أسعار البيض اليوم 18 مايو    أسعار الأسماك اليوم 18 مايو بسوق العبور    التموين توضح سعر توريد أردب القمح وجهود الدولة لتحقيق الأمن الغذائي    برلماني: مشروع قانون منح التزام المرافق العامة لإنشاء وتشغيل المنشآت الصحية يساهم في تحسين الخدمة    فصائل فلسطينية: استهدفنا دبابة إسرائيلية من طراز ميركافا 4 شرق مدينة رفح    زيلينسكي: أوكرانيا ليس لديها سوى ربع الوسائل الدفاعية الجوية التي تحتاجها    رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق يطالب نتنياهو بالرحيل    الأمم المتحدة: لم يبق شيء لتوزيعه في غزة    تشكيل أهلي جدة المتوقع أمام أبها في دوري روشن السعودي    موعد مباراة الترجي والأهلي في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا    مواعيد مباريات اليوم السبت.. الترجي ضد الأهلي وظهور ل«عمر مرموش»    مصر تنافس على لقب بطولة العالم للإسكواش ب 3 لاعبين في النهائي    «دخلاء وطائرة درون» الأهلي يشتكي قبل موقعة الترجي    تسريب أسئلة امتحان اللغة العربية للإعدادية في أسيوط: تحقيق وإجراءات رادعة    حالة الطقس المتوقعة غدًا الأحد 19 مايو 2024| إنفوجراف    النيابة العامة تُجري تفتيشًا لمركز إصلاح وتأهيل 15 مايو (صور)    بكاء والدها وقبلة شقيقها.. أبرز لقطات حفل زفاف الفنانة ريم سامي    في اليوم العالمي للمتاحف.. متحف تل بسطا بالشرقية يفتح أبوابه مجانا للزائرين    طارق الشناوي: العندليب غنى "ليه خلتنى أحبك" بطريقة ليلى مراد ليجبر بخاطرها    مفتي الجمهورية يوضح مشروعية التبرع لمؤسسة حياة كريمة    حادث عصام صاصا.. اعرف جواز دفع الدية في حالات القتل الخطأ من الناحية الشرعية    صحة مطروح تدفع بقافلة طبية مجانية للكشف على أهالي النجيلة    حنان شوقى: الزعيم عادل إمام قيمة وقامة كبيرة جدا.. ورهانه عليا نجح فى فيلم الإرهابي    المستشار الأمني للرئيس بايدن يزور السعودية وإسرائيل لإجراء محادثات    البيت الأبيض: أطباء أميركيون يغادرون قطاع غزة    مؤتمر صحفي ل جوميز وعمر جابر للحديث عن نهائي الكونفدرالية    إرشادات وزارة الصحة للوقاية من ارتفاع ضغط الدم    قبل فتح اللجان، تداول امتحان اللغة العربية للشهادة الإعدادية بالشرقية، والتعليم تحقق    حظك اليوم وتوقعات برجك 18 مايو 2024.. مفاجآة ل الدلو وتحذير لهذا البرج    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. السبت 18 مايو    أوما ثورمان وريتشارد جير على السجادة الحمراء في مهرجان كان (صور)    ناقد رياضي: الترجي سيفوز على الأهلي والزمالك سيتوج بالكونفدرالية    ذوي الهمم| بطاقة الخدمات المتكاملة.. خدماتها «مش كاملة»!    عادل إمام.. تاريخ من التوترات في علاقته بصاحبة الجلالة    عاجل - تذبذب جديد في أسعار الذهب اليوم.. عيار 14 يسجل 2100 جنيه    عاجل.. حدث ليلا.. اقتراب استقالة حكومة الحرب الإسرائيلية وظاهرة تشل أمريكا وتوترات بين الدول    لبلبة تهنئ عادل إمام بعيد ميلاده: الدنيا دمها ثقيل من غيرك    كاسترو يعلق على ضياع الفوز أمام الهلال    خالد أبو بكر: لو طلع قرار "العدل الدولية" ضد إسرائيل مين هينفذه؟    رابط مفعل.. خطوات التقديم لمسابقة ال18 ألف معلم الجديدة وآخر موعد للتسجيل    الحكومة: تراجع تدريجي ملموس في الأسعار ونترقب المزيد بالفترة المقبلة    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    حلاق الإسماعيلية: كاميرات المراقبة جابت لي حقي    إصابة 3 أشخاص في تصادم دراجة بخارية وعربة كارو بقنا    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    مذكرة مراجعة كلمات اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي نظام جديد 2024    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لبنى عبدالعزيز.. تحكى رحلتها من جهاد إلى بلاد العم سام
نشر في صباح الخير يوم 30 - 08 - 2016

خمسة عشر عملا سينمائياً هى كل ما قدمته الفنانة لبنى عبدالعزيز خلال مشوارها الفنى. إلا أنها تركت بصمة واضحة فى عالم الأضواء.
