25 مليون شخص مهددون بفقد وظائفهم.. وتوقعات بانخفاض النمو للنصف.. 3 سيناريوهات لفترة ما بعد التعافى.. وغموض الفيروس يحدد النتيجة.. قطاع الطيران مهدد.. والذهب لم يعد آمنا منذ أن بدأ فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، والدول تتخذ إجراءات عدة من أجل الخروج من الأزمة بأقل خسائر بشرية واقتصادية، خاصة بعد الاضطرار لفرض قرارات العزل والانغلاق وتوقف حركة الطيران، من أجل السيطرة على انتشار الفيروس، حتى إن دولًا عدة اضطرت لوقف حركة الطيران الداخلى، هذا الأمر كان له تأثير كبير على الاقتصاد، وفى مقدمتها مجالات النقل والطيران، وبالطبع السياحة، وخلّف فيروس كورونا حتى لحظة كتابة التقرير ما يزيد على 3 ملايين و400 ألف إصابة، تعافى منهم أكثر من مليون، بينما توفى نحو 240 ألف شخص. وتزيد الخسائر الاقتصادية بفعل فيروس كورونا يومًا بعد يوم، بسبب عمليات الإغلاق التى تم فرضها فى الدول الكبرى، فبينما تكافح الهند لإطعام مواطنيها، أغلقت إيطاليا معظم صناعاتها، وتقدم 3.3 ملايين مواطن أمريكى بطلبات للحصول على إعانات بطالة فى أسبوع واحد.وللعمل على الحد من تفشى الفيروس، تم إغلاق جميع المطاعم وتزيد الخسائر الاقتصادية بفعل فيروس كورونا يومًا بعد يوم، بسبب عمليات الإغلاق التى تم فرضها فى الدول الكبرى، فبينما تكافح الهند لإطعام مواطنيها، أغلقت إيطاليا معظم صناعاتها، وتقدم 3.3 ملايين مواطن أمريكى بطلبات للحصول على إعانات بطالة فى أسبوع واحد. وللعمل على الحد من تفشى الفيروس، تم إغلاق جميع المطاعم والفنادق وشركات الطيران والسلاسل العملاقة والمحلات التجارية الصغيرة، حيث أمرت مدن وولايات ودول بكاملها، بإغلاق الشركات غير الضرورية فى محاولة لإبقاء الناس فى منازلهم. وأصبحت إيطاليا -ثالث أكبر اقتصاد فى منطقة الاتحاد الأوروبى ومصدر رئيسى للآلات والمنسوجات والسلع الأخرى- أول دولة غربية متطورة تعطل معظم صناعاتها؛ مما أدى إلى توسيع نطاق الإغلاق على الشركات الصغيرة غير الضرورية لشركات الصناعات الثقيلة، فى الوقت الذى تسرح فيه الشركات الأوروبية العمال بأسرع وتيرة منذ عام 2009، وفقًا لاستطلاعات مديرى الأعمال. أسوأ حالات الاقتصاد منذ 2008 فى عام 2008 ضربت أزمة اقتصادية الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ مما أثر على معظم دول العالم، نظرًا لارتباط الاقتصادات ببعضها البعض، لكن يبدو أن الوضع مع أزمة كورونا سيكون أسوأ بكثير، إذ إن الأممالمتحدة أعلنت أنه يمكن فقدان ما يصل إلى 25 مليون وظيفة أى أكثر مما حدث خلال عام 2008. وفى أوائل مارس الماضى، أفادت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، أن النمو الاقتصادى ربما ينخفض إلى النصف فى حال استمرار انتشار فيروس كورونا؛ مما قد يدفع الاقتصاد العالمى إلى أسوأ حالاته منذ الأزمة المالية العالمية. وقالت المنظمة إن إجمالى الناتج المحلى العالمى سينمو بنسبة 1.5% فقط فى العام 2020، إذا انتشر فيروس كورونا على نطاق أوسع فى جميع أنحاء آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، أى ما يقرب من نصف معدل النمو البالغ 2.9% الذى كانت قد توقعته المجموعة لعام 2020 قبل اندلاع الفيروس، الأمر الذى قد يدفع باليابان وأوروبا إلى ركود اقتصادى. الطيران.. الخاسر الأكبر فى تحليل للاتحاد الدولى للنقل الجوى «الإياتا»، أصدره يوم 8 أبريل الجارى، كشف أن نحو 25 