رغم أن التوقعات تُرجح فوز جماعة الإخوان المسلمين فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، لكن مجلة «إنترناشيونال أفيرز ريفيو» كانت لها رؤية مختلفة، حيث تعتقد أن الجماعة تواجه ضعفا وتراجعا فى مصر، بسبب عدة أحداث وقعت مؤخرا، على رأسها الهزيمة فى انتخابات نقابة الأطباء، بعد سيطرة عليها دامت 30 عاما، وظهور عديد من الأحزاب الإسلامية الأخرى، أبرزها الأحزاب السلفية. وفى تقرير بعنوان «هل حقا يشكل الإخوان المسلمون تهديدا؟»، ذكرت المجلة الأمريكية أن ثورة يناير المصرية غيرت البناء السياسى للبلد بشكل ملحوظ، هذا إلى جانب الوضع الأمنى فى المنطقة، ومنذ سقوط مبارك ونظامه، بدأت شرائح كثيرة من المجتمع المصرى فى الظهور من أجل تحقيق الديمقراطية المصرية، ومن بين هؤلاء جماعة الإخوان المسلمين، التى اعتبرتها المجلة جزءا لا يتجزأ من الحياة المصرية اليومية منذ بدايتها فى 1928. إلا أن جماعة الإخوان تواجه انشقاقات، لأسباب كثيرة وتكوين أحزاب إسلامية خاصة، مثل حزبى النهضة والريادة، وهذا يوضح المبدأ الذى ينص على أنه بمجرد نجاح حركة ما فى هزيمة عدو مشترك، تظهر الاختلافات الأيديولوجية بشكل أكبر. واعتبرت المجلة أن ما يُضعف من موقف الجماعة أيضا، بدء أحزاب إسلامية أخرى فى اكتساب دعم بعض المصريين، مثل الأحزاب السلفية، التى ترفض الديمقراطية الغربية وترغب فى منع المسيحيين من الوصول إلى مراكز قوى فى مصر، وهو ما وصفته المجلة ب«تهديد» سيطرة الإخوان المسلمين، حيث يطوقونها بالعقيدة الدينية. وأوضحت أنه سيكون على الإخوان، نتيجة لذلك، إما اتخاذ موقف متطرف شبيه، قد يُنفّر المصوتين المعتدلين عنها، وإما البقاء معتدلة، وهو ما قد يثير التساؤلات حول حماستها الإسلامية، مشيرة إلى أنه يمكن إرجاع طلب الإخوان من السلفيين تخفيف نبرتهم إلى الأسباب السالف ذكرها.