عينان براقتان دائمتا التألق وصوت لا تخطئه إذن، لا اختلاف تلحظه عن تلك الطلّة التى أطلت علينا بها للوهلة الأولى منذ ما يقرب من نصف قرن. تجعلك تتسمر أمام شاشة التليفزيون لتعيش معها حلما نسجت خيوطه من خيال فى «عروس النيل» وتبحث معها عن حرية مفقودة وتحرر مطلوب فى «أنا حرة»، وغير ذلك من عشرات الأعمال عرفنا خلالها «هاميس» أو «أمينة» والأهم أن لبنى عبدالعزيز كانت أحد أقوى الأسباب فى تغيير نظرة المجتمع المصرى المتحفظ إلى الممثلات والفنانين بوجه عام، فهى خريجة الجامعة الأمريكية وابنة أحد البيوت العريقة، وهو ما شكل فارقا واضحا فى النظر إلى الممثل كأحد أقطاب العملية الثقافية فى مصر بعدما كان ينظر إليه على أنه مجرد «مشخصاتي».
• أنتى لولو
ولكن لبنى عبدالعزيز لم يكن دخولها إلى عالم الشهرة من خلال بوابة الفن السابع، ولكنها كانت إحدى علامات الإذاعة المصرية منذ طفولتها واستمرت فى أداء عملها أمام ميكروفون الإذاعة حتى يومنا هذا من خلال برنامجها «أنتى لولو» وهو أقدم برنامج إذاعى مازال يبث حتى الآن، كذلك فقد كانت واحدة من علامات مسرح الجامعة على خشبة قاعة هيوارت خلال فترة دراستها، وتحكى لبنى عبدالعزيز أن بدايتها مع مسرح الجامعة جاءت فى صباح أحد أيام الدراسة، إذ حضرت إلى الجامعة متأخرة وبينما كانت تجرى بين أروقة الجامعة الأمريكية من أجل الوصول إلى هذه المحاضرة لاحظت قيام الأستاذ الذى سيلقى المحاضرة بالجرى هو الآخر بسبب تأخره أيضا، وبالفعل وصل كلاهما إلى قاعة المحاضرة فى نفس التوقيت، ثم سألها الأستاذ عن سبب تأخرها فأجابته بأنه هو أيضا قد حضر متأخرا إلى المحاضرة، فابتسم الأستاذ وطلبها للعمل معه فى مسرح الجامعة بعدما أعجب بجرأتها.
وعلى خشبة قاعة هيوارت قدمت لبنى العديد من المسرحيات العالمية على أيدى عدد من الأساتذة الأمريكيين الذين كانوا يقومون بإخراج هذه المسرحيات، بالإضافة إلى عملهم فى التدريس بالجامعة، وتقول لبنى إن هذه المسرحيات تركت أثرا كبيرا فى المجتمع المصرى وليس لدى طبقة المثقفين الذين كانوا حريصين على حضور مسرح الجامعة الأمريكية حتى إن الدكتور رشاد رشدى الناقد الكبير حينها قام بكتابة أربع صفحات كاملة حول مسرحية الأخوات الثلاثة لأنطون تشيكوف، وهذه المسرحية تحديدا كان من المقرر عرضها لمدة ثلاث مرات فقط ولكن بعد نجاحها وإشادة النقاد، تم مد عرضها لستة أيام كاملة، وكانت هذه الرواية تدور حول حلم ثلاث شقيقات بالذهاب إلى موسكو لتحقيق الشهرة والمجد، ورغم سعيهن الدءوب فإنهن فشلن فى الذهاب إلى موسكو، ولعبت لبنى دور الشقيقة الوسطى «ماشا» وتذكر أن السفير الأمريكى كان حاضرا أثناء تقديم هذه المسرحية وحرص على البقاء بعد انصراف الجمهور لتهنئتها بشكل شخصى كما كتبت الصحافة اللندنية عن هذا الدور تحت عنوان «ماشا.. هى لبنى عبد العزيز كما رسمها تشيكوف».
