عودة الهيبة للمدرسة.. تعليمات رئاسية بالانضباط والقيم الأخلاقية    رئيس جامعة العاصمة: سخرنا كل إمكانات الجامعة لتقديم نسخة عالمية للمنتدى العربي الروسي    "مهندسون وفنيون".. 19 فرصة عمل جديدة بشركة صناعة الأنابيب    "تعليم القاهرة" تشدد على ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء بالمدارس    قرارات مهمة من محافظة القاهرة خاصة بالتصالح في مخالفات البناء    اتحاد شركات التأمين: تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي خطوة استراتيجية لتطوير السوق    رئيس الوزراء يتابع ملفات عمل الإنتاج الحربي    أيمن العشرى: أكثر من 700 ألف تاجر وصانع ومؤدي خدمة بغرفة القاهرة التجارية    البورصة المصرية تربح 16.8 مليار جنيه بختام تعاملات الأحد 7 ديسمبر 2025    الحكومة تعلن استعادة النظام في بنين بعد محاولة انقلاب فاشلة    نتنياهو: المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة ستبدأ قريبًا.. وستكون أكثر صعوبة    مصر: استمرار السعي للتنسيق مع الأطراف المعنية لتثبيت وقف إطلاق النار بغزة    الدوري السعودي يخطط لضم 4 لاعبين من ريال مدريد    محمد صلاح يحرج الإعلام الإنجليزي ويضرب مثال بهاري كين    لوبيتيجي مدرب قطر: فرصة التأهل ليست بأيدينا وكأس العرب كانت فرصة لاكتساب الخبرة    نور الشربيني تحصد بطولة هونغ كونغ للإسكواش    وليد الفراج لمحمد صلاح: أنت أعظم مصري وعربي في تاريخ كرة القدم    الأهلي يستغل الشرط الجزائي للتعاقد مع المهاجم الأردني يزن النعيمات    أمن القليوبية يكشف حقيقة سرقة جثث الموتى من داخل مقابر الخصوص    تحسن الأحوال الجوية فى سانت كاترين وعودة الشمس بعد موجة الطقس السيئ.. صور    إصابة 14 عاملا إثر انقلاب سيارة ميكروباص أعلى الطريق الصحراوي الغربي بالعياط    تحرير 8 محاضر ضد مخابز بلدية مخالفة بدسوق    السيطرة على حريق جراج سيارات فى مدينة 6 أكتوبر    جثمان السيدة المقتولة على يد زوجها يغادر المشرحة لدفنها بمقابر القليوبية    رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروع إحياء وتطوير حديقتي الحيوان والأورمان    لبلبة في جلسة حوارية بمهرجان البحر الأحمر 2025.. غداً    كلهم بيحبوا مودى!.. أيمن سلامة وحرفنة تغيير بوصلة الممثل    إلهام شاهين رئيسا شرفيا لمهرجان شرم الشيخ للمسرح في دورته ال11    وزير الصحة يعلن الوضع الوبائى لإصابات الأمراض التنفسية فى مؤتمر بعد قليل    مدير فرع الرعاية الصحية بالأقصر يتفقد مستشفى إيزيس الدولى لمتابعة خدمة المواطنين    باحث يرصد 10 معلومات عن التنظيم الدولى للإخوان بعد إدراجه على قوائم الإرهاب    توتر داخل جهاز الموساد بعد تعيين جوفمان ..والاحتلال يزعم اعتقال 70 مستوطنا تورطو بأعمال عنف    وزارة التضامن: فريق التدخل السريع تعامل مع 519 بلاغا خلال شهر    روجينا تعلن انطلاق تصوير مسلسل حد أقصى رمضان 2026 .. "بسم الله توكلنا على الله"    واحد من الناس يكشف كواليس أعمال الشريعي الموسيقي وسر خلافه مع الابنودي.. اليوم وغد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 7-12-2025 في محافظة الأقصر    المديريات التعليمية تطلق مبادرة جسمى ملكى لا تلمسه لطلاب المدارس    وزير الخارجية يلتقي نظيره السوري بمنتدى الدوحة ويؤكد على رفض أي محاولات للمساس بأمن سوريا    "اكتشفها وساعده".. الصحة تكشف عن أعراض تدل على إصابة الطفل