لقطات فيديو ومجموعات من الصور بدأت فى الظهور بعد يوم من قتل العقيد الليبى معمر القذافى، بثتها المواقع الإخبارية والفضائيات فى استعراضها لكيفية القضاء على الطاغية الليبى وربما تكشف الأيام القادمة عن مزيد من الصور والتفاصيل، لكن ما أزيح عنه الستار حتى الآن يظهر وبلا أى شك أن القذافى كان حيا، مصابا عندما سقط فى أيدى معارضيه، الذين تصيدوه كما يظهر فى هذه الأفلام القصيرة ليصفعوه ويدفعوه بأكفهم، قبل أن يظهر قتيلا فى الصور التالية «حسب التسلسل الزمنى». أمس اعترف أحد الثوار فى سرت بأنه أطلق رصاصتين على القذافى بعد القبض عليه، إلا أنه لم يمت إلا بعد مرور نصف ساعة، كما ظهر فيديو يوضح «هتك عرض» العقيد من قبل أحد الثوار فى أثناء القبض عليه. رغم اتفاق المراقبين على وحشية القذافى مع شعبه ومعارضيه خاصة، فإن ظروف مقتله الغامض الذى ظهرت له 4 أو 5 روايات أثارت تساؤلات عن كيفية تعامل الثوار معه عقب القبض عليه، كما أثارت كذلك مطالبات بفتح تحقيق «نزيه» فى ظروف وفاته. المفوضية العليا لحقوق الإنسان فى الأممالمتحدة ومنظمة العفو الدولية «أمنستى» طالبتا بالتحقيق فى ملابسات مقتل العقيد الليبى واحتمالات أن يكون قد أعدم، وقال المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل: إن المبادئ الأساسية للقانون الدولى تدعو إلى محاكمة المتهمين فى جرائم خطيرة إن أمكن، واعتبر أن الإعدام دون محاكمة غير قانونى تحت أى ظرف، ومن جانبها دعت منظمة العفو الدولية إلى فتح تحقيق مستقل فى ملابسات وفاة القذافى، وحثت المجلس الوطنى الانتقالى الليبى على وضع نهاية ل«ثقافة سوء المعاملة». أما أرملة القذافى، صفية الهاربة إلى الجزائر، فدعت مجلس الأمن إلى مباشرة تحقيق فى ظروف مقتل زوجها، وذلك خلال مقابلة مع تليفزيون «الرأى» الموالى للنظام الليبى المخلوع، وقالت صفية القذافى -بحسب القناة: «أفتخر ببسالة زوجى المجاهد معمر القذافى وأولادى الذين تصدوا لعدوان 40 دولة وعملائها على مدار 6 أشهر وأحسبهم عند الله مع الشهداء والصديقين». لكن الغموض لا يلف مقتل القذافى وحده، وإنما معه أيضا ابنه المعتصم الذى لاقى حتفه فى نفس اليوم، فبعدما أعلن ثوار ليبيا أن المعتصم قتل فى اشتباك أظهر فيديو بث عبر مواقع التواصل الاجتماعى، صورة لنجل القذافى قبل وفاته، وقد كان يدخن سيجارة. وظهر المعتصم، الذى كان رهن الاعتقال، بصحة جيدة، هادئا وقد جلس القرفصاء، وطلب منه أحد الثوار أن ينطق الشهادتين، وتأتى هذه المشاهد الموثقة بالفيديو لتدحض فرضية اعتقاله ميتا، وتؤكد مقتله برصاص الثوار.