• الوسادة الخالية
والغريب أن لبنى تصدرت العديد من أغلفة المجلات الفنية رغم أنها كانت لا تزال طالبة لها برنامج إذاعى وتقوم بالتمثيل على خشبة المسرح دون أن يكون لها أدنى علاقة بعالم السينما، وتقول إن بعض المخرجين السينمائيين كانوا يعرضون عليها لعب بعض الأدوار فى أفلامهم إلا أنها كانت ترفض بشكل حاسم بسبب نظرة المجتمع المصرى إلى الفنانين إلى أن لعب القدر لعبته بعد ترشيحها لمنحة دراسية من «الفول برايت» للدراسة بالولايات المتحدة الأمريكية وكان هناك 1000 متقدم لهذه المنحة تم قبول سبعة أشخاص فقط، وكانت لبنى هى الفتاة الوحيدة بينهم، وبالفعل سافرت لدراسة الدراما وحصلت على درجة الماجستير وتقدمت لنيل الدكتوراة إلا أنه بسبب مرض شقيقتها اضطرت إلى العودة للقاهرة، وفور عودتها، طلبت منها جريدة الأهرام كتابة سلسلة مقالات حول استوديوهات هوليوود ومقارنتها بنظيراتها المصرية، ولم تكن لبنى حتى هذه اللحظة قد دخلت إلى استوديوهات مصرية، فاضطرت للذهاب إلى استوديو النحاس بصحبة الأستاذ عثمان العنتبلى رئيس القسم الفنى فى جريدة الأهرام للتعرف على شكل الاستوديوهات المصرية، وهناك كانت البداية السينمائية بعدما شاهدها المنتج رمسيس نجيب، وفور عودتها للمنزل فوجئت باتصال تليفونى منه طلب فيه أن تقوم بالتمثيل فى أحد الأفلام التى يقوم بإنتاجها، إلا أنها رفضت بشكل حاسم، ولكن نجيب عاود الكرة وألح فى طلبه وأخبرها بأنه سيقوم بإرسال ثلاثة سيناريوهات لها، وفى حال إعجابها بالأمر فإنه سيقوم بالتوقيع معها على بطولة هذه الأفلام، وبعد ما تناقشت لبنى مع والدها الذى كان يرحب بهذه الخطوة ويشجعها على خوض التجربة، وهو ما شجعها على قبول التوقيع على فيلم واحد فقط وهو الوسادة الخالية ومنذ لحظات التصوير الأولى تحولت لبنى إلى حديث جميع الصحف والمجلات الفنية.
وتذكر لبنى أن الكاتب موسى صبرى حكى لها أن الأستاذ على أمين قام بكتابة مقال هاجمها فيه بشدة وذلك فى الساعات الأولى من الصباح وقبل أن يرى فيلم الوسادة وذلك بناء على ما أخبره به البعض حول الفيلم الذى لم يكن قد مضى على وجوده فى شاشات العرض أكثر من 24 ساعة، وفى فترة الظهيرة قرر على أمين الذهاب إلى السينما ومشاهدة الفيلم، وفى تمام الساعة السادسة عاد على أمين إلى دار أخبار اليوم وهو فى ثورة عارمة واقتحم المطبعة وطالب العاملين بالتوقف عن طباعة العدد حتى يقوم بتغيير هذا المقال، وبالفعل كتب على أمين مقالا جديدا أشاد فيه بأداء لبنى واصفا إياه بالأسطورى، كذلك وصفها الأستاذ ذكى طليمات على صفحات الكواكب بأنها نجمة قد سقطت من السماء إلى داخل السينما المصرية، ولكن أطرف ما فى ذكريات الوسادة الخالية كان أثناء تصوير مشهد المكالمة بين «سميحة وصلاح»، فبينما كان العمال يقومون بضبط الديكور والإضاءة، استلقت لبنى على السرير وهى عاقدة قدميها خلف ظهرها، وبمجرد مشاهدة المخرج صلاح أبوسيف لها حتى طلب تغيير المشهد والإبقاء على وضع لبنى كما هى، وما أن رأى المنتج رمسيس نجيب هذا المشهد، طلب جميع الموزعين الذين تعاقد معهم على توزيع الفيلم وعرض هذا المشهد عليهم وطالبهم بدفع مبلغ أكبر من المتفق عليه وإلا سيقوم بحذف المشهد، وبالفعل رضخ الموزعون لطلب رمسيس.