بالاكتئاب    جامعة بني سويف تحقق إنجازًا جديدا بإجراء أول عملية لتقشير أورام الجهاز الهضمي بالمنظار دون جراحة    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 70 ألفا و360 شهيدا    الجزار: كأس العالم للأندية سبب تعثر انتقالي إلى الأهلي.. ووقعت للزمالك من قبل    وزير الثقافة يصل إلى أذربيجان للمشاركة فى أسبوع باكو للإبداع    مرض غامض يمنع الشيخ طه الفشن من الكلام.. اعرف الحكاية    بعد الخروج من الدوري المكسيكي.. راموس: هذه مباراتي الأخيرة مع مونتيري    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    هل ثواب الصدقة يصل للمتوفى؟.. دار الإفتاء تجيب    التطرف ليس في التدين فقط.. موضوع خطبة الجمعة المقبلة    وزير الري: التحديات المائية لا يمكن التعامل معها عبر الإجراءات الأحادية    تعويض حوادث المركبات.. خطوة بخطوة وفق قرار الرقابة المالية الجديد    ننشر الدليل الإرشادى للحافز الاستثمارى النقدى لدعم المشروعات الصناعية فى مصر    روسيا تشن هجوما جويا ضخما لليلة الثانية على التوالي على الأراضي الأوكرانية    رئيس جامعة سوهاج يتحدث عن المبادرة الرئاسية "تمكين" لدعم الطلاب ذوي الهمم    محمد السيد يتوج بذهبية كأس العالم للسلاح بعد اكتساحه لاعب إسرائيل 15-5    هيئة الرقابة المالية تلزم شركات التأمين بإمساك بعض السجلات    النقاش مع طفلك والاستماع له.. إنقاذ له من التحرش !!!    وصفات طبيعية، لعلاج التهاب الحلق بدون أدوية    دعاء الفجر| اللهم ارزقنا نجاحًا في كل أمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لبنى عبد العزيز: أنا زاهدة في النجومية.. وأرفض العودة للتمثيل رغم «الفلوس الكتير»
نشر في التحرير يوم 17 - 04 - 2020

والدى أجبرنى على قراءة الأهرام.. وجاب لى شيخ يعلمنى عربى، واشتغلت فى الإذاعة وعمرى 10 سنوات.. وقدمت برنامج تليفزيونى بأمر عبد الناصر، وإحسان عبد القدوس خطفنى من المسرح.
تلقائية وبسيطة لدرجة تجعلك تحب الحياة، وتتمتع بخفة ظل ليس لها حدود، حكاياتها تشعرك بالحنين إلى زمن الفن الجميل، وتتمنى أن تعيش فيه للحظة، هى طاقة فنية هائلة تمشى على الأرض، عملت مذيعة، وكاتبة صحفية، وممثلة جسدت كل الأدوار، وارتبط اسمها بأشهر قصص الحب على الشاشة، وغنى لها العندليب "أنا مشغول عنك بيكى، وما ليش إلا إنتى وسيرتك، قلبى يكلمنى عليكى، وأنا أكلم عنك صورتك"، بينما غنى لها فريد الأطرش "مش كفاية يا حبيبى مش كفاية، ابتسامك أو سلامك مش كفاية"، وخطفت عقل رشدى أباظة، ووقفت أمام عمالقة السينما، وتركت بصمة فى كل أعمالها، تعلق بها الجمهور، ودخلت قلبه بلا استئذان، وتربعت على عرش قلوب محبيها.
هى الجميلة، و"جولييت جاردن سيتى"، وقطعة "المارون جلاسيه"، وأبدعت فى كل الأدوار، والوحيدة التى يعرفها الجمهور بأسماء الشخصيات التى قدمتها هى "سميحة" فى "الوسادة الخالية"، و"أمينة" فى "أنا حرة"، و"جهاد" فى "وإسلاماه"، وهى "هاميس" فى "عروس النيل".. إنها النجمة الشهيرة لبنى عبد العزيز، التى فتحت قلبها فى
هى الجميلة، و"جولييت جاردن سيتى"، وقطعة "المارون جلاسيه"، وأبدعت فى كل الأدوار، والوحيدة التى يعرفها الجمهور بأسماء الشخصيات التى قدمتها هى "سميحة" فى "الوسادة الخالية"، و"أمينة" فى "أنا حرة"، و"جهاد" فى "وإسلاماه"، وهى "هاميس" فى "عروس النيل".. إنها النجمة الشهيرة لبنى عبد العزيز، التى فتحت قلبها فى حوار ل«التحرير».
