نفس الساحة التى تشهد سنويا حلقات الذكر والإنشاد الدينى، هى الساحة التى شهدت مؤتمرا لدعم مرشحى الطرق الصوفية فى الانتخابات البرلمانية. فى ساحة الشيخ مصلح بمركز الخانكة فى محافظة القليوبية، اختفت الأعلام الخضراء ولافتات الطرق الصوفية، وحلت محلها لافتات انتخابية وشعارات سياسية بأسماء مرشحى الطرق الصوفية فى الانتخابات. الشيخ ياسر كمال صلاح، أحد أبناء العارف بالله الشيخ مصلح سلامة الرفاعى، قال إن الهدف من إقامة المؤتمر، هو عنوانه «ضرورة أن تتحد الصفوف الصوفية فى مواجهة مرشحى الإخوان والسلفية»، حسب قوله. صلاح شدّد على أنه قد حانت اللحظة لتنمية الوعى السياسى لدى المتصوفة، خصوصا أن مناطق الخصوص والخانكة وطوخ، ودوائر محافظة القليوبية بأكلمها، تعج بآلاف المتصوفة. مشيرا إلى عدد من مرشحى الصوفية، من بينهم الأستاذ عبد الحميد عطا الله، وحسن جاغوص، ويسرى جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، وأن أهم الطرق التى توجد فى محافظة القليوبية، وهى الرفاعية والأحمدية المرازقة والأحمدية المنايفة، يقفون بجوار أبنائهم فى الدوائر المختلفة دعما لهم. رئيس الائتلاف العام للطرق الصوفية، الشيخ مصطفى زايد قال إن المتصوفة فى القليوبية سيدعمون الصوفيين المرشحين على القوائم الفردية وضمن الأحزاب المختلفة فى مواجهة خصومهم من مرشحى التيارات الدينية المختلفة التى تقف للصوفية بالمرصاد. وذكر زايد أيضا أن القليوبية هى معقل الرموز الإخوانية المختلفة، على رأسهم الدكتور محمد البلتاجى وعبد الله عليوة وغيرهما. مشيرا إلى أن أصوات المتصوفة لن تذهب لغير مرشحيهم ليشاركوا بقوة فى العمل السياسى، «لن يمثلنا غيرنا ولن ينوب عنا أحد بعد اليوم». على هامش المؤتمر تم تشكيل لجنة برئاسة كل من الشيخ كمال صلاح والشيخ عادل العسكرى المنشد الدينى المعروف، للتنسيق مع المرشحين المنتمين إلى الطرق الصوفية المختلفة، لإدارة حملاتهم الانتخابية وتعريف الناس بهم وتقديم برامجهم الانتخابية فى كل دائرة على حدة، حتى يكون الناخب على دراية وثقة بناخبيه.. فى البحيرة، لم يجد الشيخ عبد الفتاح عبد الحميد إدريس لمواجهة خصومة خصوصا من مرشحى حزب الحرية والعدالة سوى رفع شعار «المواطنة هى الحل» فى مقابل «الإسلام هو الحل». ويخوض إدريس حملته الانتخابية لمجلس الشعب، فى الدائرة الثالثة فى محافظة البحيرة على مقعد «فردى فئات»، التى تشمل كلا من مركز أبو المطامير، وحوش عيشى وحمص، بدعم من الطريقة الهاشمية الشاذلية التى ينتمى إليها، متمثلة فى شيخها مصطفى الصافى الهاشمى، فضلا عن مساندة الأشراف فى المحافظة، الذين يعتبر إدريس نفسه واحدا منهم. الحديث عن المواطنة يراه الشيخ أمرا ملحّا فى اللحظة الراهنة، خصوصا أن ملف الأزمة الطائفية ومستقبل الأقباط فى ظل التنامى الأصولى والصعود للأحزاب الإسلامية. ويرى إدريس أن هذه الفكرة من شأنها أن تبث الطمأنينة داخل نفوس المسلمين والأقباط.. ويؤكد إدريس أن لديه تصورا جامعا فى تجربته الانتخابية لشكل الدولة المصرية الجديدة التى تسعى لأن تحتوى على جميع الأفكار والأطياف داخلها، خصوصا الحالة القبطية، مشيرا إلى أنه يضمن أصواتهم فى معركته الانتخابية وتضامنهم معه فى سجاله مع خصومة التقليديين من الإخوان والسلفيين.. عدد من أنصار التيار السلفى قاموا بتمزيق لافتات انتخابية تخص راسم النفيس، أحد مؤسسى حزب التحرير الشيعى، بسبب قرابته للطاهر الهاشمى، واعتباره جزءا من المشروع الشيعى المصرى الجديد بعد الثورة.. الطرق الرفاعية والفيضية والنقشبندية والعزمية، وعلى رأسها القصبية، يؤكد الشيخ أنها أصوات داعمة له فى حملته الانتخابية لمواجهة السلفيين، خصوصا أن شبهة دعم حزب التحرير الشيعى له ما زالت تحاصره.