محكمة جنايات القاهرة قررت أمس برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله وقف نظر قضية «موقعة الجمل» المتهم فيها 23 من رموز النظام السابق بقتل المتظاهرين فى يومى 2 و3 فبراير الماضى، لحين البت فى طلب الرد الذى تقدم به المتهم مرتضى منصور، مع استمرار حبس المتهمِين: الأول صفوت الشريف، والرابع أحمد فتحى سرور، والسابع يوسف خطاب، والثانى عشر حسين مجاور، والسادس عشر رجب هلال حميدة، والسابع عشر طلعت القواس، والثامن عشر إيهاب العمدة، بالإضافة إلى سعيد عبد الخالق ومحمد عودة، وسادت حالة من الغضب بين المتهمين داخل القفص بسبب طول فترة حبسهم واستمرارها بسبب طلب الرد، وردد أقاربهم هتافات «منك لله يا مرتضى». محمد أبو العينين ارتدى بدلة زرقاء، وبمجرد أن دخل القاعة طلب قهوة وأخذ يدخن السجائر بشراهة، بينما عائشة عبد الهادى حضرت وهى ترتدى بدلة زرقاء بعد البدلة الصفراء التى ارتدتها فى الجلسة السابقة، كما انضم إبراهيم كامل وحسن التونسى ومحمد الغمراوى بعضهم إلى بعض على أحد المقاعد فى حديث ضاحك لمدة قاربت ربع الساعة، وعندما جاء دور المتهم العاشر مرتضى منصور توجه أحد المحامين إلى المنصة وقال إن مرتضى لم يحضر وإنه تقدم بطلب لرد هيئة المحكمة، إلا أن المحكمة قالت له إنه لا يجوز حضور دفاع عن متهم غائب وأمرته بالجلوس واستكملت إثبات حضور باقى المتهمين، وعندما جاء دور رجب هلال حميدة قال «حاضر يا افندم وأنا متمسك بهذه المحكمة ولا أريد ردها» ثم دخل فى وصلة بكاء. المحكمة استمعت إلى شهود النفى الذين طلبهم دفاع المتهمين وبدأت بسماع صفوت محمود موظف بحى جنوبالجيزة، الذى أشار إلى أنه يعرف المتهم السابع يوسف خطاب لأنه يسكن فى دائرته الانتخابية، وأنه متهم فى «الجمل»، فقالت المحكمة «مافيش حاجة اسمها جمل، اسمها متهم بالتحريض على متظاهرين». وأوضح الشاهد أنه كان موجودا بميدان مصطفى محمود يوم 2 فبراير للدعوة إلى الاستقرار وعدم التخريب وكان بالميدان عدد من الشخصيات العامة بينهم مرتضى منصور وبعض الفنانين. ثم استمعت المحكمة إلى أقوال شاهد النفى إبراهيم كامل عمار الذى قال إنه كان من مؤيدى يوسف خطاب فى الانتخابات، وإنه كان موجودا ضمن من حضروا من نزلة السمان إلى ميدان مصطفى محمود وتوجه إلى باب كلية التجارة بجامعة القاهرة قبل توجهه إلى ميدان مصطفى محمود، وأنه رأى هناك المتهميْن (شريف والى ووليد ضياء الدين) وحسن شحاتة والجهاز الفنى للمنتخب الوطنى وعددا من الفنانين وسيد جوهر، وأوضح أنه كان يريد أن تتوقف أعمال التخريب ويعود الاستقرار، ولم يطلب منه أحد التوجه إلى «مصطفى محمود»، ولاحظت المحكمة أن الشاهد يجيب عن الأسئلة قبل انتهاء المحكمة من السؤال بالنفى، فقالت له «أنا لسه ماكملتش السؤال.. إنت كل حاجه تقول لأ لأ؟». واستمعت المحكمة إلى أقوال شاهد النفى الثالث الذى طلبه دفاع خطاب وهو فرجانى سلامة صاحب شركة سياحة، الذى فجر مفاجأة عندما قال إنه توجه من نزلة السمان إلى محافظة الجيزة يوم 2 فبراير للمطالبة بهدم السور الذى بُنى حول الأهرامات مع 500 شخص من أهالى النزلة فخرج أحد المسؤولين بالمحافظة وقال لهم «مطالبكم مش عندنا روحوا ميدان مصطفى محمود»! فتوجهوا إلى ميدان مصطفى محمود وكان معهم 3 جمال و9 خيول وعدد من الكارتَّات، وبعض الناس ضللوهم ليعودوا إلى نزلة السمان عن طريق كوبرى أكتوبر وصولا إلى منطقة ماسبيرو ثم جامعة القاهرة ومنها إلى النزلة، إلا أنهم ضلوا الطريق ووجدوا أنفسهم فى ميدان التحرير ولم تمنعهم الشرطة أو الجيش من المرور طوال الطريق، وأوضح الشاهد أن يوسف خطاب تحرك معهم بسيارته من نزلة السمان إلى ميدان مصطفى محمود وأنه ركب جملا فى الميدان ليلتقط صورا تذكارية به، وأن الخيالة الذين توجهوا للتحرير كان معهم عصا لقيادة الدواب وجمشة فقط.