بدأتِ مشوارك الفنى فى مرحلة الطفولة.. كيف كانت التجربة؟
البداية جاءت فى الإذاعة، ولم يكن عمرى يتجاوز العاشرة، من خلال برنامج "ركن الأطفال"، الذى كان يُذاع على موجات البرنامج الأوروبى، وقدمت أيضًا برنامجًا للأطفال.
وماذا عن مسرح الجامعة؟
قدمت مسرحية "الشقيقات الثلاث"، ورغم أنها من إنتاج الجامعة الأمريكية، وكان إنتاجًا بسيطًا إلا أنها أحدثت ضجة فى الصحافة والمجتمع، وكان يشاهدها سفراء وكبار الكتاب وكتب عنها "رشاد رشدى" 4 صفحات فى "آخر ساعة"، وكذلك "فتحى غانم"، وكان الدور مميزًا والتمثيل جيدًا، وفيما بعد قدمت للمسرح "سكر هانم".
بحكم دراستك فى الجامعة الأمريكية.. هل واجهتِ صعوبة فى اللغة العربية؟
كانت اللغة العربية مقررًا علينا دراستها، وكان والدى يرغمنى على قراءة جريدة الأهرام وروايات توفيق الحكيم وطه حسين، وجاب لى شيخ يعلمنى عربى أنا وأختى، والعربى بتاعى كان ركيك بس عمره ما كان مكسر زى "الخواجات"، لكن ليس بإتقان دارسى الأزهر مثلا.
كيف كانت علاقتك بالرئيس عبد الناصر؟
كنت متحمسة للرئيس عبد الناصر؛ لأنه وطنى، وأنا طالبة فى الجامعة الأمريكية جاء ليلقى حديثًا، وطلب منى عميد الجامعة أن أقدمه، وبعدها بفترة جاء مرة أخرى، وطلب "عبدالناصر" من العميد أن يقدمه نفس الشخص الذى قدمه فى المرة الأولى، وشعرت حينها بفرحة كبيرة، وكان يشجع الفن، والسينما كانت مزدهرة، وكنت أشعر أن هناك "ودا" بيننا، وفى تلك الفترة طلب منى "أمين حماد"، رئيس الإذاعة والتليفزيون تقديم برنامج "قالى: الريس عبد الناصر عايزك تطلعى على التليفزيون"، وبالفعل قدمت برنامجًا من إعداد مفيد فوزى.
ما فكرة ذلك البرنامج؟
برنامج اجتماعى اسمه "الغرف المضيئة"، ذهبت فيه لزيارة فى سجن النسا، ونقلت حكايات المساجين على الشاشة، والجريمة التى أتت بهن للسجن، وحلقة أخرى عن الناس الذين يجلسون على المقاهى، وقدمت 3 حلقات فقط، وكانت كلها مشوقة، ولم نكمل لأنى سافرت مع زوجى لأمريكا، لكن ما زلت أعتز بها، وكانت أفكار مفيد فوزى مميزة.
هل أحببتِ العمل كمذيعة؟
فى الواقع، كان مفروضًا علىَّ من رئيس الإذاعة والتليفزيون، "والريس كان عايز كده"، وكان مفيد فوزى صديقًا، وأصروا على كده رغم أن المنتج رمسيس نجيب نصحنى إنى معملش تليفزيون، لكن رغبت أن أكون عضوا ممن يناقشون المواضيع الاجتماعية، وقبلت مع أن الأجر كان ضئيلا جدًّ، وأكتب مقالة فى الأهرام منذ نحو 20 سنة كل أسبوع، بالرغم من أنه يعرض علىَّ سيناريوهات كتير مقابل فلوس كتير، وما بتعجبنيش؛ لأن عمرى ما كانت الفلوس أو الشهرة والأضواء هدفى، كان هدفى الوحيد هو التمثيل.
