أكد وزير الخارجية، محمد كامل عمرو، أنه لا يوجد حل أمنى أو عسكرى لما يحدث فى سوريا، مشددا على أن مصر لا تريد تدويلا آخر فى المنطقة. وقال كامل عمرو، فى المؤتمر الصحفى، الذى عقده مع نظيره التركى أحمد داوود أوغلو فى أنقرة، أول من أمس «مصر كانت أول من أصدر بيانا بشأن الأوضاع فى سوريا، وأمس أصدرنا بيانا آخر، مؤكدا أنه لا بد من وقف أعمال العنف وإراقة الدماء فى سوريا». وأضاف الوزير «إن مصر تراقب الموقف عن كثب، خصوصا أن الأمور تسير إلى نقطة اللا عودة فى سوريا»، مؤكدا العلاقات الوثيقة التاريخية التى تربط الشعبين السورى والمصرى. وقال الوزير «منطقتنا تمر بظروف غير طبيعية، سيكون لها أثر كبير فى المستقبل، وهى بدأت بما حدث فى تونس ومصر، وكما هو معتاد أن ما يحدث فى مصر يلقى بظلاله على المنطقة، وما سيتبع ذلك من تغييرات ستؤثر على الأجيال القادمة». من جانبه، قال وزير الخارجية التركى، أحمد داوود أوغلو، ردا على سؤال عما إذا كانت الرسالة التى حملها إلى دمشق تتقاطع أو تتفق مع رسائل أخرى: «إن لتركيا رؤيتها الخاصة، وهى تختلف عن رؤية الآخرين، وما حملته خلال زيارتى لسوريا هو رسالة تركيا، وهناك فرق بين ما نتحدث به مع سوريا وبين ما يتحدث به الآخرون». التعليق: كامل: تصريحات تحمل تحذيرا لبشار ورفضا لتهديد الأمن القومى المصرى أحمد كامل، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية: من الطبيعى أن يقول وزير الخارجية المصرية هذا الكلام، لأن مصر الثورة لا يمكن أن تقبل بتدويل الأزمة السورية، لأن سوريا وضعها مختلف كثيرا عن ليبيا، حيث إنها إحدى دول الطوق، أى المحيطة بإسرائيل، ووجود حلف الناتو فى سوريا على غرار ليبيا، يشكل تهديدا كبيرا للأمن القومى العربى والأمن القومى المصرى. كلمات وزير الخارجية بها رسالة أيضا إلى النظام السورى، بأن ما يقوم به سيكون السبب الرئيسى فى تدخل المجتمع الدولى، وتدخل الدول التى لها مطامع فى المنطقة، لأنه من حق الشعب السورى أن ينتفض فى مواجهة الظلم والاستبداد، والثورة لا تجلب تدخلا أجنبيا، ولكن قمع الشعوب بهذه الطريقة الوحشية هو الذى يجلب تدخلا أجنبيا، ويتحمل مسؤوليته النظام. التحليل: فشل التدخل الدولى فى ليبيا يضع عقبات كثيرة أمام تكراره فى سوريا الموقف فى سوريا يزداد تعقيدا يوما بعد يوم، ويزداد معه خطر الصراعات الأهلية، فالنظام السورى يواصل قمعه المفرط للاحتجاج، ويواصل تشبثه بثنائية متضاربة فى تعامله مع الثورة الشعبية، تتمثل فى استمرار إراقة المزيد من الدماء، فى الوقت الذى يعلن فيه عن خطوات إصلاحية كاذبة، من أجل كسب مزيد من الوقت لسحق الاحتجاجات. أما الدول الغربية هى الأخرى فيبدو أنها لا تملك المزيد من الأوراق فى مواجهة النظام السورى سوى استمرار التصعيد السياسى والضغط الاقتصادى عليه، وما بعد إدانة مجلس الأمن يبدو أنه لن يرقى بأى صورة من الصور إلى الحل العسكرى، حتى مع التغيير النسبى لمواقف دول خليجية منها المملكة العربية السعودية. فالتدخل الدولى فى ليبيا كنموذج لم يأت بثماره، ولم يسرع إلى إنهاء الأزمة لصالح الثوار. وهو ما تبرر به روسيا مواقفها التى تميل إلى السلبية، كذلك الصين التى تأخذ موقفا قريبا من الموقف الروسى. ويزداد الأمر صعوبة على الغرب، خصوصا مع عدم وجود احتمالية لتخلى حزب الله وإيران عن الحليف السورى الأوحد، وهو ما دللت عليه تقارير أفادت بوجود دعم إيرانى لوجيستى وعسكرى للنظام السورى، الهادف إلى قمع الانتفاضة وإخمادها.