فى سوريا، كل الأطراف تمضى فى مهمتها، سواء كانت إنسانية أو وحشية بوتيرتها المعتادة، فالقتل يسرى بسرعة فائقة، والموقف الدولى يعانى من تلعثم فى الحديث وصعوبة فى الحركة، أما الموقف العربى الرسمى فكعادته كسيح، ضعيف البصر ومنعدم الإحساس، ورغم كل ذلك يمضى الشعب السورى فى روعة نضاله. فبعد 5 أشهر من القمع الوحشى، بدأت الأممالمتحدة تشعر ب«القلق» من العنف فى سوريا وقام أمينها العام بان كى مون، بدعوة الأسد عبر مكالمة هاتفية لضرورة وقف استعمال القوة ضد المدنيين، فى نفس الوقت الذى صرح فيه الأسد بأن سوريا ماضية فى طريق الإصلاح بخطى ثابتة، وذلك خلال استقباله أمس وزير الخارجية اللبنانى عدنان منصور. أما تركيا الحليفة السابقة، فقررت تسليم رسالة «حازمة» للأسد من خلال زيارة وزير خارجيتها أحمد داوود أوغلو، المقررة غدا لدمشق. وقال رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان إن صبر تركيا قد بدأ فى النفاد، مضيفا «ستسلم رسالتنا بحزم.... سوريا مسألة داخلية لأننا نشترك فى 850 كيلومترا من الحدود، ولدينا علاقات ثقافية وتاريخية.... لكن على الجانب الآخر ينبغى أن نسمع ما سيقولونه.. وبالطبع يجب أن نفعل ما يلزم». وردت الرئاسة السورية على الفور بأن أوغلو «سيسمع كلاما أكثر حزما». وفى داخل أراضى سوريا، تواصل قوات الأسد مهمتها، حيث قامت الدبابات فجر أمس باقتحام أحياء بدير الزور شرقى سوريا، وذلك بعد حصارها لعدة أيام لتوقع أكثر من 38 قتيلا، بحسب لجنة تنسيقات الثورة التى أضافت أنه تم إغلاق المستشفيات والجرحى يعالجون فى المساجد، وفى حماة بدأت القوات العسكرية فى الانتشار تزامنا مع تواصل حملات الاعتقال بعديد من المناطق. من ناحية أخرى، نقلت صحيفة «صنداى تليجراف» البريطانية عن نشطاء سوريين أن الهجوم الذى استهدف جنودا تابعين للأسد بحماة الأسبوع الماضى أصبح شبه مؤكد أنه من تنفيذ عناصر مسلحة شاركت فى مقاومة الأمريكيين بالعراق، كما قال معارض سورى إنه على المعارضة أن تتعامل مع وحشية النظام، كما عليها أن تتعامل مع أغبياء، عليهم أن يفهموا أن هذه الاحتجاجات يجب أن تبقى سلمية.