ماذا عن الرئيس السادات؟ وهل دار حوار بينكما؟
أجريت حوارت مع كل أعضاء الثورة، وذهبت للرئيس السادات فى منزله، وأجريت معه حوارًا للإذاعة، ولفت نظرى أنه لماح وشديد الذكاء.
كيف بدأت رحلتك مع الكتابة وعملك كمحررة فى جريدة الأهرام؟
كان عندى شىء من الموهبة فى الكتابة، لكن لم أفكر فيها، كان كل تركيزى فى التمثيل، وكل كتاباتى كانت فى المدرسة والجامعة، وفى بعثة "الفولبرايت"، وعندما كنت فى أمريكا طلبوا منى فى الأهرام أن أرسل لهم مجموعة أخبار ومقالات، وكنت أرسلها لوالدى، وهو صحفى بالأهرام، ويقوم بترجمتها من الإنجليزية للعربية، وعند عودتى طلبت منى الأهرام مقالا عن الفرق بين الاستديوهات الأمريكية والمصرية.
وذهبت إلى "ستوديو النحاس"، وفوجئت بمصور يلتقط لى عدة صور، وبعدها بأسبوع فوجئت بشركة إنتاج يملكها رمسيس نجيب وجمال الليثى تتصل بى وتعرض على المشاركة فى ثلاثة أفلام، وفوجئت بالعرض، وفى ذلك الوقت كنت أعمل بالإذاعة بجانب التمثيل فى مسرح الجامعة، لكن لم أفكر فى بالسينما، وكان العمل بها غير مرغوب فيه فى المجتمع، لكن قبل عودتى من السفر تأكدت أن التمثيل ليس شيئا مهينا كما يعتقد مجتمعنا، والبلاد الغربية تمنح الممثلين ألقابًا ملكية، إذا التمثيل مهنة شريفة، والممثل يتفانى فى فنه الذى يقدمه بكل حواسه من صوت وتعبيرات وإحساس، ومن هنا احترمت السينما والتمثيل.
كيف كانت كواليس أول أفلامك "الوسادة الخالية"؟ وماذا عن عبد الحليم حافظ؟
كان إحسان عبد القدوس جارى، وصديق والدى، هو وعائلته، وكان يشاهد المسرحيات التى أقدمها فى الجامعة الأمريكية، ودائمًا ما يشجعنى "كان لما يشوفنى فى الشارع أو فى البيت أو راجعة من الجامعة يقولى: لازم تمثلى، وعرض عليا رواية (أنا حرة) قالى: دى قصتى وقصتك"، إلى أن التقيت الفنان عبد الحليم حافظ فى "عزومة غدا" بمنزل الإذاعية تماضر توفيق، وصارت بينا علاقة صداقة من قبل أول أفلامى معه وهو "الوسادة الخالية" لإحسان عبد القدوس "اللى خطفنى من المسرح للسينما"، ومن إخراج صلاح أبو سيف، كما اشترطت على شركة الإنتاج، حقق الفيلم نجاحًا رهيبًا، وأصبحت قصة الحب التى جمعت بين "سميحة" و"صلاح" واحدة من أشهر قصص الحب على الشاشة الكبيرة، وخلف الكواليس كان عبد الحليم "ظريفًا جدا"، وبعده قدمت فيلم "أنا حرة"، وتوالت الأعمال.
شاركتِ رشدى أباظة عدة أفلام.. فماذا عنه؟
قدمت معه 5 أفلام، وكان بيعاملنى بمنتهى الذوق، وعندما كنت أذهب للاستديو أجد غرفتى "مليانة ورد" الذى كان يرسله لى رشدى أباظة، وعندما يرانى يقف وينحنى مُقبلا يدى "أعتقد أن السبب فى أن كل الستات كانت بتحبه إنه كان بيحب كل الستات"، وهو فنان قدم كل الأدوار لكل فئات المجتمع، وكان إنسان بمعنى الكلمة، ويعامل الجميع معاملة متساوية، كان جميلا شكلا وموضوعًا وأخلاقا وكريما وعنده ذوق.
