يا ثورة انفجرت فى يناير يوم خمسة وعشرين مش عارف أوفيكى ازاى حقك م الشكر أنا واحد م الشعرا اللى كتبوا قصايد يأس عن أوطان وشعوب مالهاش مستقبل لكن عايشين على مجد الأمس أجيال مقهورة ما قدامهاش غير إنها تتباع على عربيات روبابيكيا وبس وكنت باشوف مع أولادى ف حديقة حيوان الجيزة الدب القطبى المسكين اللى فروته كان لونها أنصع م القطن متلبكة منفوشة متوسخة منكوشة وهوّ مرمى فوق لوح التلج المكسور متفرهد ومسورق ف الحر ومقهور مستكفى إنه بيحلم فى لحظة وجيزة باللون الأبيض والسقعة وسجادة جليدية لا نهائية.. وزى الفل ومفروشة فى كل مكان حواليه ع البحر وع البر لكن بيفوق على واقع مؤلم وحزين إنه حيموت ف الغربة فوق الطين ف بلاد شمس وحر ف حديقة حراسها بتستمتع بالشر ف بلاد مافيهاش أى حقوق للإنسان اللى بيعيش ويموت على أرضها من غير ما يحب يبقى إزاى حيكون فيها حقوق للدب؟ متشكر جدا جدا يا ثورة خمسة وعشرين دلوقتى بقيت مؤمن إن الشعب اللى اتحرر بالدم عمره ما حيرضى تانى بالهم علشان من حقه ف أيامه الجايين يتعامل زى البنى آدمين ويعلم أولاده ف مدارس فيها حرية لعقل الإنسان مافيهاش قهر بسبب النوع والدين فيها أقسام شرطة بتنصر شخص بساريه وغلبان تديله حقه لما يحاول يبلعه واحد م الحيتان بصراحة أنا أكتر من كده بكتير طمعان يا رب تحقق حلم أبويا جاهين اللى اتمنى تماثيل ع الترعة وأوبرا للفلاحين أنا باحلم بقى ببلاد مافيهاش أصلا جوع ولا فقر فيها أصحاب الموهبة والإنسانية هما الحكام فيها الخيل فرحان بيجر العربيات اللى راكب فيها أطفال سعداء داير بيفسحهم من غير ما حد يسوقه بكرباج ولجام يا رب نشوفها حقيقة وماتبقاش بس مجرد أحلام نصحى منها من تانى على عين حمرا وتكشيرة من واحد على كتفه دبورة متغاظة بتزن أو واحد عايش مع كتبه الصفرا ف جزيرة وبيحل مشاكله بملايكة وجن لكن برضه ولوّ الثورة اللى عبيرها مشعشع ف الجو بيقولّى ما يهمكش التخويف بالماضى كله مجرد بكش عمر التاريخ ما بيمشى بضهره للخلف والشعب اللى اتحرر بالدم مش ممكن أبدا يرضى تانى بالهم والدب القطبى صديقى اللى عايش ف حديقة حيوان بصراحة هوّ كمان لازم يبقاله كرامة زى الإنسان ويعيش ف تكييف وقزاز مفروش من تحته جليد أنا عارف طبعا إننا مش حنعوضه عن وطنه بالتأكيد وحياته اللى ف قطب شمالى بعيد لكن دى أبسط حاجة ممكن نعملهاله علشان لما يلاقى قدام عينه الذكرى اللى عايشة ف خياله يبقى بعد الثورة.. سعيد