ومن الذكريات التى كشفت عنها لبنى عبدالعزيز أنها عندما كانت طالبة تقوم بأداء بعض الحكايات عبر ميكروفون الإذاعة وتقوم بالاستعانة بزملائها فى الجامعة الأمريكية للقيام بالأداء الصوتى لشخصيات الحكاية، ثم تقوم بدفع جنيه نظير هذا التسجيل وهو مبلغ كبير حينها، وفى إحدى هذه المرات كانت لبنى تقوم بالتسجيل ومعها عدد كبير من الأطفال وذلك فى ليلة رأس السنة الميلادية، وفى الاستوديو المجاور كان يوجد الرئيس محمد نجيب لتوجيه كلمة للشعب بهذه المناسبة، وعندما علمت لبنى بوجود نجيب، توجهت على الفور إلى الاستوديو الخاص به، فحاول الحرس الخاص به منعها، ولكن الرئيس لمحها فأشار إلى الحرس بتركها، وبالفعل توجهت نحو الرئيس الذى سألها عن سبب رغبتها فى لقائه فأخبرته بأنها تقوم بتسجيل برنامجها فى الاستوديو المجاور بصحبة عدد كبير من الأطفال، وطلبت منه أن يتوجه معها إلى الاستوديو الخاص بها لتوجيه كلمة خاصة بالأطفال عبر برنامج «أنتى لولو»، وبالفعل وافق نجيب واصطحبها إلى الاستوديو الآخر وقام بتهنئة أطفال مصر بالعام الجديد من خلال ميكروفون أنتى لولو.
حرصت كثيراً أثناء جلستى مع هذا القلب الدافئ على ألا نتحول إلى صحفى وفنان.. صحفى يحاول الحصول على أكبر كم من الأجوبة لأسئلته، وفنان يحاول الإجابة عليه سريعاً كى يتخلص من هذا الواجب الثقيل، ولكنى فى النهاية استخلصت هذه الأسئلة بشكل غير مباشر تماماً، بعد حوارنا الطويل الذى سبق ذكره.
• رسالة من امرأة مجهولة
• أول أعمالك الفنية كان فيلم «الوسادة الخالية»، فما هى ذكرياتك عنه؟
- أتذكر كيف حقق الفيلم نجاحا كبيرا وقت عرضه، شعرت ب «خضة شنيعة» من الأصداء التى حققها الفيلم وارتباط الجمهور به، وخاصة أننى من بيت إلى حد ما مقفول، حتى إننى عندما التحقت بالجامعة الأمريكية وذهبت فى أول يوم ركبى كانت بتخبط فى بعضها، فأول مرة أشوف العدد ده من الصبيان لأننى كنت أدرس فى مدرسة راهبات.
• وماذا عن معاكسات ما بعد الفيلم؟
- فى أول يوم دخلت فيه الكلية، كنت أبحث عن القاعة ووجدت أمامى 7 رجال، فتذكرت تحذيرات الراهبات الدائمة لنا من الصبية، ورغم أنهم كانوا يتحدثون إلا أنهم صمتوا بمجرد مرورى إلى جوارهم، وكنت أعلم أن نظراتهم ظلت تتبعنى، كان الموضوع فى البداية صعباً.
• هل شعرتِ بالرهبة من الكاميرا أو من عبدالحليم.. أثناء تصوير الفيلم؟
- لم أشعر وقتها بالرهبة من وقوفى أمام الكاميرا، أو أمام عبدالحليم، (ضاحكة) بالعكس هو من كان يشعر بالخوف، فعلى جانب التمثيل كنت ممثلة تجيد تقديم مسرحيات عالمية على خشبة مسرح الجامعة، ولم أشعر بالرهبة من الكاميرا، لأننى أتقمص الشخصية وأنسى تماما أننى ممثلة، فمهمتى أن أكون «سميحة» فى «الوسادة الخالية» أو «أمينة» فى «أنا حرة» لذلك ينادينى الجمهور بأسماء الشخصيات التى أجسدها.
