كشفت الأزمة الأخيرة للإثيوبيين، في إسرائيل، عن مشكلة مستمرة منذ أربعة عقودٍ في المجتمع، بدأت منذ هجرة اليهود ذوي الأصول الإثيوبية إلى إسرائيل يبدو أن تظاهرات ذوي الأصول الإثيوبية خلال الأيام القليلة الماضية، كشفت عن الأوجه القبيحة داخل المجتمع الإسرائيلي، لا سيما أن أصابع الاتهام لم تتجه إلى الحكومة فقط، بل كان بعض اللوم موجهًا لأفراد المجتمع نفسه. تحمل مسؤولية الأحداث الجارية في إسرائيل في الوقت الحالي، والتي أعقبت مقتل سليمان تيكا، وهو شاب يبلغ من العمر 19 عامًا، على يد شرطي خارج الخدمة في حي كريات حاييم في حيفا، دفعا لحالة من تبادل الاتهامات بين العديد من الأطراف في المجتمع الإسرائيلي بشكل واضح. وعلى الرغم من أن أصابع الاتهام وجهت بشكل رئيسي إلى الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، بسبب طريقة تعاملها التي أججت مشاعر الإثيوبيين بالعنصرية، فإن إحساس النبذ الذي يسيطر على تلك الفئة في المجتمع الإسرائيلي لم يكن وليد مقتل الشاب الإثيوبي. صحف إسرائيلية لنتنياهو: «العنصرية ليست غريبة عليك» وقالت وعلى الرغم من أن أصابع الاتهام وجهت بشكل رئيسي إلى الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، بسبب طريقة تعاملها التي أججت مشاعر الإثيوبيين بالعنصرية، فإن إحساس النبذ الذي يسيطر على تلك الفئة في المجتمع الإسرائيلي لم يكن وليد مقتل الشاب الإثيوبي. صحف إسرائيلية لنتنياهو: «العنصرية ليست غريبة عليك» وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن المجتمع الإسرائيلي يعاني حالة من العنصرية الشديدة تجاه كل ما هو مغاير، سواء من العرب أو الفلسطينيين أو السود وغيرهم من الفئات، مؤكدة أن تلك التظاهرات تأتي ردا على العنصرية الصارخة والمستمرة من جانب الشرطة ضد الأشخاص ذوي البشرة السمراء. وأشارت إلى أن احتجاجات المهاجرين الإثيوبيين الذين ذهبوا إلى إسرائيل منذ أربعة عقود، بدأت فور وصولهم، وذلك بعد أن رفضت المؤسسة الدينية قبولهم كيهود. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك رفض من جانب الفئات المكونة للمجتمع الإسرائيلي أساسًا، للسماح لجميع أقاربهم بالهجرة، كما واجه الإثيوبيون أيضًا مشكلات في الدمج مع النظام التعليمي بإسرائيل، وكذلك برامج الوكالات اليهودية المعنية بتوظيف اليهود وتسكينهم منذ عام 1948 وحتى الآن. تلك الاحتجاجات التي بدأت في ثمانينيات القرن الماضي، قادها بشكل أساسي ما يُعرف الآن بالجيل الأكبر سنا، وكانت أكثر هدوءًا مما بدت عليه التظاهرات الآن. استمرت هذه الأعمال العدائية تجاه الإثيوبيين خلال السنوات القليلة الماضية، ففي عام 2015، انتشر مقطع فيديو لضابط شرطة يضرب جنديا إسرائيليا من أصل إثيوبي دون مبرر واضح. عنصرية إسرائيل ضد يهود إثيوبيا مسلسل لا ينتهي وأثار هذا الحادث احتجاجات شهدت صوتا جديدًا وشبابًا بدا متألمًا من الشعور بالعنصرية وبأنهم مرفوضون داخل إسرائيل، ليبدأ في الكشف ضد ما لم يجرؤ الجيل الأكبر سنا على قوله مباشرة، وهو أن سياسات إسرائيل كانت عنصرية ضدهم بشكل صريح، بحسب ما جاء في صحيفة هآرتس. وفي أعقاب تلك الاحتجاجات، تم إنشاء وحدة في وزارة العدل لتنسيق حملة ضد العنصرية، ولكن من وجهة نظر المجتمع الإثيوبي، لم تستطع هذه المساعي الصورية إنهاء وجود العنصرية ولم يتغير شيء في الطريقة التي تعاملت بها السلطات مع القضية. وكجزء من الجهود المبذولة للتصدي للعنصرية تجاه المجتمع الإثيوبي، تم إطلاق مشروع لزيادة توعية الشرطة بثقافة المجتمع، إلا أن الإثيوبيين لم يظهروا ترحيبًا بهذا المشروع، مُعدين إياه مجرد محاولة صورية لإخفاء مزيد من الاضطهاد والعنصرية التي تُمارَس ضدهم. من جانبها، رأت شيلي إنجداو فاندا، وهي كاتبة تناولت أزمة الإثيوبيين، أن "المشروع يضفي الشرعية على افتراض أن عنف الشرطة يرجع إلى ثقافة المجتمع الإثيوبي وليس بسبب طريقة السلطات في التعامل". احتجاجات عنيفة بعد مقتل إثيوبي على يد شرطي بإسرائيل وعلى الرغم من مظاهر العنف التي أدت إلى إصابة العشرات من الإثيوبيين وعناصر الشرطة في إسرائيل، فإن أكثر ما يُقلق السلطات الحكومية هو الفشل في استيعاب مثل هذه الحركات الاحتجاجية، ما يجعلها سببًا رئيسيا في إشاعة ثورة كاملة المعالم في إسرائيل.