العنف يقترن فى أغلب الوقت بالفقر، لذا فأكثر المناطق التى قد تتعرض لأعمال عنف فى القاهرة فى أثناء انتخابات مجلس الشعب القادمة هى تلك المناطق التى تعانى من التهميش والفقر والعوز. العنف هذه المرة لن يكون بسبب الفقر فقط، وإنما لأسباب كثيرة أهمها وجود مرشحين لهم علاقة بالنظام السابق «فلول» إلى جانب مرشحين آخرين لهم خلفيات إسلامية، فى وجه مرشحين يدعون إلى دولة مدنية. اللغط الذى وصل إلى الناخبين فى الفترة الأخيرة عن كُفر الليبرالى وتخلف الإسلامى يجعل المعركة قادمة لا محالة. المناطق الأكثر عرضة للعنف هى المناطق الشعبية، التى تعرضت إلى دعاية متطرفة من المرشحين، وظهرت بقوة خلال الأيام الماضية، لذلك فأحياء مثل السيدة زينب، ومنشأة ناصر، وعين شمس، والمرج، والشرابية، ودار السلام، والزاوية الحمراء، ومصر القديمة، تلك الأحياء من المحتمل أن تشهد أعمال عنف قوية خلال الانتخابات. ففى ظل غياب الشرطة الملحوظ يسمع سكان المناطق الشعبية كل ليلة أصوات طلقات نارية فى الهواء، ومشاجرات كبيرة تشترك فيها مناطق بالكامل ضد مناطق أخرى، ولأسباب أغلبها بسيط، وهو ما يعتبره محمد مسعد أحد أعضاء الحملة الانتخابية ل«مرشح مستقل» فى المطرية مؤشرا واضحا عن وجود عنف كبير فى أثناء إجراء الانتخابات البرلمانية القادمة، وهو ما يعنى أن حتى الدوائر التى لا يوجد بها من يطلق عليهم فلول أو غيره سوف تشهد أيضا عنفا. أكثر المناطق عرضة للعنف فى القاهرة السيدة زينب، دائرة فتحى سرور «الملاكى»، فإن الموالين لسرور لن يرتضوا أن تمر الأمور بسلام، فأنصار سرور الذين شاهدناهم يتضامون معه فى أثناء نظر القضية المعروفة إعلاميا «بموقعة الجمل»، لن يتركوا الانتخابات تجرى فى دائرة السيدة زينب، نائبهم فى السجن حاليا بدلا من كرسى رئاسة المجلس. وفى باب الشعرية، الخوف من أنصار المرشح صبحى وهدان، المرشح الفردى فى الدائرة، وهو شقيق يحيى وهدان القيادى فى الحزب الوطنى «المنحل». أما فى منشأة ناصر فالمعركة ستكون قوية بعد ترشح حيدر بغدادى للانتخابات على مقعد فردى-مستقل عن الدائرة السابعة بمنشأة ناصر والدرب الأحمر، وفى الجمالية أيضا العنف مرشح لوجود أنصار داكر عبد اللاه عضو الحزب الوطنى «المنحل»، والمرشح على مقعد فئات الجمالية.