• وكيف استقبل الجمهور ظهورك مع عبدالحليم حافظ؟
- الفيلم لاقى إعجاب الجمهور بصورة كبيرة، وعندما ذهبت لمشاهدته فى العرض الخاص وجدت كل من فى السينما فى «اللوج» الذى أجلس فيه، «هدومى اتقطعت وشعرى، اتخضيت» وهو ما تكرر أثناء عرض الفيلم فى لبنان، حيث سقطت على الأرض من كثرة تدافع الناس، ف«الوسادة الخالية» حقق نجاحا «فظيع» وكان أول فيلم لحليم «يفرقع» رغم نجاح أفلامه السابقة، ولكن نجاحها لم يكن بنفس القدر، وأعتقد أن السبب قصة الحب والغرام التى ظهرت بوضوح على الشاشة.
• يعرفك الجمهور ب«هاميس» أو «سميحة»، فهل يضايقك ألا يناديكِ الجمهور باسمك؟
- بالعكس، هذا أفضل لأن الفنان إذا شعر بنجوميته، من الممكن أن يأخذ ذلك من موهبته، فالموهبة أن تكون شخصا آخر، لا أن تكون نجما، وخاصة أننى لم أحلم يوما بالنجومية، ولكنهم قالوا لى «أنتى نجمة رغم أنفك».
• يُقال أنكِ رفضتِ التعاون مرة ثانية مع حليم وفضلتِ التعاون مع فريد الأطرش، فما صحة ذلك؟
- لم أرفض التعاون مع حليم، ولكن هو عرض عليّ أن نقدم فيلما آخر، عندما عرف بمشاركتى فى فيلم «رسالة من امرأة مجهولة» مع فريد الأطرش، فوجدت حليم يقوم بمجهودات كبيرة حتى لا أقدم الفيلم، لكن العمل أعجبنى وقررت تقديمه.
• وكيف كان العمل مع فريد الأطرش؟
- الحقيقة فريد كان إنسانا محترما وجميلا جدا سعدت بمعرفته، وكان كريما و«غلبان» يشعر طوال الوقت أنه مظلوم، يشتكى باستمرار من عبدالحليم وعبدالوهاب، والفيلم يعجب حتى الآن الكثير من الجمهور، وأتذكر أننى كنت مسافرة وجاءت امرأة لتتحدث معى، وأخذت تمدح فى أحد أفلامى وتؤكد لى أنه يبكيها عندما تشاهده، فاعتقدت أنها تتحدث عن «الوسادة الخالية» ولكنى اكتشفت أنها تقصد «رسالة من امرأة مجهولة»، وهذا الفيلم من الأفلام التى أرهقتنى لأننى تواجدت تقريبا فى كل مشهد ما عدا الأغانى.
• بهية
• لم تتركى فنانا من العمالقة إلا ووقفت أمامه؟ «لم تتركنى الجميلة لولو أكمل سؤالى حتى سارعت بالرد»!
- هما اللى مسبونيش.
• ومن هو أكثر فنان أراحك فى العمل؟
- «هو ده سؤال، متهيألى الكل يعرف الإجابة، طبعا رشدى أباظة» قدمت معه خمسة أفلام، فقد كان أكثر واحد يُشعر المرأة بمكانتها، رجل محترم يعرف كيف يعامل المرأة، وعندما أدخل غرفتى فى الاستديو أجد وردا من السقف للأرض أرسله لى رشدى، وعندما أدخل البلاتوه يقف وينحنى مُقبلا يدى، هو «جنتلمان» حقيقى وأخلاق، وكنت متعاطفة معه جدا.
• ولمَ التعاطف؟
- لأن رشدى ظل لأكثر من عشر سنوات لا يأتى به المخرجون سوى فى أدوار ثانوية، ومعظمها شر، إلى أن أصبح مطلوبا فى كل الأفلام، فكان يأتى متأخرا عن موعد التصوير وفى حالة يُرثى لها من الشرب وذلك أثناء تصويرى معه فيلم «بهية» وكنا نصور مشاهد ليلا فى الشتاء وفى إحدى القرى، ونظل ننتظره، وعندما يحاول امتطاء الحصان يقع من الناحية الأخرى، ومع ذلك لم أكن أغضب من تأخره أو إعادة التصوير، لكثرة اعتذاره، عكس آخرين كانوا «بينرفزوني».
• وماذا عن أحمد مظهر؟
- «جنتلمان» محترم ومتحفظ، رقيق، كان يحترم وحدتى جدا، فأنا أفضل الوحدة، وكذلك رشدى كان يحترم وحدتى، ولم نكن نجلس طوال الوقت نهزر ونضحك، لكن مظهر كان يراعى أكثر هذا الأمر، رشدى كان «بيلعلع» الاستديو، لذلك كان يحبه العمال.
