرسة انتظارا لخروج الطلاب من مدارسهم، خشية عليهم من التلاحم مع احداث التحرير او المشاركة فيها. أولياء الأمور فسروا إصرار المدرسة على إجراء تلك الإمتحانات بإتخاذ نتائجها كبديل لإمتحانات منتصف العام الدراسى فى حال تطور الاحداث والتى تنذر بها أحداث التحرير حاليآ. وفى مشهد غريب لفت إنتباه الجميع من المتواجدين داخل ميدان التحرير، شكل عدد كبير من طلاب المدارس بالمرحلتين الإعدادية والثانوية والذين إرتدوا ملابسهم المدرسية لجانا شعبية أمام مداخل ميدان التحرير، مشاركين شباب الجامعات فى حماية ثوار الميدان من خلال الإطلاع على بطاقة هوية المواطنين أثناء دخولهم للميدان. الطالبة بسمة محمود «بالمرحلة الاعدادية» قالت ل«التحرير» انها إرتدت ملابسها المدرسية بحجة الذهاب مدرستها الكائنة بمنطقة دارالسلام، قائلة «الا أننى توجهت إلى الميدان للمشاركة فى الاحداث»، لافتة الى انها لجئت الى تلك الوسيلة خشية من تخوف اهلها عليها، وتابعت: لاننى ليست اقل وطنية من الشباب والفتيات المشاركين، مشيرة إلى انها أرادت المشاركة من خلال تقديم اى عمل لتحقيق مطالب الشعب الشرعية، حتى ولو كان الوقوف امام مداخل الميدان حماية للثوار. اما الطالبة هبة مجدى «طالبة بالمرحلة الثانوية» اكدت ان الأحداث الجارية تسببت فى إهمال معظم الطلاب للذهاب إلى مدارسهم للتعليم ،حيث ان معظم الطلاب يعتمدون بشكل رئيسى على تلقى الدروس الخصوصية، قائلة «انا لم اذهب الى المدرسة، ولكن بأخذ دروس خصوصية فى كل المواد». الدكتور رضا مسعد «رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم» اوضح ل«التحرير» ان القطاع يتابع يوميا مع المديريات والإدارات التعليمية المختلفة عملية إنتظام سير الدراسة فى المدارس ،مشيرا إلى انه لوحظ بالفعل وجود بعض طلاب المدارس فى مظاهرات التحرير، مؤكدا على الطلاب الذين لا يتواجدون بالمدارس أثناء اليوم الدراسى والواقعة فى مناطق بعيدة عن التحرير محسوبين غياب داخل مدارسهم ، لان ليس لديهم عذر فى الوصول الى مدارسهم، اما الطلاب التى تقع مدارسهم فى المناطق المحيطة بالاحداث لم يتم إحتسابهم غياب بالمدارس. «مسعد» قال ان الوزارة ليس لديها النية فى تعطيل الدراسة بالمدارس على خلفية تلك الاحداث ، قائلا «الاحداث سوف تستقرقريبا ولم تتطول، وتابع إذا كان احداث 25 يناير انفضت بعد اسبوعين، وبالتالى مش عاوزين المدارس تركب على الاحداث بحسب قوله مستطردا, لذلك أصدرنا تعليمات بان تقوم المديرية التعليمية بوضع برنامج تعويضى لشرح المناهج فى إطار تعويض الطلاب للشرح خلال الفترة التى إندلعت بها الاحداث الجارية.