الضربة الإيرانية التي استهدفت قواعد أمريكية تعد رسالة للداخل الإيراني فقط لحفظ ماء الوجه، وأن إيران لن تغامر بالدخول في حرب عسكرية مباشرة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. "كل شيء على ما يرام"، بهذه الكلمات علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الهجوم الصاروخي الذي قام به الحرس الثوري الإيراني، الذي استهدف القوات الأمريكية في قاعدتي عين الأسد في الأنبار وحرير في أربيل بالعراق، ردا على العملية التي نفذتها الولاياتالمتحدة يوم 3 يناير الجاري قرب مطار بغداد، وأسفرت عن مقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري قاسم سليماني. حمل الهجوم الإيراني العديد من علامات الاستفهام، نظرا لعدم وقوع أي خسائر بين صفوف القوات الأمريكية خلال هذه العملية، وذهبت العديد من التكهنات إلى أن إيران لم ترغب في عدم سقوط ضحايا خلال تلك العملية يأتي ذلك رغم أن طهران سبق وأن هددت ب"رد مزلزل" بعد اغتيال سليماني. وبينما زعم الحرس الثوري الإيراني، أن الهجوم الصاروخي أدى إلى مقتل 80 جنديا أمريكيا، نفت الولاياتالمتحدة سقوط قتلى بين قواتها وهو ما أكدته العديد من المصادر، كما أكد ترامب أن "كل شيء على ما يرام"، مشيرا إلى أن بلاده لديها "أقوى جيش يأتي ذلك رغم أن طهران سبق وأن هددت ب"رد مزلزل" بعد اغتيال سليماني. وبينما زعم الحرس الثوري الإيراني، أن الهجوم الصاروخي أدى إلى مقتل 80 جنديا أمريكيا، نفت الولاياتالمتحدة سقوط قتلى بين قواتها وهو ما أكدته العديد من المصادر، كما أكد ترامب أن "كل شيء على ما يرام"، مشيرا إلى أن بلاده لديها "أقوى جيش في العالم"، فيما أشار البنتاجون إلى أنه يجري تقييما للوضع ويدرس سبل الرد على الضربة. وقال مسؤول أمريكي إن قاعدة عين الأسد الجوية التي تم استهدافها ب13 صاروخا، كانت تستضيف قوات تقودها أمريكابالعراق. تجنب الخسائر مصادر حكومية أمريكية وأوروبية مطلعة على تقديرات المخابرات، أكدت أن إيران سعت عمدا إلى تجنب وقوع أي خسائر في صفوف الجنود الأمريكيين خلال قصفها الصاروخي لقواعد عراقية تستضيف القوات الأمريكية في العراق. وأضافت المصادر الأربعاء، أن من المعتقد أن الإيرانيين تعمدوا أن تخطئ الهجمات القوات الأمريكية للحيلولة دون خروج الأزمة عن نطاق السيطرة مع توجيه رسالة عن قوة العزم لدى إيران. وقال مصدر في واشنطن إن الدلائل الأولية تشير إلى عدم وقوع إصابات في صفوف الأمريكيين في حين أحجم مسؤولون أمريكيون آخرون عن التعليق. ورأى محللون أن طبيعة الرد الإيراني على مقتل سليماني وعدم سقوط ضحايا بين صفوف الأمريكان تؤكد أن الإيرانيين لا يرغبون في الدخول في حرب شاملة مع أمريكا، كما سبق الهجوم إرسال رسائل غير مباشرة للأمريكيين بأخذ الحذر من رد محتمل. وبعد الإعلان عن عدم وجود خسائر بين الأمريكيين هناك تلميحات بأن الرد الإيراني تم بالتنسيق بين أمريكاوإيران لاستيعاب الغضب الشعبى الايراني. رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، صرح بأن إيران أبلغت الحكومة العراقية بضرباتها على القوات الأمريكية في العراق. وفي تصريحات نقلتها قناة "الحدث"، قال إن طهران أكدت لبغداد أن القصف سيقتصر على مواقع للجيش الأمريكي. وكشف مصدر دبلوماسي ل"سي إن إن" أن العراق أبلغ الولاياتالمتحدة بتفاصيل الهجوم على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق قبل وقوعه. وذكر المصدر ذاته، أن العراق بعث برسائل تحذير لأمريكا أعلمها فيها الأماكن التي سوف تستهدفها إيران، كرد على مقتل قاسم سليماني. كما أوردت "سي إن إن" أن مسؤولا عسكرياً عراقياً رفيع المستوى، كشف أن الولاياتالمتحدة كانت لديها معلومات عن الهجوم قبل وقوعه، وأنها قامت باتخاذ التدابير اللازمة. حفظ ماء الوجه خبير الشئون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات محمد عباس، رأى أن "الرد الإيراني" لم يكن على مستوى التوقعات، حيث سارعت طهران بتصريحات باستهداف 23 هدفا أمريكيا وذلك عقب مقتل أحد قادتها، قاسم سليماني. وأوضح عباس أن الضربة الإيرانية تعد رسالة للداخل الإيراني فقط لحفظ ماء الوجه، وأن إيران لن تغامر بالدخول في حرب عسكرية مباشرة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤكدا أن التصعيد خلال الساعات المقبلة مفتوح على أكثر من مسار، وربما يكتفي الطرفان بهذه الخطوات. وتوقع أن تطور إيران من برنامجها الصاروخي وتعزيز علاقاتها مع حلفاؤها، في مقابل أن تتجه الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى رفع سقف العقوبات على طهران في المرحلة المقبلة. من جانبها، قالت الكاتبة والباحثة السياسية، هديل عويس، إن الرد الإيراني لا يساوي حجم ومسألة مقتل أحد أكبر قادة إيران وهو الجنرال قاسم سليماني. وأوضحت الباحثة هديل عويس، أن أمريكا قتلت سليماني بعد عام من السكوت، موضحة أن إدارة ترامب أرادت أن تقول إنها قادرة أن "تقصم ظهر إيران"، مشيرة إلى أن خيار قتل رجل إيران القوي، قاسم سليماني كان مطروحا على طاولة العديد من الرؤساء الأمريكيين منذ التسعينيات. انتهاء العمليات الانتقامية دليل آخر يؤكد عدم رغبة إيران في الدخول في حرب، وهو إعلانها انتهاء عملياتها الانتقامية ضد الولاياتالمتحدة ردا على اغتيال قاسم سليماني. وقال مندوب إيران الدائم لدى الأممالمتحدة مجيد تخت روانجي في إجابة عن سؤال من وكالة "تاس" الروسية حول رد بلاده على كلمة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بشأن التصعيد الأخير : "كل عملياتنا كانت متكافئة مع مقتل قاسم سليماني، وتم إنهاؤها". مضيفا: "في حال عدم إقدام الولاياتالمتحدة على أي إجراءات عسكرية ضد إيران، لن نقوم نحن من جانبنا بأي خطوات من هذا النوع". وأشار المندوب الإيراني إلى أن بلاده عملت بتوافق تام مع المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة، ونفذت حقها في الدفاع عن النفس، وقال: "لكن لن يكون لدى إيران سبيل بديل عن الرد في حال اتخاذ الولاياتالمتحدة قرار شن عمليات عسكرية جديدة"، بحسب "روسيا اليوم". وتمتلك الولاياتالمتحدة في العراق عددا من القواعد العسكرية المنتشرة في شمال وغرب ووسط البلاد، وأثارت الإدارة الأمريكية بقتلها الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، وآخرين قرب مطار بغداد الجدل حول وجودها في العراق.