• بدأتِ بطلة.. فلماذا وافقت على الاشتراك بدور صغير فى «لا تذكريني» مع شادية؟
- «اترجوني» فوافقت على الظهور فيه كضيفة شرف، وكُتب على التتر هذا.
• قدمتِ دور فلاحة فى فيلم «بهية» فكيف لابنة الطبقة الارستقراطية تقديم هذا الدور؟
- ذهبت للقرى وجلست مع الفلاحات، وقرأت عنهن، وجدتى كانت لديها عزبة كنا نذهب لها فى الأعياد، وجلست مع والدى كثيرا جدا لأنه كان كاتب التمثيلية للإذاعة، وعلمنى اللهجة الفنان عبدالوارث عسر، والممثل الحق يجسد كل الأدوار طبعا بعد دراستها جيدا، والتعمق فى جميع جوانبها، ولا توجد شخصية يصعب على الممثل تجسيدها، أنا عملت أشكالا وألواناً مختلفة، ولم يكن يهمنى مساحة الدور.
• واإسلاماه
• «أدهم الشرقاوي» كان التركيز فيه على قصة رجل «عبدالله غيث» فلماذا وافقت عليه؟
- لأن كما قلت لا أهتم بمساحة الدور، مادام العمل نفسه مهما وله قيمة، وفيما يتعلق بفيلم «أدهم» فصُناع العمل طلبوا منى الاشتراك فى الفيلم حتى يتمكنوا من تسويقه لأن عبدالله غيث نجم مسرح لا سينما، «حتى أفيش الفيلم كان حاجة تتضحك، أدهم الشرقاوى بطولة لبنى عبدالعزيز» وقبل التصوير تعلمت لهجة محافظة الشرقية من الفنان عبدالوارث عسر، وكنت سعيدة بعملى مع عبدالله لأننى كنت مُعجبة به، وكنت مشجعة اختياره للدور.
• وهل صحيح أنكِ ساهمتِ فى تقديم شادى عبدالسلام للسينما؟
- بالفعل، تعرفت عليه من خلال صديق مشترك، وهو فنان أيضا اسمه شريف ذوالفقار، بحكم طبيعة عملى فى الإذاعة كنت أقدم برنامج «أضواء المدينة» فأزور المتاحف والمعارض باستمرار، وعندما تعرفت عليه رشحته لتصميم ملابس فيلم «وا إسلاماه» وسافر لإيطاليا لتنفيذها وكان الجميع ينظر لتصميماته بإعجاب، وبعدها صمم أيضا ملابس وديكور فيلم «عروس النيل» فيما يتعلق بمشهد الاحتفاء بعروس النيل الجديدة.
• تركت الشهرة والأضواء فى عز تألقك وهاجرت إلى أمريكا، ألم تندمى على هذا القرار؟
- قرار شجاع بالطبع.. لأننى تركت كل شيء من أجل زوجى الذى كان يدرس فى منحة دراسية بأمريكا وتنازلت عن الشهرة والأضواء والمجد والمال من أجله وقضيت معه هناك ثلاثين سنة بعيدا عن مصر.
• هى والرجال
• قدمت أربعة أفلام مع مخرج الواقعية الراحل صلاح أبوسيف إلا أن مخرج الروائع الراحل حسن الإمام اكتشف مواهب جديدة فيك، فى رأيك ما أبرزها؟
- حسن الإمام بشهادة الجميع صنع منى ممثلة مختلفة عندما قدمنى فى دور خادمة فى فيلم هى والرجال ثم قدمنى متسولة فى فيلم إضراب الشحاتين، فقد أتاح لى هذا المخرج أن أتلون بعيدا عن أدوار الرومانسية والكوميديا التى كانت سمة العصر حينها.
• كرمك عبدالناصر بمنحك وسام النيل فى عيد الإعلاميين، وكرمتك مهرجانات عديدة للسينما كيف استقبلت خبر تكريمك فى المهرجان الكاثوليكى للسينما؟
- شعرت بسعادة شديدة لأن الناس لا تزال تتذكرنى، والحقيقة أننى طرت من الفرح بخبر هذا التكريم لأنه يأتى من جهة محايدة ومحترمة وتؤسس للمبادئ والأخلاق. •


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.