هل أصابتك لعنة الفراعنة فى فيلم «عروس النيل»؟
عندما بدأنا تصوير الفيلم أصبت بالتهاب رئوى، ومكثت فى المستشفى لمدة شهرين، وكان المنتج يدفع إيجار الاستديو والديكور جاهز "قال أنا هفلس بالطريقة دى"، وغادرت المستشفى وكان يرافقنى دكتور أثناء التصوير "لدرجة أن السرير بتاعى كان على جنب الكاميرا، وكان كل شوية الدكتور يقيس النبض أو يدينى حقنة، "وكانت "هاميس" فى بعض مشاهد الفيلم "بتمشى حافية، وكنت كل شوية يدخل مسمار فى رجلى"، ولم تتوقف اللعنات، إذ سقط فوق رأسى "كرين الكاميرا بالمصور"، وكانوا كل شوية يجيبولى الإسعاف، وكل يوم أسمع إن حد من العاملين فى الفيلم توفى أحد أقاربه، وتعطل التصوير، وكنا كل يوم تصوير خايفين، ومش عارفين هيحصل لنا إيه، وأعتقد أنها لعنة الفراعنة.
ماذا عن فريد الأطرش؟
كان يتمتع بطيبة وكرم غير عادى، وكان بيته مفتوحًا دائمًا، ويرحب بالجميع، ويحب إن الناس تاكل فى بيته، لكنه فى الحقيقة كان يشعر باضطهاد من جهة معينة فى الوسط الفنى، وأحمد مظهر هو فارس فى كل شىء، ويتمتع بالشهامة واللطف والعمل معه كان ممتعا، أما عمر الشريف فلم يكن بينا اختلاط شديد، لكنه يتمتع بأخلاق عالية، وقدمت معه فيلما واحدا، وكان فى منتهى الدقة.
كانت معظم أعمالك من إنتاج رمسيس نجيب.. فماذا عنه؟
مفيش شك إنه أقدر واحد عرفته، كان "فاهم سينما"، ويهتم بكل شىء، الإضاءة، وتوجيه المصور، وكون نفسه بنفسه، وأكثر من كان يجذبنى إليه أنه وطنى جدًّا، حريص، يشارك فى مهرجانات بأفلام كبيرة تشرف مصر، ولم يكن هدفه الأول "شباك التذاكر"، وكنا فى عصر ينتج أفلامًا كثيرة، وننافس الهند فى عدد الأفلام، لكن الآن الهند تتنتج نحو 1500 فيلم فى السنة ضعف ما تنتجه هوليود مرتين، ونحن تراجعنا للأسف وبشدة، حصل لنا مطب ولسه ماطلعناش منه، كنا بنعيش فى عصر ذهبى، ونفسى مجد السينما يرجع تانى، ونبقى فى الأوائل وقادة للحركة الفنية".
ما رأيك فى حال السينما الآن؟ ولمَ ابتعدتِ عنها؟
أنا أجهل السينما حاليًّا، وحاولت أن أتتبعها، لكنى تعبت وزعلت، وبطلت أتابعها "مش بشوفها خالص"، حتى عندما أكتب مقالا عن فيلم يكون أجنبيا ومميزًا، قد حصد إحدى جوائز الأوسكار، وأتذكر أننى تلقيت عرض فيلم من المخرجين يوسف شاهين وخالد يوسف واعتذرت، وقرأت حاليًّا جزءًا من سيناريو، واعتذرت أيضًا، أنا لا أسعى للظهور وكسب المال، أحب أعمل حاجة لها قيمة وتدوم، ولها تأثير حتى لو مشهد واحد، عندما قدمت آخر أفلامى "جدو حبيبى" مع محمود ياسين أعجبنى غرام الشيخوخة وأن الجدة لها أثر أكثر من الأم و"جدتى"، كان لها أثر فى حياتى، والدور كان يتمتع بقدر من الرقة والنبل، لكن مش كل دور أعمله، ولو اشتغلت لازم اشتغل حاجة ليها أثر وإنتاج كبير، ومفيش ده النهاردة.