مليون وظيفة معرضة لخطر الاختفاء مع تراجع الطلب على السفر الجوى على خلفية أزمة فيروس كورونا، وذلك بسبب تداعيات الأزمة على اقتصاديات العالم والتى باتت تحتم وقوع كساد اقتصادى عالمى، سواء إذا استمرت إلى ما بعد الربع الثانى من العام الجارى أو انحسرت قبل ذلك. وأوضحت الإياتا، أن حياة نحو 65.5 مليون شخص فى العالم متوقفة على صناعة الطيران، بما فى ذلك قطاعات مثل السفر والسياحة، من بين هذه الوظائف 2.7 مليون وظيفه فى شركات طيران، وفى سيناريو فرض قيود السفر الشديدة التى تستمر منذ 3 أشهر، فإن تقديرات «الإياتا» أن 25 مليون وظيفة فى الطيران والقطاعات ذات الصلة معرضة للخطر فى جميع أنحاء العالم. وتتوزع هذه الوظائف: 11.2 مليون وظيفة فى منطقة آسيا والمحيط الهادى، 5.6 مليون وظيفة فى أوروبا، 2.9 مليون وظيفة فى أمريكا اللاتينية، 2 مليون وظيفة فى أمريكا الشمالية، 2 مليون وظيفة فى إفريقيا، 0.9 مليون وظيفة فى الشرق الأوسط. الذهب لم يعد آمنًا يعتبر الاستثمار فى الذهب، هو الحائط الذى يرتكن إليه عدد كبير من المستثمرين باعتباره القطاع الأقل مخاطرة، كما يعتبر الذهب تقليديًّا ملاذًا آمنًا للاستثمار فى أوقات الشك والاضطرابات. ولكن حتى فى أزمة كورونا، فإن سعر الذهب تراجع لفترة وجيزة فى مارس الماضى؛ مما دفع المستثمرين للخوف من الركود العالمى، خشية أن الانتشار اللا محدود للفيروس سيضرب الاقتصاد العالمى. 3 سيناريوهات للتعافى هل سيتعافى الاقتصاد سريعًا بعد انتهاء أزمة كورونا؟.. فى تقرير نشرته شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، فى أوائل شهر أبريل الجارى، تقول إن ذلك يعتمد كثيرًا على الوضع الذى يتخذه هذا الركود، وهناك 3 احتمالات تحمل شكل أحرف أبجدية على الرسم البيانى، هى حروف: V، وU، وL. ويعد شكل V هو أفضل احتمال فى هذه الحالة، إذ إنه هبوط حاد، ولكن ما يليه هو تعافٍ حاد بنفس القدر، وذلك يعنى أن الاقتصاد سيعود إلى وضعه الطبيعى بنفس السرعة التى شهد فيها هبوطًا، ولكن ذلك يعتمد بشكل كبير على مدى سرعة احتواء الفيروس، ومتى يستطيع الناس العودة إلى العمل. أما بالنسبة لشكل U، فقد يكون أكثر احتمالًا فى هذه الحالة، إذ إن الاقتصاد يتقلص، ثم يهبط إلى الأسفل لوقت ما، قبل أن يصعد مجددًا، ويعتمد الكثير من الاقتصاديين على هذا السيناريو؛ لأن الغموض حول الفيروس لن يختفى بمجرد ليلة، كما أن أصحاب الأعمال والرؤساء التنفيذيين قد يعلقون أى استثمارات فى المستقبل، أيضًا معدل صرف المستهلك -الدافع الأكبر للنشاط الاقتصادى الأمريكى- ربما لن يعود على شكله الطبيعى مباشرة، وذلك يعود إلى فقدان الدخل، بالإضافة إلى العامل النفسى الذى أثر فيه تفشى الفيروس على كفاءة المستهلك. وما يأتى بعد شكلى V وU، فهو السيناريو الأسوأ، وهو شكل L، فقط تخيل عصا الهوكى مع ذيل طويل -شكل المنحنى فى هذه الحالة- وذلك يحدث فى حال عدم احتواء الفيروس، واستمرار ممارسة التباعد الاجتماعى حتى الصيف، ما سيستغرق الأمر بالنسبة للشركات والمستهلكين سنوات للتعافى منه. وهنا تجدر الإشارة إلى أنه بعد الركود الاقتصادى الكبير، استغرق الأمر نحو 4 سنوات للعودة إلى طبيعته، إلا أن الكساد الكبير كان أشد من ذلك، إذ استمر ل10 سنوات. ولحسن الحظ، معظم الاقتصاديين لا يتوقعون هذه النتيجة، لكن الأمر بكامله لا يزال غير مؤكد، ويعتمد بشكل كبير على أمر غامض كثيرًا، أى فترة انتشار الفيروس.