مجددا جماعة الجهاد عادت للظهور مرة أخرى على الساحة المصرية بعد فترة غياب طويلة، ارتبطت كلها بالعمل المسلح، لتصدر بيانا، أمس، تعلن فيه استنكارها لأحداث ماسبيرو، وتنعى القتلى المصريين جميعا، بل وحمّلت مسؤولية، ما سمته «الفتنة»، لفلول النظام السابق، الذين اندسوا وسط المظاهرات السلمية للأقباط، وأطلقوا الرصاص. الجماعة التى غابت منذ أواسط التسعينيات بعد حملة أمنية دموية موسعة ضدها، قادتها الدولة، دعت فى بيانها الأقباط بعدم الانسياق وراء الدعوات التخريبية التى يطلقها أصحاب أجندات ودعوات استعمارية تنمى روح العداء بين الشعوب، وأن الغرب لم يكن فى يوم من الأيام سندا لأحد، والعبرة بالعراق، بحسب البيان. القيادى فى الجماعة والموقع على البيان، نبيل نعيم، قال إن تنظيم الجهاد انتهى فعليا على أرض الواقع، إلا أن هناك أعضاء فى التنظيم يصل عددهم إلى 3000 عضو يطالبون بدور لهم، ويحاولون تقديم أنفسهم بشكل جديد، وطالبوا، بحسب كلامه، أن يمثلهم ويتحدث باسمهم، كونه أحد القيادات القديمة للتنظيم. نعيم أوضح أنه يحاول إعادة تجميع الأعضاء السابقين فى التنظيم، فى شكل تجمع سياسى، والمشاركة فى الحياة العامة بأطروحات سياسية جديدة، نافيا عزمه إنشاء حزب سياسى، معللا ذلك بقلة عدد الأعضاء، ويرى أن حمل السلاح لم يعد له ما يبرره الآن، إذ إن الجهاد له أهدافه، فإن تحققت دون سلاح سيكون أفضل. القيادى فى تنظيم الجهاد صالح جاهين، قال إن بيان نعيم لا يعبر إلا عن نفسه، وأنه لا يمثل التنظيم، مشيرا إلى أن تنظيم الجهاد فعليا لم يعد موجودا، وانطوت صفحته تماما، الباحث فى مركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» على عبد الحميد، رأى بدوره أن مشكلة تنظيم الجهاد تكمن فى أنه عبارة عن مجموعات، بينها تباين فكرى، وفقهى، وأيديولوجى، وأن القاسم المشترك بينها هو فكرة الجهاد. معتبراً أن الثورات العربية السلمية كانت بداية نهاية الفكر الجهادى القاعدى فى العالم.