أفهم من كلامك أن الإنتاج من ضمن أسباب عزوفك عن السينما؟
فى مشهد فى فيلم "عروس النيل"، عندما ضحت "هاميس" بروحها فى النهر كان إنتاجه "تمن فيلم لوحده"، الأفلام كانت "مخدومة ومصروف عليها من كل العناصر سواء قصة أو سيناريو أو ملابس"، وكان الفيلم مليئا بالممثلين المساعدين منهم شويكار وفؤاد شفيق وعبد المنعم إبراهيم، وفى بعض الأحيان يكونون أهم من النجم والنجمة فى العمل، وما زلنا نذكر المليجى والقصرى ومارى منيب وزينات صدقى وننسى الأبطال.
هل توافقين على الظهور ضيف شرف فى مسلسل على سبيل المثال لعادل إمام؟
حسب الدور وما أضيفه للرواية والتمثيل، أنا لا أرفض لمجرد الرفض، لكن كل الأدوار التى رفضتها "حسيت إن أى حد ممكن يعملها وبتراجع"، لكن أنا لا أكرر نفسى، وللأسف لدى طاقة فنية لم تستغل؛ لأنى فى شبابى تركت المجال وأنا فى وهج قمتى.
ما الذى دفعك للسفر وترك التمثيل فى فترة شهدت تألقك فنيًّا؟
سافرت مع زوجى أمريكا، حيث كان يدرس، وكنت قد وقعت عقود ثلاثة أفلام فى أوائل السبعينيات، لكنه طلب منى البقاء معه وعدم الرجوع إلى مصر، وبعد تفكير رأيت أن من واجبى البقاء مع الزوج، وضحيت بالمهنة والعشق للفن من أجل عائلتى.
ما الدور الذى كنتِ تتمنين تجسيده ولم تسمح الظروف؟
كنت أحب أن أجسد أدوارًا تاريخية أثرت ونهضت بمجتمعنا، وتمنيت تقديم شخصية هدى شعراوى أو مى شاهين، لكن "ماحصلش قسمة"، وكان عندى أفكار كتير، يعنى فيلم "وإسلاماه" كان فكرتى.
هل شعرتِ بالندم على قلة أعمالك الدرامية فى التليفزيون؟
قدمت مسلسلا فقط، وكان دورًا مختلفًا عن ما قدمته فى السينما، وهو دور لشخصية شريرة؛ لذلك وافقت عليه، وعرضت علىَّ مسلسلات عديدة، ولم أشعر بالراحة فى العمل بالتليفزيون، "لما بشوف نفسى فى دور بعمله"، وأنزعج من بعض مسلسلات رمضان التى بها حوار مؤذٍ أو مخدرات وراقصات، وأشعر بعدم احترام للشهر الكريم، وأنه شهر واحد فى السنة، وليس بالضرورة أن نقدم عملا دينيًّا أو تاريخيًّا، ولكن عمل به نبل ورقى وشىء من الإيمان يعدل مجتمعنا ويجعلنا أفضل، ولا يكون التركيز على البيع والانتشار.
هل تشاهدين أفلامك؟ وما الأقرب إلى قلبك؟
لا أحب مشاهدة أعمالى، وأنزعج عندما أشاهدها، لما بنتى كانت تضغط عليا أتفرج على نفسى ببقى زعلانة ومتنكدة بحس إنى كان ممكن يكون عندى أحسن من كده ومختلف وأفضل، كنت دايما عايزة الأحسن، والفيلم الأقرب لقلبى كان "هى والرجال" لإحسان عبدالقدوس الذى قدمت له 4 روايات.
على أى أساس كنتِ تختارين أدوارك؟ وهل كانت تشغلك المنافسة مع فنانات جيلك؟
كنت أختار التنويع وتقديم أدوار مختلفة فى كل مرة مثل سناء جميل التى كانت تجيد كل الأدوار، وقدمت الكوميديا والدراما، وأعتبرها "مثل"، وأنا موهبتى ودراستى هى التمثيل مش النجومية، أنا زاهدة فى النجومية، وكنت أريد ممارسة موهبتى، وحسب دراستى هناك فارق بين الممثل والنجم، وتعلمت فى الجامعة أن الموهبة مثل العضلة فى الجسد، لو لم تتمرن سوف تضعف وتصبح نفس الحجم، لذلك بعد فيلم "الوسادة الخالية" أطلقوا عليا ألقاب زى "جولييت جاردن سيتى"، و"قطعة المارون جلاسيه".
