هل يمكن فعلا أن يتغير «المزاج الفنى» للمصريين بسبب الثورة؟ هل يمكن أن يزهدوا فى ما كانوا يقبلون عليه قبل سبعة أشهر من أغنيات وأفلام ومسلسلات وبرامج، وتتجه شهيتهم للاستمتاع بأطعمة مختلفة وغير معتادة من كل ما سبق؟ هل يمكن أن يفقدوا اهتمامهم فجأة بأحد نجومهم المحبوبين، مطربا كان أو ممثلا أو مذيعا، لمجرد أنه اتخذ موقفا شائنا من الثورة وقت قيامها؟ وهل يمكن أن يرفعوا فنانا آخر لمرتبة النجومية الكبرى، لمجرد أنه تقدم صفوف المتظاهرين على كوبرى قصر النيل فى جمعة الغضب؟ مبدئيا، محاولة طرح إجابة مجمعة لكل هذه الأسئلة باعتبارها لغزا واحدا متشعبا، هى أول خطأ فى عملية البحث عن إجابات صحيحة.. فرغم أن الأسئلة جميعا تبدو معنية بالحالة الفنية فى مصر بعد ثورة يناير، فإن مفاتيح الإجابات غير مرتبطة بالثورة بالضرورة.. ربما أذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وأقول، إن إصرار بعض المنتجين الآن على البحث عن إجابة موحدة لكل الأسئلة، هو سبب ما يعانونه من تخبط وارتباك وعدم قدرة على اتخاذ أى قرار، فتكون النتيجة حالة من الركود العام فى السوق الفنية. إذن، فلنتناول الأسئلة واحدا تلو الآخر.. هل تغير المزاج الفنى للمصريين بسبب الثورة؟ قطعا لا.. المزاج الفنى لأى شخص، هو نتاج التراكمات البيئية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية التى مر بها هذا الشخص منذ مولده، وبما أن الثورة لم تمسح ذاكرة المصريين، ولم تعد بهم كأجنة فى أرحام أمهاتهم، فهى بكل تأكيد غير قادرة على تغيير مزاجهم الفنى.. الثورة لن تجعل أحد عشاق الأفلام الكوميدية رافضا لها باحثا عن أفلام الرعب مثلا، ولن تدفع شخصا لرَكن شرائط أم كلثوم التى يحب سماعها واستبدال شرائط لجينيفر لوبيز بها... المزاج الفنى لا «يتغير» بسهولة، حتى وإن قامت ثورة هادرة وعظيمة كثورتنا، ولكنه بالتأكيد يمكن أن «يتأثر» بملابسات هذه الثورة.. هذا التأثر قد يبدو واضحا جدا فى العزوف عن ارتياد السينما أو عن متابعة قنوات الأفلام، أو عن سماع الأغنيات باستمتاع، وهو عزوف مرتبط بالرغبة فى متابعة الأحداث السياسية الخطيرة والمتلاحقة، أى أن الأمر أشبه بتراجع الإقبال على السينما فى فترة إقامة كأس العالم لكرة القدم.. للحديث بقية. تدخل الدراما الرمضانية النفق الأخير فى عملية التصوير، فبعد أن انتهت مسلسلات عدة من عملية التصوير، وقاربت أخرى على الانتهاء من عملية المونتاج والمكساج، تدخل أربعة مسلسلات المرحلة الختامية من تصوير جميع المشاهد الداخلية والخارجية يوم 20 رمضان، وهى مسلسل «وادى الملوك»، والذى تقوم ببطولته سمية الخشاب، وصابرين، وريهام عبد الغفور، ومجدى كامل، كما ينتهى أيضا مسلسل «آدم» من التصوير فى نفس التوقيت، وهو من بطولة تامر حسنى، ومى عز الدين، وماجد المصرى، فى الإطار نفسه ينتهى فى اليوم نفسه تصوير مسلسل «الباب فى الباب» لشريف سلامة. ولحظة ميلاد لصابرين وكمال أبو رية.