تخوض الطرق الصوفية انتخابات مجلسى الشعب والشورى ب94 مرشحاً يمثلون 8 طرق، دخلوا المنافسة ضمن الائتلافات والأحزاب المنبثقة عنهم، معتمدين على كثرة المنتمين لهم وانتشارهم فى مختلف المحافظات للحصول على أكبر عدد من المقاعد. وتنقسم الطرق الصوفية إلى 73 طريقة يتبعها 15 مليون مريد، وتتمتع بأن عدداً منها بشعبية فى المحافظات يمكنه حسم الانتخابات فى عدد كبير من الدوائر، وتعد الطرق (الرفاعية، والبرهامية، والسعدية، والدسوقية المحمدية، والنقشبندية، والجازولية، والمحمدية الشاذلية، والحامدية الشاذلية) من الطرق المنتشرة، والتى يسعى الأحزاب والمرشحون المستقلون للاستعانة بتأييد مشايخهم لحسم الانتخابات، إلا أن ظهور قوائم الأحزاب وائتلافات الصوفية قلب الساحة. ففى الائتلاف العام للطرق الصوفية، الذى يعد الائتلاف الوحيد، قرر الدفع ب27 مرشحاً على المقاعد الفردية لمجلسى الشعب والشورى منتمين ل6 طرق صوفية. وقال الشيخ مصطفى على زايد، منسق عام الائتلاف، إن الائتلاف مكون من مريدى ومحبى 73 طريقة صوفية، بالإضافة إلى عائلات وقبائل الأشراف بمحافظات مصر. وأضاف أن الائتلاف أطلق دعوته لتشكيل قائمة انتخابية لمرشحين صوفيين على مجلسى الشعب والشورى باسم الائتلاف على المقاعد الفردية، بالإضافة إلى توحيد المرشحين المستقلين الصوفيين بضمهم لقائمة وصلت أعدادهم إلى 27 مرشحاً فى 11 محافظة. وتابع أن أغلب مرشحى القائمة ينتمون إلى 6 طرق، وهى: (الرفاعية، والنقشبندية، والإدريسية، والسعدية الشرنوبية، والخلوتية، والسمانية)، مؤكداً أن القائمة ما زالت تستقبل المرشحين الصوفيين من جميع المحافظات، لافتاً إلى أن توزيع المرشحين يكون حسب أغلبية الطريقة فى كل دائرة انتخابية، لأن أبناء الطريقة الواحدة سيساعدون أكثر ابنهم المرشح المنتمى لهم بتبرعات الدعاية، وحث جيرانهم وأحبابهم على النزول لتأييده. وأكد أن هناك طرقاً صوفية ما زالت تفكر بعقلية قديمة فى عدم إعلان أبنائها عن انتمائهم لها خوفاً من خلط الدين بالسياسة، رغم أن كل التيارات الإسلامية، وعلى رأسها السلفية التى كانت تفكر بنفس المنطق، تغيرت وبدأت تدعم مرشحيها لاستحواذ أكبر عدد من المقاعد وترفع انتماءاتها أمام الصوفيين والسياسيين والفلول. وتساءل «زايد» عن سر رفض الشيخ عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، أحد أهم القيادات، وجود مرشحين صوفيين، بالإضافة إلى مهاجمته الأحزاب المنبثقة عن الصوفية، وتساءل أيضاً: «لمصلحة من إخفاء انتماءات المرشحين الصوفيين أمام رفع مرشحى السلفية والإخوان انتماءاتهم رغم أن تعداد المتصوفة بمصر 15 مليون مريد؟». وأوضح أن الائتلاف يهدف لتكوين كتلة صوفية يمكنها الدفاع عن المتصوفة وتعديل القانون المنظم لشؤون الطرق الصوفية، الذى يعد أحد أهم أسباب تدهور وانقسام البيت الصوفى، مؤكداً وجود خطة لضم قبائل الأشراف بالصعيد، وعائلاتهم بالوجه البحرى، ضمن قائمة المرشحين باعتبارهم أقرب إلى المتصوفة، بالإضافة إلى عددهم الكبير الذى يصل إلى 5 ملايين شريف. أما الأحزاب المنبثقة عن الطرق الصوفية فتنوعت انتماءات مرشحيها بين 4 طرق صوفية استعانت بهم على المقاعد الفردية بمحافظات الصعيد للاستفادة من شعبيتهم. من جانبه قال الدكتور عصام سرى، رئيس حزب «صوت الحرية»، المنبثق عن الطريقة الرفاعية: إن الحزب لديه 14 مرشحاً، منهم 10 ضمن قائمة الكتلة المصرية، وينتمون للطريقة الرفاعية، وهناك 4 آخرون على المقاعد الفردية، وينتمون لطريقتى النقشبندية والإدريسية. وأضاف أن هناك التزاماً صوفياً لدعم كل مرشحى الصوفيين على قوائم الأحزاب الأخرى، حتى لو كانت أحزاباً غير صوفية، لافتا إلى أن «الرفاعية» ما زالت تبحث عن أبنائها المرشحين على قوائم الأحزاب والمستقلين لدعمهم ومساندتهم. وقال عصام محيى، الأمين لعام لحزب «التحرير المصرى»، المنبثق عن الطرق الصوفية، إن الحزب لم يعتمد كلياً على الطرق الصوفية فى مسألة الترشح رغم أن 90% من المؤسسين والأعضاء من مريدى ومحبى الطرق الصوفية. وأضاف أن معظم المرشحين الصوفيين الذين قدمهم الحزب على الدوائر القائمة من مريدى الطريقة العزمية نظراً لأن الشيخ محمد علاء أبوالعزايم، شيخ الطريقة العزمية، أحد أهم مؤسسى الحزب بجانب القيادات الأخرى. وتابع أن الحزب لديه مرشحون ينتمون للطريقتين الإدريسية والبرهامية، مؤكداً أنه لا ينظر إلى انتماءات مرشحيه الصوفية، بل يعد الطرق الصوفية كياناً واحداً لديه أفكار يريد تطبيقها لدعم مدنية الدولة ومساواة المصريين ونبذ مصطلحات الفتنة. ولفت إلى أن لديهم جولات يترأسها قيادات الحزب وعلى رأسهم شيخ الطريقة العزمية مصاحبا معه عدداً من مشايخ الطرق الصوفية للنزول إلى المتصوفة بالصعيد، صاحبة الأغلبية الصوفية، للترويج لجميع المرشحين الصوفيين والأحزاب المنبثقة عن الطرق الصوفية.
