تحول لقاء أسرة الناشط علاء عبد الفتاح، المحبوس فى سجن طرة على ذمة قضية أحداث ماسبيرو، مع الصحفيين والمتضامنين معه، صباح أمس الأربعاء، إلى ملتقى فكرى وصالون ثقافى، لا يناقش فقط قضية علاء، بل يناقش أحوال مصر والثورة. مدير مركز هشام مبارك القانونى، ووالد علاء، أحمد سيف الإسلام قال ل«التحرير» إنه من المتوقع أن تكون جلسة تجديد قرار حبس علاء اليوم (الخميس)، أو بعد غد السبت، على أقصى تقدير، لأن قرار حبسه ينتهى الأحد، وهناك 4 احتمالات، إما التمديد له مرة أخرى، وإما تحويل القضية إلى المحكمة، وإما الإفراج عنه بكفالة كبيرة، وإما الإفراج عنه بضمان محل إقامته، وأضاف «أى من تلك الاحتمالات سيحدث؟.. هذا فى علم الله، والمجلس العسكرى، لأن قضية علاء سياسية، لا جنائية». سيف الإسلام قال إنه يرفض أن يكون ابنه «كبش فداء لما حدث فى مجزرة ماسبيرو، ليتم التستر على الانتهاكات التى ارتُكبت ضد المواطنين المدنيين، وموت هذا العدد على أيدى الشرطة العسكرية»، مستبعدا اللجوء إلى القضاء الدولى فى ذلك التوقيت، نظرا لعدم استكمال درجات التقاضى المحلية، وأبدى ارتياحه للتضامن الشعبى ومظاهرات بعض الشباب فى دول أخرى من أجل علاء. منال حسن زوجة علاء، طالبت بالإفراج عنه فورا لعدم ارتكابه أى مما نسب إليه من تهم، وحتى يحضر ميلاد ابنه، الذى سماه خالد تيمنا باسم الشهيد خالد سعيد. من جانبه قال الدكتور عمار على حسن إن ما حدث مع علاء هو مهزلة بكل المقاييس، والتهم المنسوبة إليه تبعث على الضحك، والطريقة التى يتعامل بها تثير الشفقة، على نمط تفكير من يحكمون البلاد، وتزيدنا يقينا بأنهم امتداد لنظام المخلوع، وأننا وصلنا إلى المحطة قبل الأخيرة من تصفية الثورة، وهى التنكيل بالثوار، بعد مراحل عديدة من إفراغ الثورة من مضمونها، وإعادة إنتاج النظام البائد. بينما استمرت الدكتورة ليلى سويف، والدة علاء، فى إضرابها عن الطعام، وانضم إليها آخرون، منهم سحر ماهر، من «حملة لا للمحاكات العسكرية»، التى تم القبض عليها فى إحدى جلسات محاكمة الناشط مايكل نبيل، بتهمة التجمهر أمام منشأة عسكرية، ولم يغلق ملف القضية حتى الآن، وإسلام سيد العيسوى، الحاصل على ماجستير العمارة الإسلامية، ومحمد هاشم مدير دار ميريت للنشر، ومحمد عبد المنعم المحكوم علىه بالسجن ثلاث سنوات فى سجن أسيوط، بالإضافة إلى الناشط مايكل نبيل، المضرب عن الطعام منذ ما يقرب من 80 يوما، لرفضه المحاكمات العسكرية التى تتم معه. وأصدر الحاضرون فى منزل أسرة علاء عبد الفتاح بيانا أعلنوا فيه تضامنهم مع الدكتورة ليلى سويف والدة علاء فى قضيتها العادلة والوطنية للدفاع عن نجلها الذى يحاكم عسكريا بتهم لم يرتكبها. صاغ البيان الدكتور عمار على حسن، وكان من أول الموقعين عليه مع الدكتور عبد الجليل مصطفى القيادى فى الجمعية الوطنية للتغيير، بالإضافة إلى الحضور كافة. وطالب الموقعون على البيان بسرعة الإفراج عن علاء، معتبرين الإصرار على محاكمته نهجا قاسيا فى خطة تفريغ الثورة من مضمونها وإجهاضها بتشويه ومعاقبة الثوار وتخويفهم وحرمانهم من حقهم المشروع فى نقد أداء السلطة، الذى وصفه البيان ب«الانحراف عن مسار الثورة ومطالبها ومبادئها»، معلنين استمرار التضامن مع علاء، حتى لو دخل الجميع فى إضراب مفتوح عن الطعام حتى تكتمل أهداف الثورة.