وكان لا بد من تغيير الدور الذى عرفنى به الجمهور فى "الوسادة"، وكنت أحرص على ذلك، وما زال الناس يذكرون أسماء الشخصيات التى قدمتها مثل "سميحة"، و"جهاد"، و"هاميس"، وفى الحقيقة الناس بتكون مأخوذة اللى بالشخصية اللى على الشاشة مش ب"لبنى عبد العزيز"، وأشعر بالسعادة عندما ينادينى الجمهور بأسماء شخصياتى، وبمناسبة الأسماء أنا من اختارت اسم "ليلى طاهر" و"نادية لطفى"، ودول الأسماء اللى أنا حبيتهم أكتر من أسمى.
كانت تربطك علاقة صداقة بالراحلة نادية لطفى، حديثنا عنها؟
كنت أحرص على زيارتها فى المستشفى وأرسل لها الورد، كانت جميلة وطيبة وممتازة، وحزنت على وفاتها حزنا كبيرا، واشتريت لها علبة دواء من أمريكا، وعند عودتى كانت هى فى العناية المركزة، ماقدرتش أوصلها الدواء، وكل ما أشوف العلبة أفتكرها وأبكى عليها، تعلقت بها، وأحببتها، كانت بتحب كل الناس، وعمرها ما اشتكت لى من حد.
ونفس الحزن كان عند وفاة "ماجدة"، وصدمة بالنسبة لى، وبدأت علاقة صداقة بيننا عندما أرسلت لها تهنئة من أمريكا بعد دورها فى فيلم "جميلة بو حريد"، وبعد عودتى كنا نتبادل الزيارات، وكانت كريمة فى مشاعرها، وظلمت فى الوسط الفنى إلى حد ما، وكنت معجبة بكفاحها، فهى بجانب التمثيل أنتجت أفلامًا، وتعتبر المنتجة الوحيدة المصرية بعد "آسيا" اللى كافحت فى ميدان السينما، وتوفقت.
ماذا عن عائلتك؟ وهل لإحداهن ميول فنية؟
لدى ابنتان هما "سارة" و"مريم"، تقيمان فى أمريكا، ونتبادل الزيارات، لكنى اخترت العيش فى بلدى، والمكان الذى أحب أن أنهى حياتى فيه، و"سارة" كانت ممثلة عظيمة فى المدرسة والجامعة، وموهوبة، لكن مفيش "غية"، فضلت الزواج بعد تخرجها من الجامعة، وعندى 3 حفيدات، وأقدر أقول إنها أعظم أم شوفتها فى حياتى، لو كانت مثلت كانت كسرت الدنيا ويا ما فيه ممثلين ومطربين ماشيين جنبنا فى الشوارع، واحنا مش عارفين، منهم من لم يمتلك الفرصة أو الرغبة، واللى بيكافح بيوصل، لكن غير كده يغنى فى البيت أو تحت الدش.
هل نالت لبنى عبد العزيز التكريم المناسب؟
الرئيس عبد الناصر منحنى وسام النيل، واعتذرت عن العديد من التكريمات، وكرمت من كل الأماكن ما عدا "الإذاعة" التى أعمل بها وأنا عمرى 10 سنوات، و"الأهرام" التى قضيت حياتى فيها، فى الوقت الذى كرمت فيه من "الأخبار" و"الجمهورية" و"روزاليوسف"، وأشكر كل الناس اللى يفكروا فيا وفى تكريمى، وبقيت أعتذر عن التكريم".
لماذا تعتذرين عن التكريم وتتجنبين الظهور فى الإعلام؟
دائما ما أعتذر عن التكريمات والحوارت الصحفية أو الظهور فى البرامج؛ لأنى خجولة جدًّا، ولا أحب الحديث عن نفسى، وأضطر بعد إلحاح كبير تلبية لرغبات البعض، لكن خلاص مش قادرة أتكلم عن نفسى وعن الماضى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.