تبدو الحكومة الإسبانية كأنها غائبة عن الوعى، لا تشعر بما يحدث فى عقر دارها، ففى الوقت الذى تعانى فيه من أزمة مالية خانقة كانت سببا فى خروج مئات آلاف الغاضبين احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية السيئة، تقوم بتنظيم زيارة عالية المستوى وباهظة التكلفة لبابا الفاتيكان. وهو ما فرض السؤال حول «هل يعقل أن تفرض الحكومة الإسبانية إجراءات تقشفية وتخفيضات ضخمة فى القطاع العام، ويعانى 20% من أبنائها من البطالة، تقوم فى الوقت نفسه بإنفاق 60 مليون يورو على زيارة للبابا»؟ 60 مليون يورو- جزء منها فى الأصل من ميزانية التعليم التى تم تخفيضها بمبلغ 40 مليون يورو- هى تكلفة زيارة بابا الفاتيكان البابا بنديكت إلى إسبانيا المقرر أن تبدأ الخميس المقبل وتستمر 5 أيام فى إطار جولته العالمية للشباب. دفعت التكلفة ما يزيد على 100 كاهن إسبانى من أفقر أبرشيات العاصمة مدريد إلى ضم أصواتهم الغاضبة إلى ثورة الشباب. مجموعة من المعارضين -بينهم 140 مجموعة حقوقية- بعد أن أخلتهم الشرطة من ميدان بويرتا ديل سول أنشؤوا صفحة على موقع «فيسبوك» يدعون فيها إلى مقاطعة الشركات الراعية للحدث.