«خليها على الله هي السبب» بهذه الجملة عبر الدكتور «شاهر ثابت»، الأستاذ المتفرغ بقسم الهندسة البحرية وبناء السفن بكلية الهندسة جامعة الأسكندرية، عن رؤيته لأسباب تكرار حوادث العبارات في مصر مشيرا إلى أن عدم إتباع إجراءات السلامة خاصة فيما يتعلق بإطفاء الحريق والإهمال ونقص تدريب العمالة وكذلك سوء سلوكيات الركاب هو السبب الرئيسي لتكرار مثل هذه الحوادث. وأضاف، أن رغم أن مصر دائما تستورد عبارات «ساكند هاند»ن إلا ان الحوادث لا تقع بسبب سوء تلك العبارات بل سبب سوء تصرف العاملين عليها والركاب؛ فعند وقوع حريق على سبيل المثال يقوم العمال بإطفاء الحريق بالمياه ولا يقومون بفتح بلوعات الشفط لشفط المياه وهو ما يؤدي لتكون سطح حر من المياة يؤدي لإنقلاب العبارة. هذا وأوضح ثابت كذلك أن هناك بعض الإجراءات التي يجب إتخاذها حتى لا تتكرر تلك الحوادث مثل فحص العبارات فنيا باستمرار، والتركيز على النقاط التي ظهرت من الحوادث السابقة لتلافيها والتدريب المستمر للطاقم والتفتيش الدائم من قبل الجهات المعنية مثل هيئة السلامة. كما اتفق معه «محمد عبد الفتاح شامة»، استاذ بقسم العمارة وبناء السفن بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية، والذي أرجع اسباب تكرار حوادث العبارات والسفن إلى العامل البشري مشيرا الى أن حوالى 80% من الحوادث البحرية؛ سببها يكمن في العامل البشري سواء في قلة الخبرة والتدريب والتأهيل على مواجهة الصعوبات، ونتيجة لأخطاء العامل البشري في الإهمال والإرهاق، اضافة إلى عناصر أخرى تتضمن حالة الجو والرحلة والبحر، وايضا النواحى الفنية والإدارية ونقص الوعي للسلامة بصفة عامة، لافتا إلى ان الثقافة المصرية في بعض الأحيان تفتقر لثقافة السلامة . وأضاف، أنه لايوجد سفينة أو عبارة تبحر إلا إذا تم عمل متابعة دورية عليها وحصولها على شهادات صلاحية الإبحار وشهادة السلامة التي تصدرها الدولة من خلال هيئة السلامة المصرية والتفتيش البحري، مشيرا إلى أنه اثناء المراجعة أو المتابعة الدورية على السفينة قد يتغاضى المراقب عن بعض العيوب البسيطة التي توجد بالسفينة، تلك العيوب البسيطة قد تكون سببا فى حدوث مشكلة . ثم استطرد موضحا، أن صناعة السفن ليست كصناعة السيارات، ولكن يتم تصنيع السفن بحسب نوعها وحجمها، وذلك يختلف من دولة لأخرى، فعلى سبيل المثال العبارات السريعة هناك دول متخصصة لبناءها لإنها تصنع من الالومنيوم كدولة استراليا والنرويج، أما السفن العملاقة يهتم ببناءها دولة الصين، اليابان وكوريا، لافتا إلى أن مصر بدأت تطور نفسها وتدخل فى صناعة تلك السفن، مضيفا أن الشركات التي تصنع السفن بمصر تنحصر في اسكندرية والسويس والإسماعيلية وبورسعيد.