مسرح قصر ثقافة أسوان، الذى شهد عام 1986 أشهر تحقيقات للنيابة فى أسوان مع 60 من أعضاء وقيادات الجماعة الإسلامية، المتهمين بحضور خطبة للدكتور عمر عبد الرحمن، فى مسجد الرحمن بالمدينة نفسها، هو المكان الذى أجمع قيادات حزب البناء والتنمية، الجناح السياسى للجماعة الإسلامية، على عقد مؤتمرهم التأسيسى الأول فيه. المؤتمر شهد حضورا أمنيا مكثفا، وبدأ بكلمة عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، عبود الزمر، أوضح خلالها أن مؤسسى الحزب وأعضاء الجماعة الاسلامية خاضوا معركة قضائية، من أجل شهره ونصرة الشريعة الإسلامية، بعد الرفض الذى قوبل به الحزب، من قبل لجنة شؤون الأحزاب. أمين عام الحزب، الدكتور نصر عبد السلام، أرجع رفض الحزب فى لجنة شؤون الأحزاب إلى قضية (الحدود) فى الشريعة الإسلامية، مما دفع قيادات الجماعة إلى تحويل القضية من اللجنة إلى المحكمة الإدارية العليا، وقال «تعرضنا إلى ضغوط شديدة لنغير بعض النصوص والبنود الخاصة بالحزب، فى ما يتعلق بالشريعة الإسلامية، الأمر الذى رفضه علماؤنا ومشايخنا. المتحدث الرسمى للجماعة الإسلامية، الدكتور عاصم عبد الماجد، انتقد من أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، الذين أرادوا بمصر سوءا، بعد أزمة المريناب، من بينهم القس فلوباتير. وقال عبد الماجد «فاجأنا القس بأقوال لا تجوز أن تخرج عن رجل دين، عندما حمل محافظ أسوان مسؤولية ما حدث بالمريناب. وهدده بضربه بما فى تحت قدميه، ما لم يسرع فى بناء كنيسة للمسيحيين بالمريناب، ومطالبته بإقالة المحافظ، وكأن المحافظ قس يمكن شلحه». وأشار عبد الماجد إلى أن الجماعة الإسلامية لم تتدخل فى الأزمة نهائيا، حفظا للعهود والمواثيق، التى يتعامل بها المسلمون منذ عهد عمرو بن العاص فى حماية نصارى مصر. عبد الماجد انتقد إصرار المجلس العسكرى بإصدار قانون عدم التمييز، وقال «هذا القانون لا يقبله أحد ولا يجوز تطبيقه». وعبر عن رفضه شكلا وموضوعا لقانون موحد لدور العبادة الموحد. وشبه المتحدث باسم الجماعة الإسلامية العلمانيين وبعض الإعلاميين فى برامج «التوك شو» فى حديثهم عن الشريعة، ب«الشياطين الذين تحالفوا ضد الإسلام وضد ربنا». وطالب بإتاحة الفرصة للفلول فى الانتخابات البرلمانية لكسر شوكتهم نهائيا. مراهنا على وعى الشعب المصرى لا قانون الغدر. رئيس حزب البناء والتنمية، الدكتور عصام دربالة، أوضح أن هناك حالة تخوف من وصول الإسلاميين إلى السلطة،. مشيرا إلى أن حزبه لديه رؤية سياسية، تعتمد على نظام برلمانى، يقلص سلطات الرئيس القادم. أبرز مؤسسى الحزب، الدكتور طارق الزمر، اختتم كلمات المؤتمر بالحديث عن مراكز التخطيط فى العالم التى تحاول إجهاض الثورة، وقال «إنها تعلم جيدا أن قيام دولة قوية فى مصر يعنى انتهاء طموحها فى المنطقة ونهاية أسطورة إسرائيل من الوجود».