أستاذ طارق أنا «أصالة وحابة أوضحلك موقفى، وهو من البداية لغاية يومنا هذا وإلى آخر يوم فى حياتى مع الثورة.. ما ذكرته فى المؤتمر (تقصد المؤتمر الصحفى الذى أقامته بغرض الإعلان عن برنامجها الجديد صولا) كان توضيحا لحقيقة شكك البعض بدوافعها، وهى أننى أُكن مشاعر كراهية لشخص الرئيس بشار أو لمن حوله، رغم أن موقفى هذا كان بسبب الثورة الشريفة لأحبتى وأهلى هناك.. وقد سبق أيضا وتناول -تقصد طعن- الإعلام فى وطنيتى وسمعتى وكرامتى بسبب موقفى، وحللوا ذلك بأننى أتقاضى مقابل هذا من بعض دول فى الخليج.. المهم أننى لم أنج من تعليقات الصحافة، ولا من الذين يدعمون الثورة والثوار أمثال حضرتك، لعدم الاكتراث بدقة المعلومة، أو لعدم الاهتمام بى أنا بالذات، ولم أنج أيضا من الطرف المقابل الذى يرى فى إيذائى مجاملة للنظام الذى يسعى بقلمه لمحو دماء شهدائنا والتمثيل بكرامات أهلنا وأحبتنا.. وحرصا منى على عدم تشويه موقفى أؤكد لحضرتك ولكل من يهتم بالحقيقة أنى لم أتراجع عن موقفى ولا لحظة، رغم أنى تعرضت للكثير من التهديدات التى قد تخيف البعض ولست أنا من بينهم.. سأبقى ما حييت مع كل صاحب حق، والثوار على رأس أولويات ضميرى وكرامتى، ولن يثنينى عن ذلك شىء ولا حتى مصالح عملى الذى تضرر كثيرا بسبب ذلك.. وأختم كلامى بأنى أقسم بالله العظيم لو أن والدى وهو أغلى ما عندى كان مع النظام فى أيام مثل هذه الأيام لما تغير موقفى فى شىء إلا زاد عنه ألمى وخسارتى والدى.. النصر للثوار الذين لا يملكون إلا حلما مبعثرا، لم يقدروا ليومنا هذا أن يفتحوا أعينهم خوفا من صدمة الواقع الجبان الظالم.. أنا كما كنت دائما أنا مع الكرامة والحق لذلك أنا مع الثورة والثوار». انتهت الرسالة على الموبايل التى تلقيتها من أصالة، بعد مكالمتين الأولى من زوجها الصديق المخرج طارق العريان، والثانية من أصالة. وبالتأكيد من حق أصالة أن ترد على الالتباس الذى حدث بعد المؤتمر الصحفى الذى أقامته قبل نحو أسبوع، للإعلان عن برنامجها القادم «صولا»، الذى سوف يعرض على قناة «دبى» مع مطلع العام الجديد، والحقيقة أننى عندما أعلق على رأى ذكره فنان فى مطبوعة أحرص على العودة إلى الفنان للتأكد مما قاله، لأنى أخشى من عدم الدقة، ولكن ما دعانى إلى الكتابة مباشرة هو أن هذه التصريحات المنسوبة إلى أصالة لم تأت فى سياق حوار ولكن كان مؤتمرا صحفيا، وأن كل الزملاء الحاضرين مع اختلاف جرائدهم أجمعوا على ذلك.. كما أن أصالة فى حوارى معها أكدت بالفعل أنها تراجعت عن طرح أغنية «الكرسى»، لأنها ترى أن الأمر متجاوز الكرسى.. من حق أصالة بالطبع أن تختار الأغنية التى تقدمها فى التوقيت الذى يحلو لها، ولكن لأن الأمر ارتبط بموقف سياسى به قدر كبير من الغموض، بالإضافة إلى أن أغلب النجوم السوريين واقعون بالفعل تحت قبضة النظام، فإن الموقف الذى يبدو عاديا لو أقدم عليه فنان فى ظرف عادى لن يمر بنفس البساطة فى ظرف آخر. أنا أرى على عكس أصالة أن قضية «الكرسى» محورية، وأن الأسد الصغير يعلم جيدا أنه لو فقد الكرسى سوف يفقد كل شىء! هل خفت حدة أصالة فى الهجوم على بشار، لأن الإعلام السورى التابع للدولة كان يمشى على خطى أخيه فى الرضاعة الإعلام المصرى، وأقول «أخيه فى الرضاعة» لأن الإرسال التليفزيونى عرفته مصر وسوريا فى نفس التوقيت 21 يوليو 1960 فى أثناء الوحدة، وكان الهدف هو حماية النظام، وظل الهدف إلى يومنا هذا هو توفير تلك الحماية.. النظام السورى أشد عنفا وانغلاقا وبطشا، خصوصا أن ولاء الجيش السورى أو الأغلبية منه هو ولاء لبشار. الرسالة التليفونية التى بعثتها أصالة أجد فيها تأييدا مطلقا للثورة والثوار، وفى نفس الوقت تجنيب أى هجوم مباشر على بشار.. لا أستطيع أن أقول إن بشار ترضيه كلمات أصالة، ولا أستطيع فى نفس الوقت أن أقول إنها تؤيده.. هى مع الثورة، ولكنها تتركنا نحن نكمل الجملة، ونقول إنها بالضرورة تطالب بإسقاط بشار، ولكنك لن تجد هذه الجملة فى ردها، أنا أكتبها على مسؤوليتى الشخصية!