· سامي أكسيد الكربون كان ترمومتراً لصناعة السينما في مصر و أطالب السقا أن يبدأ بالمبادرة ويمد يده للثوار و أثق تماماً في ذكاء هنيدي وسأحكم علي مسلسله بعد مشاهدته تصوير : محمد أسد الثواني التي يسرقها منك خلسة للتفكير في كل سؤال قبل الإجابة عنه.. تنم عن انسان يثق تمام الثقة في قدراته الذهنية.. فهو متزن نفسياً.. غير متسرع.... غير ناقم.. لكنه في الوقت نفسه صريح ولا يجامل.. ويعلم تماماً ما له وما عليه.. لذا قد تبدو إجاباته لوهلة في مجملها مقتضبة.. لكن مع قليل من التركيز.. ستكتشف أنها تحمل في طياتها إجابة مقنعة إلي حد بعيد.. لتجد نفسك مرة أخري أمام حيرة لا مهرب منها إلا بالانتقال إلي نقطة تالية مكتفياً بما قال.. هاني رمزي يتحدث هنا إلي "صوت الأمة" مبدياً رأيه في الفن والسياسة والدين.. متحدثاً عن أحدث أفلامه ومسلسله الرمضاني الجديد.. وأشياء أخري كثيرة. متي يتم الانتهاء من تصوير مسلسل "عريس ديليفري"؟ - يتبقي لنا أسبوعا تصوير فقط وننتهي تماماً من كل المشاهد المتبقية، ومع منتصف شهر يوليو القادم سنكون أنهينا أيضاً كل عمليات المونتاج. وكيف تقيم الموسم الدرامي في رمضان القادم خاصة مع تشابك أزمة الإنتاج مع صعوبة التسويق؟ - أعتقد أنها ستكون فرصة جيدة لإعادة هيكلة السوق، وأري أن قلة عدد المسلسلات التي يتم انتاجها حالياً سيساعد علي انتشارها علي عدد كبير من الشاشات، وفي هذه الحالة سيكون المشاهد هو المنتفع الأول حيث يتاح له أخيراً متابعة كل الأعمال . كيف تم اختيار إيمي سمير غانم لدور البطولة أمامك خاصة أن البعض يعتبرها مغامرة كبيرة لأنها وجه جديد وهو ما تردد علي لسانك بأنك كنت مضطراً لمثل هذا الاختيار؟ - نافياً بشدة: لم أقل هذه الجملة نهائياً، ولا يوجد ما يجبرني علي فرض البطلة التي أمامي، أما بخصوص إيمي تحديداً، فيمكنني أن أقول أنني كنت سأواجه مشكلة إذا لم تكن إيمي سمير غانم هي البطلة أمامي، فهي ملائمة جداً للدور الذي تلعبه، وموائمة للشخصية، وعنصر من عناصر نجاح المسلسل، ومكسب كبير لي شخصياً كما أنها مكسب لفريق العمل أجمع وللإنتاج أيضاً، وأنا شخصياً أعشق عائلة سمير غانم ودلال عبد العزيز، لذا لا يمكن أن نعتبرها وجها جديدا فلقد نشأت وشقيقتها دنيا في بيت فني صميم، وأعد الجمهور بنجمة تليفزيونية واعدة. إذن لماذا لم تستعن بإحدي الفنانات التي قمن بدور البطولة أمامك من قبل مثل نيكول سابا أو نيللي كريم أو غادة عادل؟ - أنا أعشق العمل مع نيللي ونيكول وغادة، ولا يوجد بيننا ما يعكر صفو العمل، لكن وكما نقول دائماً "كل دور بينادي علي صاحبه"، والموضوع باختصار أن الشخصية لها سن معين ومواصفات محددة انطبقت علي إيمي. هل قيامك بالغناء في معظم أعمالك يعود إلي رغبتك في ذلك خاصة أنك ستقوم بغناء أربع أغنيات في مسلسل "عريس دليفري" بالإضافة إلي تتري البداية والنهاية؟ - لا أسعي إلي ذلك، وقد أعطي لك مثالا كبرهان علي كلامي، ففي هذا المسلسل نقوم جميعاً بغناء أكثر من أغنية بشكل جماعي، كنوع من المشاركة الموظفة درامياً، وأنا شخصياً لدي وجهة نظر في هذا الموضوع، فلو أن الأغنية في العمل تحتاج إلي مطرب حقيقي فلن أتردد في الاستعانة بمطرب فوراً، وهو ما حدث بالمناسبة من قبل عندما استعنت ب مدحت صالح في أحد الأفلام لغناء أغنية درامية. هل يمكن أن نعتبر أنك تناقش مشكلة العنوسة في مصر لكن بشكل مختلف من خلال أحداث المسلسل؟ - لا، موضوع المسلسل ليس مشكلة العنوسة لكن مشكلة اختفاء الحب والرومانسية بين الرجل والمرأة في هذا الزمن المادي البغيض، وتحويل كل شيء إلي الجانب المادي فقط، وهذه النقطة هي التي تدفع العديد من الفتيات والسيدات إلي الوقوع في غرام بطل العمل، لأنه رومانسي، ويتحدث بلباقة، ويحترم مشاعر الأنثي، خاصة بعد دخوله في محاولة زواج فاشلة وصلت للطلاق بعد تغير زوجته واهتمامها بالماديات فقط، وهو ما جعله ينسحب تماماً من حياتها ويعود إلي وطنه بحثاً عن حب حقيقي خال من أي شيء، وهو ما ينتج عنه في النهاية مواقف طريفة لرغبة أكثر من سيدة في هذا الرجل المتمسك بالمشاعر والأحاسيس، والرافض لوتيرة الحياة السريعة. ولماذا لم تفكر في تحويل إحدي شخصيات أفلامك إلي عمل رمضاني كما فعل البعض بدلاً من البحث عن فكرة جديدة ؟ - لم تتسن لي الفرصة لأفعل ذلك، لكن هناك مسلسل إذاعي اسمه "مبروك جالك قلق" قمت بالفعل بتحويله فيما بعد إلي مسلسل تليفزيوني ونجح نجاحاً كبيراً، وهو ما أتمني تكراره مرة أخري مع مسلسل إذاعي أيضاً اسمه "عمو لطيف" كتبه لينين الرملي، خاصة أن هذا المسلسل حصل علي العديد من الجوائز . وما رأيك في تحويل فكرة رمضان مبروك إلي مسلسل بعد نجاح الفكرة نفسها كفيلم؟ - أثق في ذكاء هنيدي واختياراته، وبالتأكيد هناك أشياء وجوانب أخري للشخصية اكتشفها هنيدي هي ما دفعته لتحويل الفكرة لمسلسل، ويمكنك سؤالي عن التجربة بعد عرضها حتي يكون الحكم صحيحاً. تردد أن هناك مخاطر كبيرة تعرضت لها أثناء تصوير مشاهد الخارجي للمسلسل؟ - اعتدنا منذ زمن علي الاستعانة بالشرطة أثناء التصوير الخارجي، لكنني تعجبت من بعض الأقاويل التي تطلب من الفنانين عدم التصوير الخارجي حالياً خوفاً علي حياتنا، بل وطلبوا منا أن نستبدل تلك المشاهد بمتنزهات مغلقة أو كافيتريات عامة، أو حتي مدينة الإنتاج الإعلامي، وبصراحة الموقف سييء للغاية خاصة في وجود بعض البلطجية المنتشرين في الشوارع. لك جملة شهيرة قلت فيها أن موسم الصيف السينمائي اختفي ولن يظهر إلا بعد 8 سنوات.. هل لهذا السبب تحرص علي التواجد خلال شهر رمضان بمسلسل؟ - لقد صرحت بهذه الجملة بالفعل لأن الأعوام القادمة هي أعوام التليفزيون بلا منافس نظراً لتزامن شهر رمضان مع أشهر الصيف، وعن نفسي أتمني التواجد بشكل مستمر في رمضان، علي أن تكون الأعمال كلها جيدة وتشعرني بالسعادة وتشجعني علي الدخول في تجارب جديدة، لكن لن أتواجد لمجرد التواجد أبداً. إذا انتقلنا إلي السينما وفيلم سامي أكسيد الكربون.. لماذا يتم التركيز في اختيار اسماء معظم أفلامك مؤخراً علي اسماء مستوحاه من مسميات معروفة مثل "أبو العربي"،"غبي منه فيه"، "نمس بوند"، "الرجل الغامض بسلامته"، "مبروك جالك قلق"، وأخيراً "سامي أكسيد الكربون"؟ - يضحك ويقول: الموضوع غير مقصود بالمرة، وعادة ما يأتي السيناريو باسم العمل، وإذا تحدثت عن سامي أكسيد الكربون فلن أستطيع أن أنكر أن اسم الفيلم أعجبني من اللحظة الأولي، وبعد قراءتي له ازداد اعجابي به، خاصة أن هذه النوعية من الأفلام كنت أتمني تقديمها منذ فترة طويلة، وهو ما يطلق عليها "ديزني ستايل". كيف جاء ترشيح درة لدور البطولة أمامك؟ - تربطني ودرة صداقة جيدة وكنا تننمي العمل معاً منذ فترة طويلة حتي فوجئت بترشيحها من قبل المخرج أكرم فريد فوافقت علي الفور. هل تبشر الإيرادات الجيدة التي حققها فيلمك حتي الآن واحتلاله المركز الأول في عودة الروح إلي جسد دور العرض؟ - قبل قرار طرح الفيلم في الأسواق، كان الموزعون ينتظرون بفارغ الصبر الإيرادات التي ستأتي بعد طرحه في الأسواق، حتي أن المنتج هشام عبدالخالق قال لو أن فيلم "سامي أكسيد الكربون" فشل في تحقيق إيرادات فيجب علينا أن نغلق خمسين دور عرض علي الأقل، لذا كان هذا الفيلم بمثابة ترموميتر للسوق، وسعادتي ليست بتحقيق فيلمي لإيرادات، لكن سعادتي أنه ساعد المنتجين علي استكمال مشاريعهم الفنية حتي تعود عجلة الإنتاج مرة أخري. هل تعتقد أن مشاكلك مع الرقابة انتهت بعد الأحداث السياسية الأخيرة وارتفاع سقف الحرية؟ - أعتقد أن كل ما هو قادم سيكون جيدا، بل جيدا جداً، وأنا شخصياً متفائل بأن الثورة جاءت لتغير كل ما هو واجب تغييره، لكن كل ما أتمناه بحق أن يتم اقصاء كل فلول النظام السابق في وزارة الثقافة، فلا يزال هناك موظفون في الوزارة استماتوا في خدمة مصالح النظام السابق، بل حافظوا علي وجوده طوال الفترة الماضية بكل اجتهاد، حتي أن دور الرقابة كان حماية النظام من أي هجوم، ويتوجب علينا اقصاء كل هؤلاء فوراً، وأنا أري أن إلغاء مهرجان القاهرة والإسكندرية لا معني لها، ويشير إلي احتمال أن هناك من يلعب بطريقة غير نظيفة. قرار إلغاء المهرجانات صدر من وزير الثقافة عماد أبوغازي شخصياً؟ - في رأيي هذا قرار متسرع جداً، وأعتقد أن من أشار عليه بهذه المشورة شخص لا يحب البلد ويعمل لصالح النظام السابق، ويجب أن يتخلص الوزير الجديد من هؤلاء فوراً. هل ستلعب دور المعارض في أفلامك القادمة أيضاً كنوع من استكمال رسالتك الفنية خاصة أنك خضت من قبل تجربة ظاظا؟ - المفترض ألا أكون معارضاً للنظام القادم، لأن الثورة جاءت لتغير الكثير من مفاهيم الحكم، ولأن النظام القادم سيأتي باختيارنا أيضاً، لكن في حال خروجه عن الخط الذي نتمناه فسأكون أول المعارضين له من خلال أعمالي الفنية. هل تتمني أن يكون نظام الرئاسة برلمانياً أم رئاسياً؟ - أتمني من كل قلبي أن يكون نظاماً برلمانياً. هل عمل والدك بالسياسة أحد أسباب انتقادك للحكومة والنظام في معظم أفلامك؟ - يبتسم بشدة ويقول: علي الإطلاق لا يوجد أدني علاقة. هل يمكن أن تنضم إلي حزب ؟ - يجب أن يكون الفنان حراً طليقاً دون أن يتقيد باتجاه معين، وأنا شخصياً أعتبر نفسي فوق كل الأحزاب السياسية، لأنني لو اشتركت في أحد الأحزاب فسأكون مجبراً علي السير وفق خطي مبادئه، وهذا هو جمال الفن، فهو ينقل مشاعر الشعب السلبية والإيجابية، وأنا أرفض أن يتم تقييد حريتي في اتجاه واحد أياً كان حتي أستطيع أن أقول كل ما أريده من خلال فني، اعترضاً أو تأييداً، لذا لن أنضم إلي أي حزب حتي أقول ما أريده في الوقت الذي أحدده. هل تعتقد أن ينجح الإخوان في الحصول علي النسبة الأكبر من أعضاء مجلس الشعب؟ - هم وحدهم من يرددون ذلك، بل ويحاولون ترويج هذه الفكرة إعلامياً، وأنا شخصياً مؤمن بأنهم ليسوا أغلبية وقد ظهر هذا جلياً في جمعة الغضب الثانية. كان لك تصريح شديد الغضب بعد حادث تفجير كنيسة القديسين حيث قلت بالنص "اتركوا المسيحيين يصلوا في مصر بأمان".. هل تعتقد أن النظام السابق مشترك بالفعل في تلك العمليات لإلهاء الشعب عن مخططات التوريث كما يتردد الآن؟ - كان من مصلحة النظام السابق أن يستخدم أسلوب فرق تسد حتي يتسيد هو الموقف، ولك أن تعلم أن هناك أكثر من 236 كنيسة تم إغلاقها بدون سبب بأمر من النظام السابق، والأسئلة التي تفرض نفسها الآن، لماذا رفضوا أن يقوم مواطن مصري بصلاته في دار عبادته؟ وما الفائدة التي عادت عليهم من ذلك؟ وبأي حق منع وأباح؟ ما رأيك في التحذيرات التي يطلقها البعض عن مخطط أمريكي لتقسيم مصر جغرافياً إلي دولة مسيحية واخري مسلمة؟ - مستحيل، بل من رابع المستحيلات، الفتنة في مصر قليلة، وصانعو الفتنة قليلون، والمسلم والمسيحي يعيشان معاً منذ قديم الأزل بجوار بعضهما البعض، وقد عاشت مصر أجمل ثمانية عشر يوماً في تاريخها، مواطن بجوار مواطن، وأنا شخصياً كل أصدقائي المقربين مسلمون، ولا يوجد مصري واحد سيسمح بأن تكون مصر مطمعا لأي جهة. كيف تفسر رفض ثوار ميدان التحرير وجود أحمد السقا بينهم؟ - أحمد السقا صديقي، وابن ناس، وليس معني وجود علاقة صداقة تجمعه بالنظام السابق أن أخسره، فهو شقيقي بمعني الكلمة، ويجب علي الجميع أن يستمع إليه، وإذا قدم يده إلي الثوار يجب عليهم أن يمدوا أيديهم إليه أيضاً، وأنا أطلب منه أن يبدأ المبادرة بنفسه وأنا متأكد أن طلبه لن يرفض. ما رأيك في خروج المنتخب من تصفيات كأس الأمم الأفريقية؟ - المنتخب خرج من التصفيات لأنه كان يستحق